الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العنف الجسدي والتحرش.. تباين بشأن مقترح لرفع وعي طلاب الابتدائي والإعدادي جنسيا

التربية الجنسية
التربية الجنسية

زادت حالات التحرش الجنسي والاعتداء في الآونة الأخيرة، وبالأخص حالات التحرش بالأطفال، لذلك اتخذت الدولة خطوة هامة لتوعية الأطفال وتحديدا طلبة المراحل الأولى من العملية التعليمية للحفاظ على أنفسهم ومعرفة حدودهم وحدود الآخرين تجاههم.

التربية الجنسية

التربية الجنسية ضمن المناهج 

وبدأت هذه الخطوة منذ العام الماضي، حين خصصت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني درسا كاملا عن التحرش في مناهج الصف الرابع الابتدائي لـ توعية الأطفال. 

وعادت الدولة لتكمل مسيرتها هذا العام، حيث كلفت وزارة التربية والتعليم مستشاري المواد التعليمية بديوان عام الوزارة، بمراجعة كتب اللغة العربية والتربية الدينية بمراحل التعليم الأساسي الابتدائي والإعدادي، لتضمينها مفاهيم التربية الجنسية والعنف الجسدي والتحرش الجنسي وتوعية الطلاب بها.

وستجتمع المكاتب الفنية لمختلف مستشاري المواد التعليمية لتضمين تلك المفاهيم بدروس منهجي اللغة العربية والتربية الدينية بما يتوافق مع تعاليم الدين الإسلامي.

كما أنه تم الانتهاء من طباعة كتب المراحل التعليمية المختلفة وتسليمها المديريات التعليمية، لذا سيتم إصدار نشرات من مكاتب مستشاري المواد التعليمية بكيفية تضمين المناهج الدراسية بمفاهيم التربية الجنسية والتحرش الجنسي والعنف البدني.

وبجانب تضمين مناهج التعليم هذه المفاهيم، سيتم تكليف الزائرة الصحية والمعلمين والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين بالمدارس، بالدخول للفصول لتوعية الطلاب بجميع المراحل التعليمية المختلفة من المرحلة الابتدائية وحتي الثانوية سواء العام أو الفني، بهذه المفاهيم.

وكانت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، طالبت المديريات التعليمية بمختلف محافظات الجمهورية، في خطاب رسمي لها، بدمج مفاهيم التربية الجنسية والتحرش الجنسي والعنف الجسدي ضمن مناهج مراحل التعليم الأساسي.

التربية الجنسية

يجب ألا تدرس في شكل منهج 

الخطاب الصادر بتوقيع هاشم علي جامع، رئيس الإدارة المركزية للتعليم الفني، نص على أنه "في ضوء ما أشار به الدكتور محمد موسى عمارة، رئيس قطاع التعليم الفني والتجهيزات، على كتاب اللواء أمين عام مجلس الوزراء بشأن بعض التوصيات التي أوصت بها وزارة الداخلية بشأن إعلان قنوات عن تخصيص معظم برامجها ومسلسلاتها للترويج للمثليين، نحيطكم علما بأن كتاب مجلس الوزراء قد تضمن تكليف وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني والجهات التابعة لها بالقيام بمسئولياتها هذا الصدد على النحو التالي:

دمج مفاهيم (التربية الجنسية – التحرش الجنسي – العنف الجسدي) ضمن مناهج مراحل التعليم الأساسي، وتنفيذ برامج توعوية بمدارس التعليم الأساسي والمدارس الثانوية (العام – فني) بمشاركة الزائرة الصحية – الأخصائي النفسي – الأخصائي الاجتماعي – معلم التربية الدينية، وتوفير بوسترات وكتيبات للتوعية بمخاطر الانحرافات السلوكية غير السوية ونشرها في أماكن تجمع الأطفال والمراهقين (أندية – مدارس – جامعات – صالات ألعاب – دور رعاية الأطفال فاقدي الرعاية الوالدية.. إلخ)".

وقال الدكتور محمد عبد العزيز، الخبير التربوي، إن التوعية بهذه الموضوعات لا يجب أن تدرس في شكل منهج، فهذا الأمر يجب أن يتولاه مدرس التربية الدينية، لأن الأطفال في هذه السن ليس لديهم وعي بهذا الأمر إلا في حال تنبيههم، وبالتالي لا يجب لفت انتباههم لشيء لا يتناسب مع نموهم البدني، لذا يجب أن يكون هذا من خلال مدرس الدين سواء الدين المسيحي أو الدين الإسلامي.

وأضاف عبد العزيز، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن هذه الفكرة مطلوبة ولكن هناك خطأ في الإجراء، وهذه التوعية يقوم بها الآباء في المنازل، خاصة مع ازدياد نسبة التحرش والفساد الأخلاقي وزحمة الطلاب داخل المدارس.

ولفت أنه يجب أن تطبق بشكل يناسب سن الطلاب، وأنه من الجيد أننا لمسنا هذه المشكلة، ولكن يجب معالجتها بشكل صحيح حتى تحقق الأهداف المرجوة منها، ويجب أن يقوم معلم التربية الدينية بتوعية الأطفال بهذه الأشياء دون ذكرها في الكتب حتى لا يتم غرس أفكار جنسية لأطفال لم يصلوا حتى مرحلة البلوغ، وأن يعلمهم مدرس التربية الدينية أن هناك مناطق خاصة لا يجب على أحد لمسها سوى الوالدين.

التربية الجنسية

توعية الأطفال بـ التربية الجنسية

من جانبه، قال الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي، إن هذا الأمر جيد للأطفال لزيادة  توعيتهم بالمفاهيم ومساعدتهم على التعامل بشكل جيد وتبني لهم فهما سليما.

وأضاف مغيث، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن توعية الأطفال بهذه المفاهيم أمر جيد في ظل انتشار التحرش الجنسي والابتزاز، ولكن يجب مراعاة سن الأطفال المقدم لهم هذه المفاهيم حتى لا يتم خدش براءتهم.

ولفت مغيث، أن هذا الإجراء جيد في ظل ازدياد التحرش بالأطفال، موضحا أن الآباء بالفعل يقومون بهذا الدور في المنزل ويقومون بتوعية أطفالهم بمن يجب عليهم التعامل معهم، ويقولون للفتيات ألا يتواجدن مع ذكر وحدهن في مكان، ولا يسمعن كلام أحد ويذهبن معه وحدهن، لذا هي خطوة جيدة وسليمة.