EN 
تعد صناعة الأثاث والأرابيسك من جريد النخيل أهم مهنة غير مستغلة بمركز الداخلة فى محافظة الوادى الجديد، بسبب وجود كميات هائلة من مخلفات النخيل بالمركز والقرى التابعة له، فى حين لا يمتهن تلك الصنعة سوى عدد قليل، بسبب ضعف الإقبال على منتجات جريد النخيل من الأرابيسك على الرغم من جودته العالية وتصميمه الجمالى وانخفاض سعره بصورة كبيرة.
جريد النخيل هو السبب الرئيسى فى انتشار الحرائق بصورة متكررة مما يؤدى لوقوع خسائر فادحة للمزارعين والدولة على حد سواء، وذلك نظرا للإستخدام الغير صحيح فى آليات التخلص من مخلفات النخيل السنوية من جريد وخلافه، حيث دشنت الأجهزة التنفيذية عدة فعاليات للتوعية بخطورة التخلص غير الآمن من مخلفات النخيل.
وجرى تنفيذ كل سياجات وبرجولات الممشى السياحى بالمدينة من جريد النخيل وكذلك عدد من الحدائق والفنادق التى اعتمدت على صناعة برجولاتها من جريد النخيل وذلك بواسطة صانعى الأرابيسك من جريد النخيل بالمدينة .
يقول أشرف سيف من مدينة موط بمركز الداخلة إنه يعمل فى صمت برفقة ابن عمه، وهو آخر ممن امتهن تلك المهنة حيث ورثها أبا عن جد.
وأوضح أنه يقوم بتنفيذ أعمال فنية غالية فى الروعة من أرابيسك الجريد وهى عبارة عن أثاث منزلى وأثاث حدائق عامة وبرجولات وواجهات وسياجات وغيرها من المنتجات التى يتم تنفيذها بالطلب بأقل الأسعار.
وأوضح سيف، أن جريد النخيل يمثل قيمة اقتصادية بالغة الأهمية لما يتميز به من عدة خصائص تتمثل فى أنها من منتجات البيئة ولا تسبب أية أضرار لمن يستخدمها بل على العكس تماما فهى صحية ومطابقة لكافة الاشتراطات ولا يدخلها أية عناصر ضارة مطلقا.
وأضاف أن فترة عمر المنتجات المصنوعة من جريد النخيل تتجاوز الثلاثين عاما دون أن تنتهى صلاحيته وذلك بشرط أن يتم قطع الجريد فى أوان تقليم أشجار النخيل مما يحول دون إصابته بالتسوس مطلقا، حيث يتم إحضار الجريد وتجهيزه أوليا ليكون عبارة عن أعواد صالحة لتنفيذ القطع المطلوبة والتى تتنوع حسب الطلب ومنها صناعة الكراسى الهزاز وسرير الأطفال الثابت والهزاز والأباجورات والتحف الفنية ومداخل المنازل وسياجات البيوت والحدائق والبرجولات وغيرها من المنتجات المطلوبة بأعلى درجة من الحرفية والإتقان.
وأكد سيف، أن صناعة الأرابيسك تعتمد على جانبين وهما الجانب اليدوى وهو الأصعب لما يتطلبه من مهارة كبيرة وكذلك يتم تصنيعه آليا بتشغيل ماكينة القطع وتقسيم الجريدة على وحدات وبعدها تنتقل إلى ماكينة التقشير والتشكيل فتقوم بتقشير قطعة الجريد وتشكيلها بأشكال محددة ويتم تجميع القطع التى تم إنتاجها من الجريد فى صناعة الأرابيسك وفقا للأغراض المطلوبة ويتم بعد ذلك دهانها بالطلاء المصنوع من منتجات بيئية والذى يحفظ شكلها البيئى الرائع .
وطالب صانع الأرابيسك، بضرورة دعم ونشر ثقافة إستخدام الأثاث المنزلى من جريد النخيل نظرا لجودته وانخفاض سعره، معلنا عن استعداده لتدريب الشباب على تلك الحرفة وتعليمهم فنونها حتى يكونوا من أمهر الحرفيين وذلك ليمكنوا من إكتساب حرفة غير تقليدية وترتبط بتراث وأصالة المحافظة لكونها تعتمد كليا على أشجار النخيل ومنتجاتها.
https://fb.watch/mwFZaQ0GgL/?mibextid=9R9pXO
