قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أمس السبت، إن السعودية ستستضيف محادثات تتعلق بأوكرانيا تشارك فيها كييف ودول غربية ودول نامية رئيسية من بينها الهند والبرازيل، في أوائل أغسطس المقبل.

اجتماع الأسبوع المقبل
وأضافت الصحيفة، نقلا عن دبلوماسيين مشاركين في المناقشات، أن الاجتماع المقرر في مدينة جدة السعودية يومي 5 و6 أغسطس، يضم مسئولين كبار من حوالي 30 دولة.
وذكرت وسائل الإعلام نقلا عن مصادر: “المملكة العربية السعودية تستعد لاستضافة محادثات سلام بين الدول الغربية وأوكرانيا والدول النامية الرئيسية بما في ذلك الهند والبرازيل، أوائل الشهر المقبل”.
وأضافت: "تأمل واشنطن وأوروبا أن تؤدي المحادثات التي تستثني روسيا إلى دعم دولي لشروط السلام لصالح أوكرانيا، ويقول دبلوماسيون مشاركون في المناقشات إن ممثلين رفيعي المستوى من ما يصل إلى 30 دولة سيصلون إلى جدة يومي 5 و 6 أغسطس".
وأشارت المصادر إلى أنه من بين الدول التي دعتها السعودية وأوكرانيا، إندونيسيا ومصر والمكسيك وشيلي وزامبيا.
وأكدت المصادر أن بريطانيا وجنوب أفريقيا وبولندا والاتحاد الأوروبي أكدوا مشاركتهم.
ويأمل المسئولون الأوكرانيون والغربيون أن تؤدي جهودهم إلى قمة سلام في وقت لاحق في عام 2023، حيث سيوقع قادة العالم على المبادئ المشتركة للتسوية. كما يأملون في أن تشكل هذه المبادئ إطارًا للمفاوضات المستقبلية بين روسيا وأوكرانيا لصالح كييف.
وأفادت الصحيفة بأنه من المتوقع أن يحضر مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، الاجتماع في جدة، ولم يصدر تعليق فوري من مجلس الأمن القومي.
وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن الدبلوماسيين الغربيين قالوا إن السعودية اختيرت لاستضافة المحادثات جزئياً على أمل إقناع الصين بالمشاركة.
وفي 27 فبراير الماضي، قدم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الشكر للسعودية على دعم السلام في أوكرانيا وسيادتها.
واستقبل الرئيس الأوكراني وقتذاك وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في مقر الرئاسة بالعاصمة كييف، وجدد الأمير فيصل بن فرحان خلال ذلك الاستقبال التأكيد على حرص المملكة ودعمها لكافة الجهود الدولية الرامية لحل الأزمة “الأوكرانية - الروسية” سياسياً، ومواصلتها جهودها للإسهام في تخفيف الآثار الإنسانية الناجمة عنها.
كما التقى الأمير فيصل بن فرحان خلال تلك الزيارة وزير خارجية أوكرانيا ديميترو كوليبا، وجرى خلال اللقاء، مناقشة مستجدات الأزمة في أوكرانيا، مع التأكيد على دعم المملكة لكل ما يسهم في خفض حدة التصعيد وحماية المدنيين والسعي الجاد نحو الحلول السياسية التفاوضية، ودعم جميع الجهود الدولية الرامية لحل الأزمة سياسياً.

حرص دولي على حل الازمة
يشار إلى أن المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قالتفي ختام القمة الروسية الإفريقية في مدينة سان بطرسبورج التي عقدت منذ أيام قليلة واختتمت فعاليتها، إن روسيا تلقت قرابة 30 مبادرة لوقف الحرب في أوكرانيا، عبر قنوات رسمية وأخرى غير رسمية.
وأضافت: "نحن ممتنون للجميع، فهناك الكثير من المبادرات، ويبدو لي أن أنه قبل شهر كانت هناك نحو 30 مبادرة، قدمتها شخصيات عامة عبر قنوات حكومية أو بطريقة خاصة".
وشددت على أن روسيا لم ترفض أبدا المفاوضات مع أوكرانيا لإنهاء الصراع، وتابعت: "حتى عندما كنا نعلم أنها (المفاوضات) لن تضيف أي قيمة على الأرجح، كنا نعطيها دائما فرصة".
كما أشارت إلى المفاوضات التي جرت في أبريل 2022 "عندما انسحبت من المفاوضات مع موسكو ولم ترد على الوثائق والطلبات التي أرسلتها، حتى أنهم (الأوكرانيون) أخرجوا التفاوض معنا عن القانون، بحيث أصبح عملا غير شرعي".
وقالت إن الخارجية الروسية مستعدة لأي مبادرات بناءة لتسوية الأزمة.
أما عن المبادرات التي طرحت لحل الأزمة؛
يذكر أن إندونيسيا طرحت مبادرة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، واقترح برابوو سوبيانتو، وزير الدفاع الإندونيسي، خطة لإنهاء الأزمة، تتضمن إنشاء منطقة منزوعة السلاح وتنظيم استفتاءات تحت إشراف الأمم المتحدة في جميع الأراضي المتنازع عليها.
