الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

100 عام من الأخوة| تعاون استراتيجي وتماسك في العلاقات المصرية الأمريكية

السيسي وبايدن
السيسي وبايدن

واصل مؤتمر المناخ المنعقد بمدينة شرم الشيخ في الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر الجاري فعالياته، وسط حضور كبير من قادة وزعماء العالم، ورجال المال والأعمال والسياسة والاقتصاد والمناخ والبيئة، وغيرهم.

وشارك اليوم الرئيس الأمريكي جو بايدن في فعاليات اليوم السادس من مؤتمر المناخ حيث حضر إلى مدينة شرم الشيخ، بصحبة وفد رئاسي على أعلى المستويات، تقدمه وزير الخارجية انتوني بلينكن ومستشار الامن القومي جاين سوليفان ووزيرة الطاقة جينيفر غرانهولم ووزير الزراعة توم فيلساك ومدير مجلس الاقتصاد الوطني براين ديز ومدير وكالة التجارة والتنمية الامريكية اينو ايبونغ ورئيسة مجلس الجودة البيئية براندا مالوري إضافة لمستشار شئون المناخ القومي الحاضر مسبقا في مصر جون كيري.

السيسي يشيد بالعلاقات المصرية الأمريكية 

والتقى الرئيس الأمريكي جو بايدن بالرئيس عبدالفتاح السيسي ودار بينهما محادثات قبل أن يلقي كلمة أمام عدد كبير من المشاركين في مؤتمر المناخ، وأكد الرئيس السيسي على قوة العلاقات المصرية الأمريكية، قائلا: "العلاقات المصرية الأمريكية تعتمد على التفاهم المشترك فى كل الموضوعات التى تخص القضايا الخاصة بالمنطقة، كما أن التوجه فيها كان توجها واحدا". 

ومن خلال التقرير التالي، نستعرض بعض المعلومات عن العلاقات المصرية الأمريكية. 

تربط مصر بالولايات المتحدة الأمريكية علاقات قديمة تمتد إلى القرن التاسع عشر، وتعود بداية هذه العلاقات إلى توقيع المعاهدة الأمريكية – التركية التجارية في 7 مايو 1830.

وشهدت العلاقات المصرية الأمريكية تطوراً كبيراً خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين من خلال التعاون في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، حيث عملت دبلوماسية الدولتين على إيجاد إطار مؤسسي يتسم بصفة الاستمرارية وهو ما يُطلق عليه الحوار الإستراتيجي، لتحقيق التفاهم بين البلدين بمعزل عن التفاصيل اليومية لإدارة العلاقات المصرية الأمريكية.

وجرت أول محاولـة في هذا المجال عامي 1988 و1989 بعقد جلستين في القاهرة وواشنطن للتحاور حول القضايا السياسية الدولية والإقليمية على مستوى الخبراء من الجانبين، غير أن هذا الحوار توقف بعد الغزو العراقي للكويت. وفي يوليو 1998 تم إحياء فكرة الحوار الإستراتيجي بين الدولتين في أول جولة للحوار في واشنطن، ثم عقدت الجولة الثانية بالقاهرة في ديسمبر 1998، تلاها الجولة الثالثة في فبراير عام 1999 بواشنطن.

تحسن العلاقات بين الطرفين في عهد السيسي 

وعاد الدفء إلى علاقات مصر مع الولايات المتحدة الأمريكية، تحت حكم الرئيس عبد الفتاح السيسى، من خلال استئناف الحوار الاستراتيجي المصرى الأمريكي، على مستوى وزراء الخارجية بين مصر والولايات المتحدة لأول مرة منذ عام 2009، بالإضافة إلى زيارات لواشنطن وزيارة كبار المسئولين من الإدارة الأمريكية ووفود الكونجرس الأمريكى للقاهرة.

ورحبت واشنطن بجهود مصر لتبنى حزمة إصلاحات اقتصادية مهمة بدعم من صندوق النقد الدولى، فضلا عن الزيارات التاريخية للرئيس عبد الفتاح السيسى لواشنطن.

وتوصف العلاقات الثنائية بين البلدين بالاستراتيجية، حيث تبادل البلدان الرؤى بشأن تطورات موقف ملف سد النهضة والمفاوضات الثلاثية ذات الصلة.

