EN 
اكد الباحث الدولي العراقي المقيم في معهد كارنيغي الأميركي، حارث حسن، إن العراق دخل "عصر المافيات المحمية".
وقال حسن في تصريحات صحفية له "لو حاولنا محاكاة ثلاثية هوبزباوم الشهيرة عن القرن التاسع عشر، لنبتكر شيئاً مشابهاً عن العراق منذ منتصف القرن العشرين".
واضاف حسن، "اقترح التحقيب التالي"عصر الأيديولوجيات، وهو العصر الذي تنافست فيه الأيديولوجيات والسرديات الكبرى التي نتجت عن الحداثة، الاشتراكية والقومية والاسلاموية، لتقسم المجتمع والدولة سياسياً وثقافياً وتنتج الدولة البعثية الشمولية قبل ان يحولها صدام حسين الى نظام للحكم الفردي-العائلي بايديولوجية هجينة تتمحور حول شخصه.. ثم عصر الطوائف، وهو العصر الذي خرج من سياق تراجع السرديات الكبرى والوعد التقدمي للحداثة، ليترافق مع صعود أفكار مابعد الحداثة والتشكبك بوجود الحقيقة الموضوعية، وهو عصر التزاوج بين سياسات الهوية، وتحويل الهويات الثقافية الى هويات سياسية، والنيوليبرالية الاقتصادية، ونهاية فكرة الدولة التحديثية لصالح فكرة الدولة التمثيلية-المكوناتية".
وتابع، "وأزعم اليوم أننا دخلنا عصر ثالث، هو عصر المافيات، حيث تتحول الاوليغارشية المهيمنة الى مجموعة شبكات زبائنية متنافسة، محمية بقوة التحايل على القانون وبألاذرع المسلحة المتمتعة بحصانة من القانون، ويتمحور التنافس بينها حول قدرة الوصول الى الريع النفطي وتدويره لاعادة انتاج نفسها. يتسم هذا العصر بتقلبه وسيولته وضعف المنظومة الأيديولوجية والقيمية التي يحتكم اليها، وهو عصر شيوع النزعات الكلبية والذرائعية والفساد الرث".
وختم، "بعض مارأيناه في الأيام الأخيرة من فضائح فساد يتورط فيها ويتخادم عليها الجميع، ومن مواقف انتهازية تتقنع بمبدئية ملفقة، ومن صراع الجيوش الالكترونية للمافيات، ليس أكثر من مظاهر تعكس طبيعة هذا العصر".
باحث دولي: العراق دخل عصر المافيات المحمية
