تصمد القوات الأوكرانية في وجه هجمات متكررة من قبل القوات الروسية في بلدتين شرقيتين، بينما تستعد القوات الموجودة على الجبهة الجنوبية للقتال من أجل منطقة خيرسون الاستراتيجية.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب بالفيديو، مساء أمس الأربعاء، إنه ستكون هناك أخبار سارة من الجبهة لكنه لم يذكر تفاصيل.
ولم يشر إلى ما كان يحدث في خيرسون في الجنوب، وهو ما توقع مسئولون ومحللون عسكريون أنها ستكون واحدة من أكثر المعارك أهمية منذ غزو روسيا لأوكرانيا قبل ثمانية أشهر.
وقال زيلينسكي إن أشرس قتال في شرق أوكرانيا كان بالقرب من أفدييفكا، خارج دونيتسك، وباخموت، وهذا هو المكان الذي يتجلى فيه جنون القيادة الروسية، حيث تحاول القوات الروسية مرارا وتكرارا الاستيلاء على باخموت، التي تقع على طريق رئيسي يؤدي إلى مدينتي سلوفيانسك وكراماتورسك الخاضعين لسيطرة أوكرانيا.
وستحدد المعركة الوشيكة للسيطرة على مدينة خيرسون عند مصب نهر دنيبرو ما إذا كان بإمكان أوكرانيا تخفيف قبضة روسيا على الجنوب.
وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن حكومة خيرسون الإقليمية المعينة من قبل روسيا قالت إنها أعادت مقرها في الضفة اليسرى لنهر دنيبرو، في الوقت الذي تستعد فيه القوات لزيادة القتال.
وفي جزء واحد شمال الجيب الذي تحتله روسيا على الضفة الغربية لنهر دنيبرو، قال الجنود الأوكرانيون إن القصف الروسي يتصاعد مرة أخرى بعد أن توقف في الأسابيع الأخيرة.
وتقدمت القوات الأوكرانية على طول نهر دنيبرو في هجوم دراماتيكي في الجنوب في بداية هذا الشهر، لكن يبدو أن التقدم تباطأ.
وتقوم روسيا بإجلاء المدنيين في الضفة الغربية لكنها تقول إنها لا تخطط لسحب قواتها.
وقال أوليكسي ريزنيكوف، وزير الدفاع الأوكراني، إن الطقس الرطب والأراضي الوعرة تجعل هجوم كييف المضاد في خيرسون أصعب مما كان عليه في الشمال الشرقي، حيث دفع روسيا إلى التراجع في سبتمبر.
وفي المقدمة، تردد صدى نيران مدفعية متقطعة من كلا الجانبين، مع ارتفاع أعمدة من الدخان على بعد مسافة.
وحلقت طائرة هليكوبتر أوكرانية على ارتفاع منخفض فوق الحقول، وأطلقت صواريخ على المواقع الروسية ودارت حولها قنابل مضيئة لإلهاء أي صواريخ مضادة للطائرات.
وقالت أستراليا إنها سترسل 30 عربة مدرعة أخرى وتنشر 70 جنديا في بريطانيا للمساعدة في تدريب القوات الأوكرانية هناك لتعزيز المجهود الحربي في كييف.
وقال وزير الدفاع ريتشارد مارليس لتلفزيون "يه بي سي: "نحن ندرك أن أوكرانيا بحاجة الآن إلى الدعم على المدى الطويل إذا كنا سنضع أوكرانيا في موقف يمكنها من خلاله حل هذا الصراع بشروطها الخاصة".
إعادة التأهيل النووي
منذ أن بدأت روسيا في خسارة الأرض في هجوم مضاد في سبتمبر، اتخذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سلسلة من الخطوات لتكثيف الصراع، واستدعى مئات الآلاف من جنود الاحتياط الروس، وأعلن ضم الأراضي المحتلة وهدد مرارا باستخدام أسلحة نووية للدفاع عن روسيا.
وأطلقت روسيا هذا الشهر حملة جديدة من الضربات باستخدام الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية الصنع ضد البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، كما أصابت الحدائق والمنازل في جميع أنحاء البلاد.
وقال الحاكم أوليكسي كوليبا على تطبيق المراسلة "تليجرام"، إن الروس واصلوا "إرهاب" منطقة كييف، وشنوا عدة هجمات ليلة الأربعاء.
وأضاف: "القضاء على الحريق ونتائج الهجوم مستمر"، مشيرا إلى أنه لم تقع إصابات.
وفي روسيا، أجرى الجيش بروفة رفيعة المستوى للحرب النووية، حيث بث التلفزيوني الحكومي لقطات من الغواصات والقاذفات الاستراتيجية والقوات الصاروخية وهي تمارس عمليات إطلاق ردا على هجوم نووي.
وأجرت موسكو حملة دبلوماسية هذا الأسبوع اتهمت فيها كييف بالاستعداد للإفراج عن مواد نووية بما يسمى "القنبلة القذرة"، وهو ما يصفه الغرب بأنه لا أساس له وذريعة محتملة للتصعيد الروسي.
وعلى الرغم من التوترات المتصاعدة، قال رئيس مساعدات الأمم المتحدة مارتن جريفيث إنه "متفائل نسبيا" من أن صفقة بوساطة الأمم المتحدة، والتي سمحت باستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية من البحر الأسود ستمتد إلى ما بعد منتصف نوفمبر.