الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا الصدقة في الخفاء أحب الى الله .. ومتى يجوز الجهر بها ؟

لماذا الصدقة في الخفاء
لماذا الصدقة في الخفاء أحب إلى الله ؟

لماذا الصدقة في الخفاء أحب إلى الله ؟.. يرغب الدين الإسلامي على الصدقة ويحث عليها، لكن لماذا الصدقة في الخفاء أحب الى الله ؟، وهل يجوز لمن يتصدق أن يجهر بصدقته أم أن ذلك يسقط أو يقلل من ثوابه؟

ومن خلال التقرير التالي نوضح لماذا الصدقة في الخفاء أحب الى الله ؟، وهل يجوز إخراج الصدقة عن طريق شخص أم الأفضل في الخفاء؟

فضل الصدقة

لماذا الصدقة في الخفاء أحب إلى الله ؟

الصدقة سبب لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات، وصاحب الصدقة موعود بالخير الجزيل والأجر الكبير، كما أن الصدقة تزيد في العـمر وتزيد في المـال، وسبب في الرزق، والمتصدق من خيار الناس، والصدقة ثوابها لكل من شارك فيها.

وقد بين القرآن أن الصدقة هي الطلب الذي يتمناه الميت لو عاد مرة إلى الحياة، مصداقًا لقول الله تعالي: «وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ» (المنافقون 10)، فشرع الله لنا عبادات فيها النفع الكثير في دنيانا وأخرانا، وبعض هذه العبادات ما يتخطى نفعه من يفعلها، بل يصل نفعها إلى غيره فينال من فضل الله المزيد، ومن تلك العبادات العظيمة التي يعود نفعها على النفس وعلى الغير (الصدقات)، فهي طاعة عظيمة الثواب من كافة النواحي، ففيها تفريج للكروب وشفاء من الأمراض ودفع للبلاء ووقاية من النار في الآخرة.

كما أرشدنا النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله إلى فوائد الصدقات الدنيوية والأخروية لنعرف قيمة التصدق، فمن فوائد الصدقة أنها تدفع البلاء عن المتصدّق وأهل بيته، وتمنع ميتة السوء، وقد بيّن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك فقال في الحديث الشريف الذي رواه الإمام الترمذي : "إن الصدقة لتطفئ غضب الربّ، و تدفع ميتة السوء".

وروى الإمام البيهقي عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطّاها"، وفي أمر الصدقات يقول النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- فيما رواه الإمام الطبراني: "أحب الأعمال الى الله- عز و جل- سرور تدخله على مسلم: تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديْنا، أو تطرد عنه جوعًا... ولأن أمشي مع أخٍ لي في حاجه أحب إليَّ من أن اعتكف في مسجدي هذا شهرا".

لماذا الصدقة في الخفاء أحب إلى الله ؟

ورد في القرآن الكريم آيات عن الصدقة، منها: قوله تعالى: «وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ» (المنافقون: 10)، وقال تعالى أيضا: «وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ» (سبأ: 39).

كما قال جل وعلا: «الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ» (البقرة: 274)، كما جاء في قوله تعالى:" إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ "، فـ لماذا الصدقة في الخفاء أحب إلى الله؟

يقول الشيخ محمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء، أنه كلما كانت الصدقة أخفى كلما كانت أكثر ثوابا ولا مانع من أن تكون جهرا لكن النية في النهاية أن تكون خالصة لوجه الله تعالى .

كما أوضح الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية السابق، أن الأصل في إخراج الصدقة ان تكون في الخفاء لا يعلم بها غير الله عز وجل، مستطردا : لكن هناك وقت قد يجوز المجاهرة بالصدقة ليس من باب الرياء والسمعة لكن من باب تعميم الخير .
وأضاف “عاشور” في فيديو له أنه يجوز للرجل او السيدة ذات المكانة الرفيعة او القدوة ان يعلم ما حوله وكل الناس أنه يخرج صدقته ولكن بشرط ان تكون نيته الحث على فعل الخير ومساعدة أكبر عدد ممكن من الفقراء ، موضحا : أن من أفضل أنواع الصدقات الصدقة الجارية التي تنفع صاحبها بعد مماته لفترة طويلة .

وأشار إلى أن “الحسنة بعشرة أمثالها فإذا ما أخرج شخص جنيها فسيرد له عشرة جنيهات لكن ليس شرطا ان تعود لك نقودا فقد تعود لك في شكل آخر”، لافتاً أن الله تعالى يقول " أنا عند حسن ظن عبدي بي" واعلم انه ليس شرطا ان يعود لك الجنيه عشرة جنيهات، فقد يكفيك الله من مرض ستصرف عليه مبلغا كبيرا أو قد يصرف الله عنك أذى، ويجب ان تعلم ان المسألة ليست دراهم فقط، فقد تأخذ حسنات تثقل موازينك أفضل من المال".

