الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا سمي شهر جمادى الأولى بهذا الاسم ؟ معلومات لا يعرفها الكثير

الدعاء
الدعاء

لماذا سمي شهر جمادى الأولى بهذا الاسم .. ذكر العلماء سبب تسمية جمادى بذلك الاسم ، وهو الشهر الخامس من التقويم الهجرى ، وسمى شهر جمادى الأولى  بذلك لأنَّ تسميته جاءَتْ في الشتاء حيث يتجمَّد الماء؛ فلَزِمه ذلك الاسم، وجُمادَى: اسمٌ للشهرين: الخامس والسادس من شهور السنة القمرِيَّة، وهما: جمادى الأولى وجمادى الآخِرة، قال أُحَيحةُ بن الجُلاح: «إِذَا جُمَادَى مَنَعَتْ قَطْرَهَا  -- زَانَ جَنَابِي عَطَنٌ مُغْضِفُ».

 

والعرب تَعُدُّ جمادَى من أزمان القحْط والضر؛ قال المتوكِّل اللَّيْثِى، يمدح: «فَإِنْ يَسْأَلِ اللهُ الشُّهُورَ شَهَادَةً  --- تُنَبِّئْ جُمَادَى عَنْكُمُ وَالْمُحَرَّمُ»

 

ويقال: ظلَّت العين جمادى؛ أي: جامدة لا تدمع، وفى اللسان؛ قال الشاعِر:
مَنْ يَطْعَمِ النَّوْمَ أَوْ يَبِتْ جَذِلًا  --- فالعَيْنُ مِنِّي لِلْهَمِّ لَمْ تَنَمِ
تَرْعَى جُمَادَى النَّهَارَ خَاشِعَةً   --- وَاللَّيْلُ مِنْهَا بِوَادِقٍ سَجِمِ

وقال ابن شميل: الجمد قارة ليست بطويلة في السماء، وهي غليظةٌ تغلظ مرَّة وتلين أخرى، تنبت الشجر، ولا تكون إلاَّ في أرض غليظة، سميت جمدًا من جمودها؛ أي: من يبسها، والجمد أصغر الآكام، يكون مستديرًا صغيرًا، والقارة مستديرة طويلة في السماء.

جمادى الآخِرة: سُمِّي بذلك لأنَّ تسميته جاءَتْ في الشتاء أيضًا؛ فلزمه ذلك الاسم، ويُقال فيه: "جمادى الآخِرة"، ولا يُقال: "جمادى الثانية"؛ لأنَّ الثانية تُوحِي بوجود ثالثة، بينما يُوجَد جُماديان فقط.

 

دعاء شهر جمادى الأولى 

ويستحب عند رؤية الهلال ، أن نقول دعاء رؤية الهلال : «اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ، وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ، وَالتَّوْفِيقِ لِمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، رَبُّنَا وَرَبُّكَ اللَّهُ» (سنن الدرامي؛ برقم: [1697]).
 

وذكر الله عز وجل في كتابه الكريم أن كل المخلوقات تعبده، وتُسَبِّح بحمده؛ قال تعالى: «وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَـٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ» [الإسراء من الآية:44]؛ ولذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستشعر ذلك جيدًا؛ ومن ثَمَّ نجده في بعض الأحاديث يُخاطب هذه المخلوقات غير العاقلة، ويخبرها أنه صلى الله عليه وسلم والمؤمنون يعبدون الله عز وجل معها، وكان من هذه المخاطبة ما يفعله مع الهلال في أول كل شهر هجري (قمري)، كما في الحديث الذي معنا.
 

 

قوله: «أَهِلَّهُ» أي: أطلعه علينا، وأرنا إياه؛ والمعنى: اجعل رؤيتنا له مقترنًا بالأمن والإيمان، وقوله: «بِالْأَمْنِ» أي: مقترنًا بالأمن من الآفات والمصائب، وقوله: «وَالْإِيمَانِ» أي: بثبات الإيمان فيه، وقوله: «وَالسَّلَامَةِ» أي: السلامة عن آفات الدنيا والدين. قوله: «رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ»: خطاب للهلال الذي استهل، وهذه إشارة إلى تنزيه الخالق أن يشاركه شيء فيما خلق.
 

وكان -صلى الله عليه وسلم- يُردِّد هذا الدعاء اثنتي عشرة مرَّة في السنة، وكأنه يستفتح كل شهر بطلب البركة فيه، والثبات على الدين، وهو في الوقت نفسه يحثُّ المسلم على رصد الهلال وملاحظته؛ لأن هناك عبادات مرتبطة بمعرفة أول الشهر؛ كصيام الأيام البيض أوصيام عاشوراء أو غير ذلك.
 

دعاء شهر جمادى الأولى 

 

أحداث وقعت في شهر جمادى 


297 هـ - إعلان قيام الدولة الفاطمية في المغرب بعد نجاح أبي عبد الله الشيعي في دعوته وجذب الأعوان والأنصار لها وقيامه بمبايعة عبيد الله المهدي بالخلافة.
954 هـ - إبرام معاهدة صلح بين الدولة العثمانية في عهد السلطان سليمان القانوني، والنمسا بقيادة ملكها فردينالد، واتفق الطرفان على هدنة خمس سنوات، شريطة أن يدفع ملك النمسا جزية سنوية مقدارها ثلاثون ألف دوكًا.
1376 هـ - إتمام انسحاب القوات الفرنسية والبريطانية من مصر وذلك بعد فشل ما عرف باسم العدوان الثلاثي والذي شنته الدولتان مع إسرائيل.