ويقول الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، إن زيارة بايدن تعكس الكثير من الدلالات ومنها التقدير الأمريكي والدولي لمصر ودورها في قيادة الجهود العالمية والإقليمية في مواجهة التغيرات المناخية، من خلال أن مصر تقدم نموذجا عمليا في تقليل الانبعاثات الحرارية من خلال التوسع في مصادر الطاقة النظيفة والتوسع في الاقتصاد الأخضر.

مرحلة جديدة من التعاون بين الطرفين 

وأضاف فارس- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن مدينة شرم الشيخ التي تستضيف المؤتمر هي نموذج للطاقة النظيفة والشمسية والرياح وغيرها، وهذا يوضح جدية مصر في هذا الشأن، وأوضح أن العلاقات المصرية الأمريكية هي علاقات استراتيجية هامة وضرورية، كما أنها تشهد تطورا إيجابيا وتناميا ملحوظا، وهناك الكثير من الزيارات المتبادلة بين القاهرة وواشنطن.

وأشار فارس، إلى أن مشاركة الرئيس الأمريكي جو بايدن في شرم الشيخ تأتي في سياق المشاركة في المائدة المستديرة السادسة التي تنعقد على هامش مؤتمر المناخ.

وعلى مدار سنوات شهدت العلاقات المصرية الأمريكية مرحلة جديدة من التعاون والتفاهم والتنسيق فى كافة المجالات خاصة السياسية والعسكرية حيث نجح الرئيس السيسى والدبلوماسية المصرية فى إعادة الثقة بين البلدين ووضع إطار مؤسسى يتسم بالاستمرارية وهو ما يطلق عليه الحوار الاستراتيجى كما تم وضع قاعدة للمصالح المشتركة تقف عندها الدولتان على قدم المساواة دون أى تمييز لتحقيق مصالحهما دون الإضرار بمصالح طرف على حساب الآخر.

واستمر التنسيق والتشاور واللقاءات بين البلدين من أجل التوصل إلى حلول متفق عليها فى كافة قضايا المنطقة خاصة الفلسطينية والسلام فى السودان، والتصدى للإرهاب، والاستقرار الاقليمى وغيرها فضلا عن تطابق الرؤى المصرية الأمريكية والتى عكستها إشادة الرئيس الأمريكى بالجهود المصرية الناجحة فى كافة المجالات خاصة فى التصدى بحزم وقوة لخطر الارهاب وحرص الإعلام الأمريكى على الإشارة إلى ما وصلت إليه العلاقات بين البلدين من آفاق جديدة وتسليط الضوء على الدعم والمساندة القوية من واشنطن لمصر.

تنمية الاستثمارات الأمريكية فى مصر

وتحتل العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة أهمية كبرى، وعمل البلدان على تعزيزها فى كافة محاورها المتعددة، بما يصب فى صالح الأمن القومى لكلا البلدين، واتسمت السياسة المصرية بالتوازن والحرص على الانخراط الجاد مع دوائر صنع القرار الأمريكى المختلفة.

وتتطلع الولايات المتحدة للتجربة لدعم التنموية المصرية وطموحها فى تحقيق نهضة اقتصادية شاملة، والتى من شأنها أن توفر فرصًا أمام زيادة وتنمية الاستثمارات الأمريكية فى مصر، تحقيقًا لمنافع متبادلة للجانبين، فضلًا عن أن السوق المصرية تُعد مدخلًا أساسيًا أمام الشركات والمصالح الاقتصادية الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

كما حرصت الإدارات الأمريكية المتعاقبة على تفعيل أطر التعاون الثنائى المشترك، وتعزيز التنسيق والتشاور الإستراتيجى القائم بين البلدين وتطويره خلال المرحلة المقبلة، لا سيما فى ضوء الدور المصرى المحورى بمنطقة الشرق الأوسط، باعتبارها دعامة رئيسية لصون السلم والأمن لجميع شعوب المنطقة.

والجدير بالذكر، أن مصر تسعى دائما إلى تعزيز وتدعيم علاقات الشراكة المتميزة بين البلدين، وأهمية دور تلك الشراكة فى تعزيز السلام والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، وتطلع مصر لمزيد من التنسيق والتشاور مع الولايات المتحدة بشأن مختلف قضايا المنطقة ولا تزال حتى يومنا هذا.