فضل الصدقة وأنواعها

أحاديث عن الصدقة

كما وردت أحاديث عن الصدقة، منها: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله تعالى: يا ابن آدم أَنفقْ أُنفقْ عليك، وقال: يمين الله ملأى، سحاء لا يغيضها شيء الليل والنهار»، فهذا وعد من الله بالإنفاق على من أنفق في سبيل الله، والله تبارك وتعالى لا يخلف وعده.
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: «انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في ظل الكعبة، فلما رآني» قال: «هم الأخسرون ورب الكعبة» قال: «فجئت حتى جلست فلم أتقار أن قمت»، فقلت: «يا رسول الله، فداك أبي وأمي من هم؟» قال: «هم الأكثرون أموالاً إلا من قال هكذا، وهكذا، من بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله، وقليل ما هم».

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالاً، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانتْ مُسْتَقْبِلَةَ المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيّب»، قال أنس: "فلما نزلت هذه الآية: «لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ» (آل عمران: 92) قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم" فقال: "إن الله يقول في كتابه: «لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ»، وإن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو بِرَّها وذُخْرَها عند الله، فضعْها يا رسول الله حيث شئت"، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بخ ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، قد سمعت ما قلت فيها، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين، فقسمها أَبُو طلحة في أقاربه وبني عمه».
وقال ابن القيم رحمه الله: "وكان العطاء والصدقة أحب شيء إليه صلى الله عليه وسلم وكان سروره وفرحه بما يعطيه أعظم من سرور الآخذ بما يأخذه، وكان أجود الناس بالخير، يمينه كالريح المرسلة، وكان إذا عرض له محتاج آثره على نفسه، تارة بطعامه، وتارة بلباسه، وكان صلى الله عليه وسلم يأمر بالصدقة ويحث عليها ويدعو إليها بحاله وقوله. ولذلك كان صلى الله عليه وسلم أشرح الخلق صدرًا، وأطيبهم نفسًا، وأنعمهم قلبًا، فإن للصدقة وفعل المعروف تأثيرًا عجيبًا في شرح الصدر"
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما يَسُرُّني أنَّ لي أُحُدًا ذهبًا تأتي علي ثالثة، وعندي منه دينار إلا دينار أُرْصِدُه لدين عليَّ».
ولما سئل صلى الله عليه وسلم: "أي الصدقة أعظم"؟ قال: «أن تصدق وأنت صحيح شحيح، تخشى الفقر، وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، ألا وقد كان لفلان».

حق الزكاة والصدقة

شروط الصدقة وآدابها

1) أن تكون من مال الإنسان الطيب

2) أن تكون للأرقاب وعلى من يستحقها من الفقراء

3) أن لا يستقل المؤمن مقدار صدقته حتى لا تصدق بشق تمرة

4) أن لا يتبع المسلم صدقته بالمن والأذى

5) وأن يخفيها ولا يتظاهر ويتفاخر بها لأن التفاخر يقلل من أجر الصدقة على عكس إخفائها، من السبعة الذين يُظلهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه، ويكون دليلًا على إخلاص العبد، حيث إنّ الصدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في يد الفقير.

متى تجب الصدقة وهل يجوز إخراجها للأقارب؟

الصدقة تكون واجبة على المُسلم في حالتين، هما: «النذر، والزكاة»، وقالت دار الإفتاء بأنه تجب الصدقة على الإنسان إذا نذرها المرء فتصير نذرًا يجب الوفاء به، أو إذا كانت زكاة.

وأضافت في حُكم إخراجها للأقارب، أن الأقارب قسمان، الأول: قسم تجب على الإنسان نفقته كالأبوين والأولاد والزوجة، والإجماع على أنه لا يجوز إعطاؤهم من الزكاة، لأن المفروض فى المزكى أن ينفق عليهم النفقة الكافية.

وتابعت: "الثاني: قسم لا تجب عليه نفقته، كالعم والخال والعمة والخالة، منبهة إلى أن الفقهاء اتفقوا على جواز إعطاء الزكاة للقسم الثانى، بل هم أولى بها من غيرهم، لأنها تكون زكاة وصلة رحم فى وقت واحد، فيما رواه أحمد والترمذى وحسنه، عن النبى -صلى الله عليه وسلم - قال: «الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذى الرحم ثنتان، صدقة وصلة».