الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تحت شعار "أرفعوا عقوباتكم عن موسكو لنعيش" أوروبا ترفع الراية البيضاء أخيرًا.. احتجاجات و مسيرات حاشدة في كل دول الاتحاد.. والمطلب الأساسي تهدئة الحرب المستعرة ضد روسيا

مظاهرات في ألمانيا
مظاهرات في ألمانيا

-مظاهرات حاشدة تخرج من برلين والعواصم الكبرى الأوروبية 


- ارتفاع أسعار الطاقة وارتفاع تكاليف المعيشة الدافع الرئيسي وراء المظاهرات 

 


- واشنطن ليست بديلًا لروسيا في إمداد أوروبا باحتياجاتها من الطاقة

 

خرجت احتجاجات واسعة في كل أنحاء الاتحاد الأوروبي ضد ارتفاع معدلات التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة وارتفاع أسعار الطاقة، بسبب العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا، وفق ما ذكرت صحف دولية.

وخرج آلاف المحتجين إلى الشوارع في بعض عواصم الاتحاد الأوروبي الكبرى، مطالبين السلطات باتخاذ إجراءات ورفع العقوبات من على روسيا.

في برلين، خرج المتظاهرون إلى الشوارع لإظهار رفضهم لسياسات الحكومة بشأن ارتفاع أسعار الطاقة، وتكاليف المعيشة، والسياسات الاجتماعية غير الملائمة، وحثوا حكومتهم على رفع العقوبات المفروضة على إمدادات النفط والغاز الروسية.

قال أحد المتظاهرين "من الأنسجة إلى السلع المعمرة، كل شيء أصبح باهظ الثمن بشكل يبعث على السخرية. كثير من الناس لا يستطيعون تحمل رسوم دفع فواتير الكهرباء والتدفئة، ولن يتمكن المستأجرون أيضًا من دفع الإيجار. ماذا سنفعل إذن؟ ليس لدينا أي فكرة عن مدى الفوضى التي سنكون عليها. لذلك من الجيد أن يعي السياسيون حجم الأزمة وألم الناس، وأنهم أصبحوا مليئيين بالمخاوف بشأن مستقبلهم".

وجرت العديد من هذه التجمعات في العاصمة الألمانية اليوم والأمس، ونظم حزب البديل من أجل ألمانيا أكبر  مظاهرة خارج مبنى الرايخستاج، وهو مجلس النواب في البرلمان الألماني.

ودعا زعيم حزب البديل تينو تشروبالا، في كلمة له، إلى رفع العقوبات المفروضة على روسيا، وطالب الكثيرون بذلك، تحت شعار  يقول "ارفعوا العقوبات"، ما يؤكد على أنه يجب رفع العقوبات ليعيش الأوروبيون.

حرب على الشعب الألماني
 

واتهم وزير الاقتصاد روبرت هابيك بشن حرب على الشعب الألماني من خلال التسبب في أزمة طاقة من خلال فرض عقوبات على روسيا.

وتذكر تقديرات الشرطة الألمانية أن حوالي 10000 مشارك ومتظاهر شاركوا في بعض المسيرات، وأكثر من ذلك.

وحمل بعض النشطاء ملصقات كتب عليها "أريد الغاز والنفط الروسي" و "من يلتزم الصمت اليوم سيتجمد غدا"، وهو ما يقول إن الألمان ومعهم الأوروبيون قد رفعوا الراية البيضاء، وبدأوا يحتجون على أسعار الطاقة المرتفعة، في ظل تحذيرات من الاتحاد الأوروبي  من "شتاء قاتم".


منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ، زادت الدول الغربية من ضغوطاتها وفرضت المزيد والمزيد من العقوبات على روسيا، أملًا في ثنيها وتراجعها عن الحرب في أوكرانيا.

ارتفاع الوقود

أدى الاضطراب في سلاسل التوريد إلى ارتفاع أسعار الوقود والغذاء في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي ، مما أدى إلى ارتفاع التضخم إلى مستويات قياسية وتسبب في ارتفاع تكاليف المعيشة.

كلمة النهاية: العقوبات أضرت أوروبا أكثر من روسيا
 

ولكن بسبب اعتماد الاتحاد الأوروبي المفرط على الغاز الروسي، تسببت العقوبات المناهضة لروسيا في إلحاق المزيد من الضرر لمواطني الاتحاد الأوروبي أكثر مما ألحقته بروسيا، وبينما تكافح حكومات الاتحاد الأوروبي لإيجاد بدائل للنفط الروسي، خرجت الجماهير إلى الشوارع للتعبير عن معارضتها لحرب الناتو بالوكالة على أوكرانيا.
 

