الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صداقة وتعاون دبلوماسي.. تاريخ طويل من العلاقات المصرية الأمريكية

العلاقات المصرية
العلاقات المصرية الأمريكية

يجمع مصر والولايات المتحدة الأمريكية، علاقات قوية خاصة خلال الأشهر الأخيرة، وأكدت الولايات المتحدة وقوفها مع مصر وشعبها لتعزيز الأمن الإقليمي والمرونة الاقتصادية ودعم العلاقات بين الشعبين، ومعالجة أزمة المناخ وتعزيز شراكة دفاعية، ودعم الشعب المصري في سعيه لمستقبل مزدهر يحمي الحريات الأساسية للجميع.

وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية، في مستند حقائق نشرته عبر موقعها الإلكتروني بمناسبة مرور أكثر من قرن من التعاون الدبلوماسي والصداقة بين البلدين، اليوم الأحد، أن الولايات المتحدة ومصر تتعاونان بشكل وثيق لتهدئة النزاعات وتعزيز السلام المستدام، بما في ذلك من خلال دعم وساطة الأمم المتحدة للمساعدة في إجراء الانتخابات في ليبيا في أقرب وقت ممكن، ولاستعادة التحول الديمقراطي بقيادة مدنية بالسودان من خلال الاتفاق السياسي الإطاري.

مصر كلمة السر.. ملفات هامة يناقشها وزير الخارجية الأمريكية خلال زيارته  للقاهرة
وزير الخارجية الأمريكي والسيسي

صداقة وتعاون دبلوماسي

أضافت الخارجية الأمريكية في مستندها أن واشنطن والقاهرة تشتركان في التزام لا يتزعزع بحل الدولتين المتفاوض عليه باعتباره السبيل الوحيد لحل دائم للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني وتدابير متساوية للأمن والازدهار والكرامة للإسرائيليين والفلسطينيين.

وأكدت الخارجية الأمريكية في المستند انخراطها مع مصر، وكذلك السودان وإثيوبيا، للتوصل لقرار دبلوماسي سريع بشأن سد النهضة الإثيوبي الذي يحمي مصالح الأطراف الثلاثة.

وأشارت إلى أن هناك التزاما مشتركا بين الولايات المتحدة ومصر لتعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي من أجل المنفعة المتبادلة للشعبين، بما في ذلك من خلال توسيع نطاق التجارة وزيادة استثمارات القطاع الخاص، والتعاون في الطاقة النظيفة وتكنولوجيا المناخ.

وبحسب مستند الخارجية الأمريكية، فمع استمرار مصر في مواجهة التداعيات العالمية للأزمة الروسية الأوكرانية وما نتج عنه من انعدام الأمن الغذائي، تثني الولايات المتحدة على مصر لإبرامها اتفاقًا مع صندوق النقد الدولي في 16 ديسمبر 2022 باعتباره أمرًا حاسمًا لتحقيق الاستقرار في اقتصادها وتمكين الإصلاحات الحيوية.

وأفادت الخارجية الأمريكية بأن الولايات المتحدة ومصر التزمتا بإنشاء لجنة اقتصادية مشتركة من شأنها تعزيز التعاون في جميع القضايا الاقتصادية والتجارية.

وفي إطار تطوير العلاقات بين القاهرة وواشنطن، قالت الخارجية الأمريكية إن أكثر من 20 ألف مصري شاركوا في برامج التبادل الحكومية الأمريكية ويسافر 450 مصريًا إلى الولايات المتحدة سنويًا في برامج التبادل المهني والأكاديمي التي تيسرها سفارة الولايات المتحدة بالقاهرة.

كما رحبت الولايات المتحدة بقيادة مصر المستمرة من خلال رئاسة كوب27 لتسريع وتيرة الطموح العالمي والعمل على معالجة أزمة المناخ.

وأضافت الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة ومصر تدعمان تعزيز "التعهد العالمي بشأن الميثان" و"مسار الطاقة الجديد"، الذي انضمت إليهما مصر لمعالجة تسرب الميثان من قطاع النفط والغاز.

وتشارك الولايات المتحدة ومصر في قيادة الشراكة الجديدة بشأن التكيف في إفريقيا التي تركز على مبادرات ملموسة للمساعدة في بناء المرونة في مناخ متغير.

وتقدم الولايات المتحدة 10 ملايين دولار لدعم إطلاق مركز القاهرة للتعلم والتميز في التكيف والمرونة، والذي سيبني القدرة على التكيف في جميع أنحاء إفريقيا، ففي كوب27، أعلنت الولايات المتحدة وألمانيا تخصيص أكثر من 250 مليون دولار لتسريع وتيرة انتقال الطاقة في مصر من خلال دعم نشر 10 جيجاوات من مشاريع طاقة الرياح والطاقة الشمسية مع إيقاف تشغيل 5 جيجاوات من توليد الغاز الطبيعي غير الفعال.