وقال وزير الدفاع الإندونيسي، إن بلاده مستعدة لتقديم مراقبين عسكريين ووحدات عسكرية للعمل تحت إشراف قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
لكن اقتراح وزير الدفاع الإندونيسى، اصطدم بانتقاد أوروبي، في مؤتمر "شانجريلا"، إذ رأى جوزيف بوريل، مسئول الشئون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أن السلام في أوكرانيا يجب أن يتحقق بشروط مقبولة من دون مجازفة بتجميد النزاع.
وقال "بوريل"، في كلمته بعد وزير الدفاع الإندونيسي: "يجب أن نحقق السلام في أوكرانيا، لكن يجب أن يكون سلامًا عادلًا وليس سلام استسلام".
وسبق أن طرحت البرازيل أيضاً اقتراحًا بتشكيل مجموعة اتصال من دول غير ضالعة في الحرب، للوساطة من أجل إحلال السلام، إلا إن المقترح لم يمض قدمًا.
كما أعلن الفاتيكان، في مارس 2022، استعداده تقديم المساعدة في أي نوع من الوساطة، و"فعل كل ما هو ممكن"، بهدف التوصل إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا.
وقال الفاتيكان في بيان، إن "مبادرة الفاتيكان التي هدفها الرئيسي الاستماع بعمق إلى السلطات الأوكرانية حول السبل الممكنة للتوصل فقط إلى السلام، ودعم التحركات الإنسانية التي تساعد في تخفيف التوترات".
وفي فبراير 2023، قدمت الصين مقترحا للسلام من 12 بندا، تركز على احترام سيادة كل الدول، وقف الأعمال العدائية، إيجاد حل للأزمة الإنسانية.
وفي يونيو الماضي، أطلقت أفريقيا مبادرة لوقف الحرب من 10 بنود تركز على خفض التصعيد من الجانبين، وضمان سيادة الدول والشعوب وفق ميثاق الأمم المتحدة، وتوفير ضمانات أمنية لجميع البلدان، وضمان حركة تصدير الحبوب والأسمدة من الدولتين، وتحقيق السلام عبر المفاوضات من خلال الطرق الدبلوماسية.
وقال الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، في تصريحات صحفية سابقة، إن المبادرة الأفريقية "صعبة"، لكن بوتين مهتم بها.
وقال بوتين، في أعقاب القمة التي جمعته مع قادة عدد من الدول الأفريقية، أن مبادرتي الصين وأفريقيا يمكن أن تشكلا أساسا للسلام في أوكرانيا.
لكنه حذر في الوقت نفسه من أن هناك "أشياء يستحيل تنفيذها"، كأن توافق روسيا على وقف إطلاق نار بينما تتعرض هي للهجوم.
وشدد على أن بلاده لم ترفض أي محادثات سلام بخصوص الحرب في أوكرانيا.
وصرح للصحفيين بأن "المبادرة (الأفريقية)، من وجهة نظري، يمكن أن تشكل أساسا لبعض العمليات التي ترمي للبحث عن السلام، مثل مبادرات أخرى، على سبيل المثال، المبادرة الصينية".
الوضع الميداني في الحرب
زار الرئيس الأوكراني زيلينسكي، أمس السبت، القوات الأوكرانية بالقرب من خط المواجهة الشرقي في باخموت، وأثنى على قوات العمليات الخاصة الأوكرانية. وكتب: "تأديتكم مهمات من أجل أوكرانيا يا رفاق هو عمل بطولي حقاً".
يشار إلى أن أوكرانيا شنتليل السبت الأحد، سلسلة هجمات على العاصمة الروسية وشبه جزيرة القرم بعشرات الطائرات المسيّرة، ما أدى إلى إصابة شخص وإغلاق مؤقت لأحد المطارات الأربعة حول موسكو.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن ثلاث طائرات مسيرة استهدفت المدينة، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
أسقطت أنظمة الدفاع الجوي إحدى الطائرات في المنطقة المحيطة بموسكو، وتعرضت الأخريان للتشويش وتحطمتا في الحي التجاري بموسكو، وفقا للوزارة.
ووصفت وزارة الدفاع الروسية الحادث بأنه "محاولة هجوم إرهابي من قبل نظام كييف".
كانت هذه المحاولة الرابعة من نوعها لشن هجوم على العاصمة الروسية خلال هذا الشهر والثالثة خلال هذا الأسبوع.
وذكرت الدفاع الروسية في بيان: "الليلة، حاول نظام كييف تنفيذ هجوم إرهابي عبر استخدام 28 طائرة درون، لضرب أهداف في شبه جزيرة القرم".
ولفتت إلى أن الطائرات المسيّرة التي جرى التشويش عليها فشلت في الوصول إلى أهدافها وتحطمت في البحر الأسود ومنطقة ساحلية في شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا قبل سنوات.