الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تراصوا واعتدلوا.. مساجد مصر تعود إلى ما قبل كورونا.. الأوقاف تعلن دوام كامل على مدار اليوم.. وإتاحة زيارة الأضرحة والمقامات من الأحد المقبل

عودة الحياة إلى المساجد
عودة الحياة إلى المساجد

تراصوا واعتدلوا 

المساجد تستقبل المصلين بكامل طاقتها ودون تباعد من الأحد المقبل 

الأوقاف : دوام كامل على مدار اليوم من الفجر وحتى العشاء 

وإتاحة زيارة الأضرحة والمقامات من الأحد المقبل

 

 

حملت الساعات القليلة الماضية، إعلان وزارة الأوقاف عن عودة الشعائر الدينية إلى طبيعتها ما قبل تفشي جائحة كورونا المستجد وسن إجراءات احترازية خلال أكثر من عامين متتاليين، الأمر الذي أدى إلى تعطيل الصلوات الخمس والجمع في باديء الأمر وفق فتوى هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أعقبها عودة جزئية إلى أداءها بالمساجد في تباعد جسدي وكمامات وغلق دورات المياه وغيرها من ضوابط وقائية اعتمدتها وزارة الأوقاف برئاسة الدكتور محمد مختار جمعة.

وزير الأوقاف

ألا صلوا في بيوتكم

وقررت وزارة الأوقاف في مارس 2020، بالتزامن مع انتشار فيروس كورونا المستجد، إيقاف إقامة صلاة الجمع والجماعات وغلق جميع المساجد وملحقاتها وجميع الزوايا والمصليات، والاكتفاء برفع الأذان في المساجد دون الزوايا والمصليات.

 

وحددت وزارة الأوقاف صيغة رفع الأذان زيدت فيها عباراتي: "ألا صلوا في بيوتكم.. ألا صلوا في رحالكم"، موضحة حينها أن القرار يأتي بناء على ما تقتضيه المصلحة الشرعية والوطنية من ضرورة الحفاظ على النفس كونها من أهم المقاصد الضرورية التي ينبغي الحفاظ عليها، وبناء على الرأي العلمي لوزارة الصحة المصرية ومنظمة الصحة العالمية وسائر المنظمات الصحية بمختلف دول العالم التي تؤكد الخطورة الشديدة للتجمعات في نقل فيروس كورونا المستجد (covid -19) وما يشكله ذلك من خطورة داهمة على حياة البشر.

 

العودة الجزئية للصلاة

وقررت الأوقاف مع مطلع العام 2021، ضوابط جديدة لعودة الصلاة بصورة جزئية تسمح لأداء الصلوات الخمس واستمرار تعليق الجمع قبل أن تستقر على عودتها بذات الضوابط التي تتمثل في ترك مسافات بين المصلين لا تقل عن متر ونصف طولا وعرضا،  قصر فتح المساجد على أداء الصلاة فقط.

 

وعدم السماح بالدروس الدينية أو الندوات أو أي من الأنشطة الأخرى داخل المساجد، مع استمرار غلق دورات المياه في المساجد، والالتزام بإحضار المصليين المصلى الشخصي الخاص به والكمامة.

 

كما أعلنت استمرارية غلق الأضرحة و دور المناسبات وعدم السماح بعقد القران أو العزاء داخل المساجد، ودشنت وزارة الأوقاف مشروعا لإنشاء بوابات تعقيم خاصة بالمساجد وخط إنتاج قناع الوجه الوقائي.

صلاة الجمعة بمسجد السيدة نفيسة

الفتح الكامل وعودة الحياة إلى طبيعتها

وفي الخامس من مايو الجاري، كشفت وزارة الأوقاف عن موعد عودة الحياة الطبيعية إلى المساجد بعد سلسلة من إجراءات التخفيف والتي كان أبرزها بالتزامن مع عيد الفطر المبارك والعشر الأواخر من رمضان بالسماح لأداء صلاة التهجد، وصلاة العيد بنحو 600 ساحة إلى جانب المساجد الكبرى والجامعة.

 

وقررت وزارة الأوقاف العودة بنظام فتح المساجد إلى حالتها الطبيعية وعمارتها بالدروس والمقارئ القرآنية والسماح بزيارة المقامات والأضرحة في غير أوقات الصلاة وفتح ساحة مسجد الإمام الحسين على مدار اليوم بدءا من الأحد المقبل  الموافق 8 مايو الجاري وفق التعليمات المنظمة التي ستعممها الوزارة في هذا الشأن .