التشيك
 

كما نظمت مسيرات متعددة في عاصمة جمهورية التشيك منذ يوم أمس السبت. 
وتجمع المتظاهرون في ساحة فاتسلاف في براج احتجاجًا على عجز الحكومة عن معالجة تكاليف المعيشة الباهظة وانخفاض مستويات المعيشة.
كذلك، استضاف اتحاد نقابات العمال النمساوي (ÖGB) سلسلة من الاحتجاجات في الأيام القليلة الماضية في شوارع العاصمة النمساوية، فيينا، احتجاجًا على "تقاعس" الحكومة في معالجة ارتفاع تكاليف الطاقة.
كما أعرب المتظاهرون عن معارضتهم لاستمرار عقوبات الاتحاد الأوروبي الذي يقع مقره في العاصمة البليجيكة بروكسل ضد موسكو.

 

الإيطاليون

كما احتج الإيطاليون - ومعظمهم من أعضاء النقابات والأحزاب، و بعض التجمعات السكانية- على ارتفاع تكاليف المعيشة والتضخم ورسوم وفواتير الطاقة في البلاد ونددوا بعدم اتخاذ الحكومة إجراءات لمساعدة الأقل ثراءً.

في الشهر الماضي، دعا رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان ، إلى وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وقال إن العقوبات "جاءت بنتائج عكسية" وتوجه ضربة للاقتصاد الأوروبي.

أوروبان

وقال أوربان في مقابلة مع إذاعة محلية عامة: "في البداية، اعتقدت أننا أطلقنا النار على أقدامنا فقط، لكن من الواضح الآن أن الاقتصاد الأوروبي أطلق النار على نفسه في رئتيه الإثنتين، وهو يلهث في الهواء".

أصر أوربان على أنه يتعين على قادة الاتحاد الأوروبي إعادة النظر في استراتيجيتهم، حيث تسببت العقوبات في إلحاق ضرر واسع بالاقتصاد الأوروبي دون إضعاف روسيا أو المساعدة في حل الصراع المستمر منذ شهور.

 

أمريكا هل هي بديل لروسيا

ويقول مراقبون إنه عندما اتهمت الولايات المتحدة دول أوبك+ مؤخرا بالانحياز إلى جانب روسيا بعد قرار المجموعة بخفض إنتاج النفط، طالبت واشنطن من ألمانيا بيع الغاز بأسعار خيالية.

وحول  هذه النقطة يقول المراقبون إن هذا  الموقف الأمريكي،  يعكس حالة ارتباك  في الإدارة الأمريكية، وهو الأمر الذي استنكرته ألمانيا فورا، عندما قال وزير الاقتصاد الألماني، نرفض محاولات "دول صديقة" بيع الغاز بـ"أسعار خيالية"، رغم أن ألمانيا وأوروبا  قد دعمتا تلك الدول بجزء من احتياطات النفط  في وقت الأزمة.

 وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، إن الولايات المتحدة وغيرها من الدول الصديقة المورِّدة للغاز، تطرح أسعاراً خيالية مقابل إمداداتها من الغاز، متهماً إياها باستغلال تداعيات الحرب في أوكرانيا.

ودفع ذلك  خبراء ألمان لأن يقولوا بأن أمريكا لن تكون بديًلا لروسيا فيما يخص امدادت الغاز، على الأقل ليس الآن لأنه لاتوجد وسيلة مباشرة عبر خط أنابيب لنقل الغاز، مثل روسيا التي تمد أوروبا بنوردستريم 1.

كما  جاءت تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون لتهاجم أمريكا وكندا، عندما صرح “أقول لأصدقائنا الأمريكيين بروح الصداقة أنتم رائعون تزودوننا بالغاز لكن لا يمكن أن ندفع 4 أضعاف سعره لكم”.

ويقول الخبراء أن أمريكا تعد أكبر مصدر للطاقة في العالم، وإنها لا تريد التصدير لأوروبا إلا بأسعارها هي، فهي إن لم تستطع تزويد أوروبا في الوقت الحالي، يمكنها أن تزودها لاحقًا، لكن مطلب أوروبا هو الحصول على الطاقة بأسعار مناسبة، وهو الأمر الذي لاتريده واشنطن.