وأكدت الخارجية الأمريكية أن مصر تعد شريكًا مهما في عمليات مكافحة الإرهاب ومكافحة الإتجار بالبشر والعمليات الأمنية الإقليمية، التي تعزز الأمن الأمريكي والمصري، وتعد الشراكة الدفاعية المستمرة منذ عقود ركيزة من ركائز الاستقرار الإقليمي.

وأعادت الخارجية الأمريكية إلى الأذهان أن الولايات المتحدة ومصر أقامتا علاقات دبلوماسية عام 1922 في رسالة وجهها الرئيس وارن جي هاردينج إلى الملك أحمد فؤاد، وعلى مدى القرن الماضي، أثبتت هذه الشراكة العميقة مرونتها في مواجهة الظروف المتغيرة إذ تسعى مصر إلى بناء مستقبل مستقر ومزدهر ينهض بالحقوق والحريات الأساسية لجميع المواطنين.

واختتمت الخارجية الأمريكية مستند الحقائق بالقول إن الولايات المتحدة تعتقد اعتقادًا راسخًا بأن الشراكات المهمة مثل العلاقة بين الولايات المتحدة ومصر تكون أقوى عندما يكون هناك التزام مشترك بحقوق الإنسان.

العلاقات المصرية – الأمريكية: تاريخ من التعاون وموازنة المصالح - المرصد
العلاقات المصرية الأمريكية

العلاقات المصرية الأمريكية

يجمع مصر بالولايات المتحدة الأمريكية علاقات قوية خاصة خلال الأشهر الأخيرة، فعندما اشتعلت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، عمل الرئيسان عبد الفتاح السيسي وجو بايدن معًا للتوسط في وقف إطلاق النار والالتزام بتقديم المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، وتلعب مصر اليوم دورًا أساسيًا في تثبيت التهدئة تمهيدًا لإطلاق جهود سلام جادة.

ومع ترقب إجراء الانتخابات الرئاسية في ليبيا، لعبت مصر دورًا حاسمًا في التقريب بين جميع الأطراف، ومع انهيار مناقشات قمة برلين بشأن مستقبل ليبيا بما هدد انتخابات ديسمبر عملت مصر والولايات المتحدة بسرعة لضمان نجاح مؤتمر باريس حول ليبيا، وتعملان معًا لإبقاء عملية الانتخابات في مسارها الصحيح وإجراء الاستحقاقات في أوقاتها المحددة.

في أغسطس الماضي، عندما أنذرت الأزمة السياسية والاقتصادية في لبنان بالفوضى، عملت مصر والولايات المتحدة على التوصل إلى اتفاق مع الدول المجاورة للسماح لمصر بتزويد لبنان بالغاز الضروري لدعم وإعادة المستشفيات والشركات والخدمات الحكومية للعمل بعدما كانت على حافة هاوية.

ومع المخاطر والشكوك التي أثارها الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، نسقت وزارة الدفاع المصرية والقيادة المركزية الأمريكية مع 21 دولة عمليات جوية وبرية وبحرية مشتركة في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​والبحر الأحمر، في رسالة للجميع بأن مصر والولايات المتحدة وحلفاؤنا على أهبة الاستعداد لحماية السلام والاستقرار معًا.

وفي قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP26)، وقفت مصر إلى جانب الولايات المتحدة ودول أخرى للإعلان عن التزاماتنا بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، واختيار مصر لقيادة جهود تغير المناخ وصولًا إلى استضافتها مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP27 في شرم الشيخ يعد دليلاً واضحًا على الثقة الدولية في مصر الجديدة اليوم.

وتواكب جهود مصر المشتركة دوليًا مع الولايات المتحدة تقدمًا كبيرًا يقوده الرئيس السيسي في الداخل، بهدف حماية الأرواح وحقوق الإنسان بطريقة شاملة ومتوازنة لجميع المصريين.

وفي 23 فبراير 2021، أجرى وزير الخارجية الأمريكي توني بلنكن محادثة هاتفية مع نظيره سامح شكري، حيث أكد بلنكن على أهمية توافق المصالح الأمنية المشتركة بين البلدين مع احترام الديمقراطية وحقوق الإنسان، بما في ذلك أهمية وجود مجتمع مدني قوي.