 

وقالت الوزارة إن هذا القرار يأتي في ظل توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية واهتمامه بعمارة بيوت الله عز وجل مبنى ومعنى وتوفير الجو الروحي الملائم لجميع المصريين ، و بناء على ما عرضه الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على الدكتور المهندس مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء في هذا الشأن وموافقته على ما تم عرضه ، وتوجيهه باتخاذ اللازم لتنفيذه .

الأوقاف 

فتح مراكز تحفيظ القرآن الكريم

وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم، قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إنه لا مانع من بدء تطبيق قرارات فتح المساجد بكامل طاقتها مثلما كانت قبل جائحة كورونا، الآن، وليس يوم الأحد، مشددا على ضرورة الالتزام بالضوابط التى يتم الإعلان عنها من قبل الوزارة.

 

وأضاف جمعة، أن القرار صدر الآن في هذا التوقيت أن آخر اجتماع قبيل رمضان بلجنة إدارة أزمة الأوبئة، لمناقشة التوسع في الفتح ولكن كان القرار التوسع بحساب خوفا من التوسع بشكل كامل في رمضان ، ثم بعد شهر رمضان كان الاتجاه للفتح في الحياة العامة وليس المساجد فقط فى حال كان هناك استقرار وتراجع في حالات الإصابة، وهو ما حدث وأصبحت المساجد هى بادرة الفتح.

 

ولفت وزير الأوقاف، إلى أن أبرز القرارات التى تم اتخاذها الأيام الماضية والتى تؤكد الاتجاه للفتح، هى استمرار الدروس الدينية بالمساجد والتى بدأت فى شهر رمضان، فتح مراكز الثقافة الإسلامية ومراكز تحفيظ القرآن الكريم، وعودة المقارئ القرآنية.

 

المقارئ القرآنية 

وقال وزير الأوقاف، إنه سيتم فتح المقارئ القرآنية بالمساجد للرجال والسيدات، حيث سيتم تكليف الواعظات بعمل المقارئ القرآنية للسيدات، لافتاً إلى أنه سيتم وضع جداول محددة للمقارئ القرآنية في المساجد.

 

وأشار وزير الأوقاف إلى عودة مقارئ القرآن الكريم إلى العمل عبر تنظيم آلية عودتها ، وأنه في الأصل كانت المقارئ للأئمة وأعضاء المقارئ الذين يحفظون القرآن الكريم ، وقد كانت يومًا واحدًا في الأسبوع مع مقارئ مفتوحة للجمهور لمن أراد الانضمام وستكون أيضًا بتسجيل مسبق مع الإمام ، بشرط توافر إمام معتمد ، كما ستكون هناك مقارئ للسيدات بإشراف الواعظات والمحفظات المعتمدات ، لنعود بالمسجد إلى رسالته أفضل مما كان.

جانب من المؤتمر الصحفي

عمارة المساجد مبنى ومعنى

كما أعرب وزير الأوقاف عن عميق شكره وتقديره للرئيس عبد الفتاح السيسي على حرصه وتوجيهه بسرعة عودة المساجد لطبيعتها ، وفتحها أمام الراكعين والساجدين والذاكرين وعمارتها بدروس العلم ، كما توجه بالشكر له لاهتمامه بعمارة المساجد مبنى ومعنى خاصة المساجد الكبرى ومساجد آل البيت وهو ما نراه بأعيننا ، كما توجه بالشكر للدكتور المهندس مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء الذي كان متابعًا لهذا الملف خطوة بخطوة ، ووجه مشكورًا باتخاذ الإجراءات التنفيذية في ظل توجيهات الرئيس.
 

وأكد وزير الأوقاف أن المصريين استقبلوا هذا الخبر بصيحات التهليل والتكبير والفرحة العارمة ، وهز وجدان المصريين جميعًا ، وهو تعبير طبيعي صادق لكل محب لدينه ووطنه ، وهو مشهد يدرس لهذا الشعب المصري العظيم ، فمصر بلد الإيمان وبلد الإسلام إلى يوم الدين وبلد القرآن وبلد المساجد والمآذن والمنابر ، مؤكدًا أن هذا القرار تم تنفيذه اعتبارًا من اليوم من مسجد السيدة نفيسة ، وسيتم تنفيذ هذا الإجراء في كل المساجد الكبرى على مستوى الجمهورية بدءًا من يوم الأحد القادم ، مع عودة الدروس ومقارئ القرآن الكريم وتكثيف ما كان قائمًا قبل الغلق.
 

