الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اكتشاف كنز جديد في صعيد مصر.. ماذا وجدت البعثة الأثرية الأمريكية؟

رأس كبش محنطة
رأس كبش محنطة

لا تزال الحضارة المصـرية القديمة تبهر العــالم بما يتم اكتشافه من كنوز حتى يومنا هذا، رغم مرور آلاف السنين، ولا تزال أرض مصر تجود بخيرها وبما تحويه من آثار تاريخية.

 

رؤوس الكباش المحنطة

2000 رأس من الكِباش المحنطة

ونجحت البعثة الأثرية الأمريكية التابعة لجامعة نيويورك والعاملة بمنطقة معبد الملك رمسيس الثاني بأبيدوس جنوبي محافظة سوهاج، في الكشف عن أكثر من 2000 من رؤوس الكِباش المحنطة، والتي تعود للعصر البطلمي، بالإضافة إلى مبنى ضخم من عصر الأسرة السادسة.

وأكد الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في تصريحات صحفية، اليوم الأحد، أهمية هذا الكشف الذي يزيح الستار عن تفاصيل هامة في حياة وتاريخ معبد الملك رمسيس الثاني بأبيدوس والمنطقة المحيطة به، خاصة في ظل الأهمية الأثرية والتاريخية لهذا المعبد، ما يساهم بشكل كبير في معرفة موقع المعبد وما شهده من حياة لأكثر من 2000 عام، منذ الأسرة السادسة وحتى العصر البطلمي.

وقال وزيري، إن البعثة كشفت أيضًا عن عدد من الحيوانات المحنطة بجانب رؤوس الكباش، ومنها مجموعة من النعاج والكلاب والماعز البري والأبقار والغزلان وحيوان النمس، والتي عثر عليها موضوعة في إحدى غرف المخازن المكتشفة حديثًا داخل المنطقة الشمالية للمعبد.

فيما أشار الدكتور سامح إسكندر، رئيس البعثة الأثرية الأمريكية التابعة لجامعة نيويورك والعاملة بمنطقة معبد الملك رمسيس الثاني بأبيدوس جنوبي محافظة سوهاج، إلى أن هذا العدد الكبير من الكباش المحنطة، ربما تم استخدامها كقرابين نذرية أثناء ممارسة عبادة غير مسبوقة للكباش في أبيدوس خلال فترة العصر البطلمي، بالإضافة إلى أنه ربما يشير إلى أن تقديس الملك رمسيس الثاني في أبيدوس ظل بعد وفاته لـ1000 عام.

رأس محنطة لأحد الكباش 

ما سر تواجد كم رؤوس الماشية

وحول المبنى الضخم المكتشف، والذي يعود إلى عصر الأسرة السادسة، قال "إسكندر" إنه يمتاز بتصميم معماري مختلف وفريد، إذ يتميز بجدرانه السميكة الضخمة، والتي يبلغ عرضها حوالي 5 أمتار، مضيفًا أن هذا المبنى سيساهم بشكل قوى في إعادة النظر والتفكير في أنشطة وعمارة الدولة القديمة في أبيدوس، وعن طبيعة وشكل المكان والأنشطة التي كانت تتم فيه قبل إنشاء رمسيس الثاني لمعبده والملحقات التي تحيط به.

من جانبه، أوضح محمد عبد البديع، رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر العليا بالمجلس الأعلى للآثار، أن البعثة نجحت كذلك في الكشف عن أجزاء من الجدار الشمالي للسور المحيط بالمعبد وملحقاته، وهو الأمر الذي يدعو إلى تغيير ما رسخ في الأذهان عن شكل معبد الملك رمسيس الثاني، وما تم وصفه ورسمه له وتداوله بين العلماء والباحثين منذ أن تم الكشف عنه قبل ما يزيد على 150 عامًا، بالإضافة إلى العثور على أجزاء من تماثيل وأجزاء لبرديات وبقايا أشجار قديمة وملابس وأحذية جلدية.

وقال رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر العليا بالمجلس الأعلى للآثار، إن البعثة سوف تستكمل أعمال حفائرها بالموقع للكشف عن المزيد عن تاريخ هذا الموقع، ودراسة وتوثيق ما تم الكشف عنه خلال موسم الحفائر الحالي.

وقام المصري القديم بتحنيط عدد كبير من الحيوانات، واكتشف العلماء أن عمليات تحنيط الحيوانات تختلف عن تحنيط البشر، حيث لم تكن تشتمل على نزع الأعضاء الداخلية من أجسادها، وكان الهدف من وراء تحنيط هذه الحيوانات إرسالها إلى العالم الآخر قرابين أو رسل موجهة مباشرة إلى الآلهة، وليست للانتقال الى العالم الآخر مثل البشر.

كما ذكر موقع ancient orgnis أن الأعداد المذهلة من بقايا الحيوانات المحفوظة تمت معالجتها بعناية، حيث تم العثور عليهم ملفوفين في الكتان مثل نظرائهم من البشر.

المؤرخ والأثري فرنسيس أمين

أبيدوس مدينة الحج الأعظم

وقال المؤرخ والأثري فرنسيس أمين والقنصل الشرفي لإيطاليا، إن مدينة أبيدوس تعتبر مدينة الحج الأعظم في مصر القديمة والمدينة اللاهوتية الكبرى، فبالتالي هي تمثل أهمية كبيرة للمصري القديم، كما أنها ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالإله أوزوريس، فكانت تقام بها طقوس الحج، حيث إن المصري القديم كان يحرص على الذهاب للحج لمدينة أبيدوس والقيام ببعض الشعائر الدينية مثل تقديم اللوحات التي تؤكد ذهابه إلى ذلك المكان، كما كان يقدم قرابين وأضاحي كجزء من رأس الحيوان ويقومون بتحنيط الرأس توثيقاً للزيارة.

وأضاف أمين، في تصريحات لــ"صدى البلد"، أنه فيما يخص عودة تاريخ هذه الرؤوس للعصر البطلمي، فهذا يؤكد استمرارية أهمية مدينة ابيدوس واستمرارية الحج إليها حتى العصور المتأخرة.

وأشار إلى أن الكبش يمثل أهمية كبيرة للمصري القديم، حيث إنه وجد محنطاً أيضاً في أسوان وسقارة وأماكن أخرى، لافتا إلى أن الكبش للمصري القديم كان يمثل تجسيدا للإله الخفي وإله الأسرار "آمون"، ومرتبط أيضاً بفيضان النيل والخصوبة والنماء.

وأردف: “الاكتشافات الأثرية التي تمت منذ ستنينات القرن الماضي تُظهر الكثير من الأمثلة على أهمية تحنيط الحيوانات عند المصري القديم، حيث وُجد عدد من الحيوانات المحنطة وجبانات للحيوانات المحنطة، فتم تحنيط رؤوس البقر مثل وضعية الكباش المحنطة التي تم الكشف عنها في الساعات القليلة الماضية”.

وأوضح أنه من المثير للاندهاش وجود حيوانات محنطة أيضاً في معبد الرامسيوم، الذي يعتبر من أهم المعابد الجنائزية بالأقصر، والذي قام الملك رمسيس الثاني بإصدار أمر ببنائه، فضلاً عن ذلك سُبق وأن وجدت أيضاً آلاف مؤلفة من الحيوانات المحنطة بقرية تونا الجبل بالمنيا، وهذا يدل على أهمية تحنيط الحيوانات في مصر القديمة، والأيام القادمة ستُبين الكثير والكثير عن أسرار هذه الحضارة العظيمة.

تونا الجبل