مشروب توارثته القبائل ولم تستسلم لمغريات العصر الحديث ولم تهجره مهما كانت المستحدثات التى طرأت علي مجتمعاتنا ومن طقوس الصباح، عند قبائل جنوب البحر الأحمر شرب ﺍﻟﺠَﺒَﻨَﺔ ( ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ) ، وهى من أهم المشروبات المقدسة في الشلاتين وحلايب و هى أولي ما يجول في أذهان المواطنين عند كل صباح بعد تأدية فريضة الصلاة..
يقول الباحث البيئى على دورا أحد ابناء المنطقة أنه تتشابه الجبنة إلي حد كبير مع مشروب ” القهوة “ إلا أن للجبنة سِمتٍ خاص يميزها و يجعلها تتفرد و تنعزل عن القهوة في إنعزال مختلف.
وتابع دورا نعومة حبات البُـن تختلف عن نعومته في إعدادات القهوة العربية التي تسمح للبُـن أن يُصحن بدرجة كبيرة إلا أنه في الجبنة لابد و أن يحتفظ ببعض الخشونة مُضاف إليها قطع الزنجبيل حسب رغبة شاربها.
وكشف الحسن عثمان موظف من أبناء ابورماد أن للجبنة طقوس مُلازمة لها عند قبائل البشارية و العبابدة من وجوب شُـربها بإعداد فردية فيشرب الفرد ثلاث، أو خمسة، أو سبعة فناجين من الجبنة. !!
واضاف الحسن دائما ما تكون الجلسات و اللقاءات في حضرتها فهي رمز للضيافة و الحفاوة عند قبائل البشارية والعبابدة ، كذلك الجبنة مركزية في منزل كل عائلة وواجب وجودها و تكاد تكون أساسية في جميع المنازل هنا حتى في تجهيزات منازل الزوجية تكون ”عِدة “ الجبنة ضمن أثاث المنزل الجديد.