وأشار إلى أن البعض قد يتساءل عن سر توقيت بعض القرارات ، وعن سر توقيت قرار عودة المساجد إلى طبيعتها قبل الغلق ، لماذا الآن ؟ ونقول : هو تقدير متخذ أو متخذي القرار للمصلحة ، فعندما وجه سيادة الرئيس بتكثيف العمل بمسجد الإمام الحسين ليكون افتتاحه في أول يوم من أيام الشهر الفضيل ، وكان ذلك يتطلب غلق المسجد هذه الفترة حتى تتمكن فرق العمل المكثف من إنجاز المهام في الوقت المحدد ، قيل : وهل هذا هو التوقيت المناسب لمثل هذا القرار ؟ وكيف يغلق مسجد الإمام الحسين في هذا الشهر الفضيل ؟ دون أن يدرك من تحدث أن ذلك إنما كان لإعداد المسجد على أفضل صورة قبل بداية الشهر الفضيل وهو ما تم بفضل الله تعالى وأقيمت الصلاة فيه طوال الشهر الفضيل ، و قد اعتدنا أن نعلن الإنجازات حين افتتاحها وليس عند تدشينها تحقيقًا لأعلى درجات المصداقية والتحول من الوعود إلى الإنجازات. 
 

وفيما يتصل بفتح المساجد فتحا كليًّا في هذا التوقيت فإن اللجنة المختصة بإدارة أزمة الأوبئة والجوائح الصحية كانت ترى التريث حتى نهاية الشهر الفضيل ومرور أيام العيد بخير ، نظرًا لما يصاحب هذه المواسم والأعياد الدينية عادة من مزيد اختلاط ، وقالت اللجنة في حينه سننظر الأمر وتطوراته خلال شهر رمضان وأيام العيد ، فإن مر الأمر بخير سنتجه نحو فتح الحياة العامة بما فيها كل الأمور المتصلة بدور العبادة ، وهو ما تم بفضل الله (عز وجل) فصبرنا قليلا من الوقت لنعبر بفضل الله بالأمر إلى بر الأمان وهو ما تم بفضل الله و عونه.
 

كما أشار وزير الأوقاف إلى أن هناك اجتماعًا بوكلاء الوزارة لوضع النقاط التفصيلية التي سيتم تعميمها ، مشيرًا إلى أن هذه القرارات التي تم اتخاذها قبيل شهر رمضان وأثنائه وصولًا إلى قرار الفتح ، ليست قرارات عشوائية بل قرارات مدروسة بعناية، وهذا الأمر واضح لكل متتبع منصف، ومن هذه القرارات : استمرار الدروس بعد رمضان من دروس العصر والعشاء.

 

فتح المراكز الثقافية

 كما أعلنا سابقًا عن فتح المراكز الثقافية (35) مركزًا ثقافيًّا ، و (69) مركزًا لإعداد محفظي ومحفظات القرآن الكريم ، كما تم تخفيض مصاريف الالتحاق من 800 جنيه إلى 400 جنيه تسهيلا على الراغبين في الالتحاق ، هذا بالإضافة إلى إمكانية دفع هذا المبلغ على قسطين ، وكذلك تم تخفيض مصاريف مراكز إعداد محفظي ومحفظات القرآن الكريم من 500 جنيه إلى 400 جنيه ، مؤكدًا أننا نسير باتجاه فتح الحياة العامة والحياة الدينية أمام الناس.
 

مال الوقف 


وفيما يتعلق بهيئة الأوقاف المصرية أكد وزير الأوقاف أن هناك خططًا لتطوير استثمارات هيئة الأوقاف المصرية ، مشيرًا إلى أن هيئة الأوقاف حققت مليار و600 مليون جنيه في عشرة أشهر كأعلى عائد في تاريخها ، ونؤمل في نقلة نوعية غير مسبوقة ، كما أكد وزير الأوقاف أن مال الوقف بمثابة مال اليتيم ، أكله بدون حق من الموبقات ، وحقه لا يسقط بالتقادم شرعًا وقانونًا ، والقائم عليه بمثابة كافل اليتيم إن أحسن ، وعاقبة أمره تكون خسرًا إن أساء أو قصر أو فرط ، أما المعتدون عليه فهم في حرب مع الله (عز وجل) لأنه الولي الحقيقي لمن أوقفت العين أو المال لأجلهم.