راهن ومرهون

بطيئة هي عقارب الساعة أم ربما تتباطئ خوفاً مما قد يجري ، والدقيقة تمر كأنها دهراً إنتظاراً لقرار لايأتي . طُلب منا التفويض ففوضنا الجيش وقائده ، ولكن اللحظات لا تمر ففوضنا أمرنا لله . من يريد أن يذهب إلى عمله لا يعرف هل سيصل أم لا ، وإذا وصل إلى عمله لا يعرف إذا كان سيرجع إلى بيته سالماً أم لا .
فأصبح الكل رهينة عند الكل ، فالشعب رهينة عند جماعة يرهبونه ويقطعون الطرق ويمنعونه عن مواصلة العمل والجماعة رهينة عند الشعب الذي يريد العيش والحرية والكرامة الإنسانية ولم يجد الشعب مدة سنة من حكمهم ما كان ينتظره ويحلم به . فالشعب لفظ هذه الجماعة لأنها جسم غريب في جسد قوي البنيان وأصبح قادته رهائن لمن أتوا بهم ليحموهم ويحشدوا فيهم . فأصبح الوطن كله راهن ومرهون.
ماذا لو الجماعة قررت أن تعمل عمل بطولي ووطني وشجاع فتعلن فك الإعتصامات فوراً وتدعو مريديها للذهاب إلى بيوتهم ثم تعلن عن مراجعات لأفكارها تعلن فيها نبذ العنف " والحكم بالعافية " وتعتذر عن الأخطاء الكارثية التي أدت إلى هذا الوضع الإستثنائي في تاريخ مصر وتقبل أن تكون جماعة وطنية مصرية بعد أن تكون قرأت تاريخ مصر جيداً عن الشخصية المصرية فتعود إلى صف الوطن مجدداً ... هل هذا يمكن ان يحدث قبل أن تتحرك عقارب الساعة وتقف عن ساعة الصفر ... أم أنا حالم ؟