الميراث هو أحد فروع الفقه في الإسلام، واهتم الدين الإسلامي بذكر توزيع الميراث بعد وفاة الموروث على الورثة المُستحقين، في آيات من القرآن الكريم، حددت أصول تطبيق الميراث وتوزيعه على الورثة؛ ليُبطل بذلك ما كان يفعله بعض العرب في الجاهلية قبل الإسلام من توريث الرجال دون النساء، والكبار دون الصغار.
"لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا"، بالآيتين السابعة والثامنة من سورة النساء، بدأ حسن كمال حسن، أحد أهالي قرية الديابات بمركز أخميم شرق محافظة سوهاج، حديثه مع موقع صدى البلد، عن الميراث والمشكلة السائدة بين بعض أهالي القرى بصعيد جمهورية مصر العربية.
وهي عدم توريث الإناث، وهناك بعض الأشخاص الذين يستبدلون حقوقهن في الميراث بما يسمى "رضوى"، وهي مبلغ ضئيل من المال مقابل إرث الفتاة أو السيدة كاملًا وقد لا تساوي هذه الـ"رضوى" تلت حقها في ميراثها الشرعي.
أصول الميراث بالإسلام
وأكد حسن كمال، أنه شهد واقعة كان لها أثرها على نفسه، حيث أن هناك رجلًا لم يُعط شقيقته حقها في ميراث والدهما، وبعد عدة سنوات أصابه مرض أهلك صحته ولم يكن هناك تفسير لدى الأطباء عن مرضه فكانت جميع التحاليل الطبية تدل على صحتة الجيدة فقط، حتى سأله طبيبه هل أذيت أحدًا وكان هذا حسابك.
ليرد الرجل المريض قائلًا:" مفيش غير اختي بصراحه مدتهاش حقها في ميراث ابويا"، لينصحه الطبيب بإعطاء شقيقته كامل حقها حتى يعفو عنه الله، وبالفعل طلب من شقيقته أن تسامحه بعد أن أعطاها كامل حقها في ميراث والدها بعد عدة سنوات من وفاته، وبعد ذلك بثلاثة ليال فقط توفي الرجل المريض بعد أن أتم الدين الذي كان في رقبته.
ليواصل الحديث عن مشكلة عدم توريث الإناث السائدة بين بعض العائلات في قرى الصعيد، وخاصة محافظة سوهاج، أقصى جنوب الصعيد، صابر رفاعي، شيخ معهد أزهري سابق بقرية الديابات بمركز أخميم، أن الجميع يعلم أصول دينه جيدًا وخاصة قوانين الميراث التي وضعها الدين الإسلامي بآيات القرآن الكريم، ولا ينكرها سوى طماع يطغو على قلبه وعقله وعقيدته الجشع.
وأشار العمدة عوني نصر، عمدة قرية الديابات، إلى أن هناك عائلات ترفض توريث الإناث بالأراضي الزراعية حتى لا يدخل زوجها أو نجلها على سيداتهم، ويشترون تلك الأراضي بسعر مُتفق عليه وهذا ليس حرام لكن ما لا يرضي الله ولا يُرضينا هو حرمان الإناث من ميراثهن وحقهن منعًا باتًا، ولذلك نتدخل بصحبة كبار العائلات لحل مثل هذه المشكلات ووضع حلول جذرية تُرضي الله اولًا ثم جميع أطراف المشكلة ثانيًا واخيرًا.