 

 

الأشهر فى التاريخ الهجري 


1- محرّم: (مُحَرَّم الحَرَام) وهو أول شهور السنة الهجرية ومن الأشهر الحرم: سمى المحرّم لأن العرب قبل الإسلام كانوا يحرّمون القتال فيه.


2- صفر: وهو ثانى الأشهر فى التاريخ الهجري، سمى صفرا لأن ديار العرب كانت تصفر أى تخلو من أهلها للحرب وقيل لأن العرب كان يغزون فيه القبائل فيتركون من لقوا صفر المتاع.


3- ربيع الأول: سمى بذلك لأن تسميته جاءت فى الربيع فلزمه ذلك الاسم.


4- ربيع الآخر: (أو ربيع الثانى) سمى بذلك لأنه تبع الشّهر المسمّى بربيع الأول.


5- جمادى الأولى: وهو خامس الأشهر فى التاريخ الهجري كانت تسمى قبل الإسلام باسم جمادى خمسة، وسميت جمادى لوقوعها فى الشتاء وقت التسمية حيث جمد الماء وهى مؤنثة النطق.


6- جمادى الآخرة : (أو جمادى الثانية) سمى بذلكَ لأنّه تبع الشّهر المسمّى بجمادى الأولى.


7- رجب: وهو من الأشهر الحرم، سمى رجبا لترجيبهم الرّماح من الأسنة لأنها تنزع منها فلا يقاتلون، وقيل: رجب أى توقف عن القتال، ويقال رجب الشىء أى هابه وعظمه.


8- شعبان: وهو ثامن الأشهر من التاريخ الهجري، لأنه شعب بين رجب ورمضان، وقيل: يتفرق الناس فيه ويتشعبون طلبا للماء، وقيل لأن العرب كانت تتشعب فيه (أى تتفرق)؛ للحرب والإغارات بعد قعودهم فى شهر رجب.


9- رمضان: وهو شهر الصّوم عند المسلمين، سُمّى بذلك لرموض الحر وشدة وقع الشمس فيه وقت تسميته، حيث كانت الفترة التى سمى فيها شديدة الحر، ويقال: رمضت الحجارة، إذا سخنت بتأثير الشمس.


10- شوال: وفيه عيد الفطر، لشولان النوق فيه بأذنابها إذا حملت "أى نقصت وجف لبنها"، فيقال تشوَّلت الإبل: إذا نقص وجفّ لبنها.


11- ذو القعدة: وهو من الأشهر الحرم: سمى ذا القعدة لقعودهم فى رحالهم عن الغزو والترحال فلا يطلبون كلأً ولا ميرة على اعتباره من الأشهر الحُرُم.


12- ذو الحجة: وهو آخر الأشهر فى التاريخ الهجري، وفيه موسم الحج وعيد الأضحى ومن الأشهر الحرم، سمى بذلك لأن العرب قبل الإسلام يذهبون للحج فى هذا الشهر.

 

فضل الدعاء في شهر جمادى الأولى:

 

 الدعاء هو أن يطلبَ الداعي ما ينفعُه وما يكشف ضُرَّه؛ وحقيقته إظهار الافتقار إلى الله، والتبرؤ من الحول والقوة، وهو سمةُ العبوديةِ، واستشعارُ الذلةِ البشرية، وفيه معنى الثناءِ على الله عز وجل، وإضافةِ الجود والكرم إليه.

 

ثانيًا: الدعاءُ طاعةٌ لله، وامتثال لأمره قال تعالى: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ» (سورة غافر: الآية 60).

 

ثالثا: الدعاء عبادة قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ» (رواه الترمذي وابن ماجه).


رابعًا: الدعاء أكرم شيء على الله تعالى: قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنْ الدُّعَاءِ». (رواه أحمد والبخاري، وابن ماجة، والترمذي والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي).

 

 خامسًا: الدعاء سبب لدفع غضب الله، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَمْ يَسْأَلْ اللَّهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ». (رواه الترمذيُّ، وابن ماجةَ، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي).

 

 سادسًا: الدعاء سلامة من العجز، ودليل على الكَياسة: قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنْ الدُّعَاءِ وَأَبْخَلُ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلَامِ» (رواه ابن حبان).

 


سابعًا: الدعاء سبب لرفع البلاء قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ فُتِحَ لَهُ مِنْكُمْ بَابُ الدُّعَاءِ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ وَمَا سُئِلَ اللَّهُ شَيْئًا يَعْنِي أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يُسْأَلَ الْعَافِيَةَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ فَعَلَيْكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِالدُّعَاءِ». (رواه الترمذي).

 

 ثامنًا: الداعي في معيةُ الله قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يقول الله عز وجل: «أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي» (رواه مسلم).