وفي زيارته للقاهرة، 26 مايو 2021، ناقش وزير الخارجية الأمريكية توني بلنكن مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ملف حقوق الإنسان في مصر، وقال بلنكن في حديثه للصحفيين بالعاصمة الأردنية عمان، بعد وصوله من القاهرة، قال بلنكن أيضاً إنه أثار مع السيسي قضية الأمريكيين المحتجزين في مصر.

وفي 15 أغسطس 2021، بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع وليام برنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، عدة ملفات بينها سبل تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي بين البلدين، وملف سد النهضة. 

وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، بأن السيسي استقبل "ويليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وكذلك السفير جوناثان كوهين السفير الأمريكي بالقاهرة، حيث شهد اللقاء التباحث حول سبل تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي بين البلدين تجاه مختلف القضايا ذات الصلة، على رأسها ملف سد النهضة الإثيوبي". 

وأضاف المتحدث أن "السيسي رحب بالمسؤول الأمريكي وطلب منه نقل تحياته إلى الرئيس جو بايدن، مشددا على الأهمية التي توليها مصر لتدعيم وتعزيز التعاون الراسخ بين البلدين في مختلف المجالات، خاصةً على الصعيد الأمني والاستخباراتي في ضوء انتشار خطر الإرهاب والتطرف".

العلاقات المصرية الأمريكية الاقتصادية

وتطورت العلاقات الاقتصادية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية على مدار السنوات الماضية، وفي التقرير التالي يعرض لكم موقع “صدى البلد” أبرز المعلومات عن حجم الاستثمارات الأمريكية في مصر وكذلك حجم التبادل التجاري وأهم السلع المصدرة والمستوردة.

  • تبلغ الاستثمارات الأمريكية نحو 24 مليار دولار فى مختلف القطاعات فى مصر.
  • بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية 9.1 مليار دولار خلال 2021.
  • بلغت قيمة صادرات مصر لأمريكا 3.4 مليار دولار خلال العام الماضي.
  • بلغت صادرات أمريكا لمصر 5.7 مليار دولار.
  • أهم السلع المصدرة من مصر السلع الغذائية، والملابس الجاهزة والمنسوجات، والحديد والصلب، والمنتجات البترولية.
  • 65.8 مليار دولار قيمة التبادل التجاري بين مصر وأمريكا في 10 سنوات حتى 2020.
  • بلغت الصادرات 15.8 مليار دولار، والواردات 50 مليار دولار خلال الفترة من عام 2010 حتى عام 2019.
  • بحسب بيانات جهاز الإحصاء فإن أهم الواردات المصرية هي (حبوب ونباتات طبية وأعلاف، ومراجل وآلات وأجهزة آلية، ولدائن ومصنوعاتها ولحوم.
  • بلغت قيمة الاستثمارات الأمريكية في مصر خلال 10 سنوات 16.9 مليار دولار.

ومن جانبه قال الخبير الاقتصادي وعضو المجلس المصري الكندي للأعمال، أحمد خطاب، إن هناك عددا كبيرا من الشركات الأمريكية الموجودة في مصر مثل General Motors الموجودة بمصر منذ  أكثر من 20 عاماً، وهي شركة لصناعة السيارات، كما أن هناك شركات أدوية أمريكية مصرية.

وأضاف "خطاب"، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن هناك عددًا من الصناعات المشتركة بين البلدين مثل "مجلس الأعمال المصري الأمريكي"، و"غرفة التجارة والصناعة المصرية الأمريكية"، متمنيًا “نأمل أن تكون هناك استثمارات أخرى في مجال الطاقة والغاز والهيدروجين الأخضر للتحول للطاقة النظيفة في المستقبل”.

وأضاف عضو المجلس المصري الكندي للأعمال، أن أمريكا تستورد من مصر الأسمنت الأبيض، لافتاً إلى أن هناك فرصة للاستثمار في مجال الزراعة الصحراوية وفي مجالات الطاقة وقطاع البنوك.

وأشار "خطاب"، إلى أن السوق المصري يمتلك الكثير من العوامل التي تساعد على جذب مزيد من الاستثمارات، حيث إن مصر غنية بالمواد الخام، وأي مشروع مرتبط بالطاقة الكثيفة سواء الكهرباء أو البترول أو الغاز، فمصر لديها فرص استثمارية متعددة.

واختتم بأن مصر لديها فرص كبيرة في الاستثمار السياحي نظراً لأنها غنية بالشواطئ (الغردقة، العلمين)، فضلاً عن السياحة الأثرية بالأقصر وأسوان، والتي تستقبل عددا كبيرا من السياح من أمريكا والذين ينفقون بسخاء، إضافةً إلى وجود فرصة كبيرة للاستثمار في قطاع الحديد والسيارات الكهربائية.