الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صفعة جديدة لماكرون.. النيجر ترفض الوصاية وتطرد سفير الإليزيه هل اقتربت الحرب؟

النيجر
النيجر

أثار التحرك السياسي الذي حدث في النيجر منتصف يوليو 2023، وأطاح بالرئيس محمد بازوم ردودَ أفعال كبيرة وغاضبة خاصة من قبل فرنسا، التي دخلت في صدام موسع مع قادة التحرك، الذين رفعوا راية العصيان في وجه باريس، وسط دعم قوي من قبل مجموعة من دول غرب القارة الأفريقية الرافضين للتواجد الفرنسي والتدخل بشؤونهم مما زاد الوضع اشتعالا.

ما حدث في البلد الأفريقي المهم بالنسبة لفرنسا، والتصعيد ضد تدخلات باريس، ورفض وصايتها، أثار الكثير من التساؤلات حول تطورات الوضع مستقبلا في النيجر، وهل سينتهي الأمر إلى حدوث تدخل عسكري، وذلك بعد أن هددت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) بالتدخل لإعادة الحكومة الشرعية ألى سدة الحكم، وهو ما وصفه بعض المحللين الدوليين إنه من الممكن أن يكون له عواقب وخيمة؟.

النيجر

حقيقة طرد 4 سفراء 

من جانبه نفت وزارة الخارجية بالنيجر، اليوم السبت، ما تردد حول طرد سفراء الولايات المتحدة وألمانيا ونيجيريا، وذلك بعد أن ترددت أنباء الجمعة حول قرار السلطات الحاكمة في النيجر، بطرد سفراء فرنسا والولايات المتحدة الأميركية وألمانيا ونيجيريا، بسبب رفضهم الاستجابة لاجتماع دعاهم إليه وزير الخارجية في الحكومة الجديدة، وفق ما جاء في رسائل منفصلة بعثت بها الوزارة إلى حكومات الدول الأربعة.

وقالت الخارجية، إن الأخبار المتداولة حول مطالبة النيجر من الولايات المتحدة وألمانيا ونيجيريا بمغادرة نيامي ليست صحيحة، موضحة أن السفير الوحيد الذي طلب منه مغادرة النيجر هو السفير الفرنسي "في تواصل للتصعيد بين البلدين منذ اشتغال الوضع".

وكانت وزارة الخارجية في النيجر، أعلنت إمهال السفير الفرنسي 48 ساعة لمغادرة نيامي، بعدما رفض طلب الوزارة باستدعائه لمقابلة مسئولي المجلس العسكري في النيجر.

فيما قالت وزارة الخارجية الفرنسية في تعليقها على هذا القرار أن "المجلس العسكري لا يحق له طرد سفير باريس بنيامي".

وأفادت "فرانس برس" أن المجلس العسكري الحاكم في النيجر تراجع عن تأكيد صحة وثيقة أمهلت سفراء الولايات المتحدة وألمانيا ونيجيريا 48 ساعة لمغادرة البلاد بعد مطالبته للسفير الفرنسي بالمغادرة.

كما قالت الوكالة إن مطالبة المجلس العسكري بالنيجر سفراء هذه الدول بالمغادرة استندت لوثيقة مزيفة، مشيرة إلى أن هذا المجلس كان أكد لها في وقت سابق صحة هذه الوثيقة قبل أن يتراجع عن ذلك.

ويشار إلى أن فرنسا ونيجيريا رافضين للتحرك السياسي الاخير في النيجر، وتدفعان بجدية نحو التدخل العسكري من أجل إعادة الرئيس المنتخب محمد بازوم، أما الولايات المتحدة فترفض التحرك السياسي، لكنّها مترددة بخصوص التدخل العسكري، وأعلنت في كثير من المناسبات رهانها على السبل الدبلوماسية من أجل عودة بازوم إلى الحكم.

وحول طرد السفير الفرنسي كانت قد قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن الانقلابيين "ليست لهم أهلية لتقديم هذا الطلب، واعتماد السفير لا يأتي إلا من السلطات النيجرية الشرعية المنتخبة".

وكانت وكالة الصحافة الفرنسية أفادت بأن المجلس العسكري طلب من سفراء فرنسا وألمانيا ونيجيريا والولايات المتحدة الأمريكية وساحل العاج مغادرة النيجر، بناء على تأكيدات من المجلس على وثيقة صادرة بهذا الشأن، تراجع عنها بوقت لاحق بعدما تبين أنها مزيفة.

الدكتورة جيهان جادو

رد فعل أوروبي متوقع 

كما أكدت الخارجية الأمريكية، أن وزارة خارجية النيجر تواصلت مع واشنطن وأبلغتها بأنها لم تطلب من الدبلوماسيين الأمريكيين مغادرة البلاد.

وقالت الدكتورة جيهان جادو عضو مجلس الحي بفرساي فرنسا، إنه بكل تأكيد إعطاء السلطات الانقلابية بالنيجر مهلة للسفير الفرنسي 48 ساعة بمغادرة النيجر وهو بمثابة قطع العلاقات الدبلوماسية مع فرنسا، وهو مؤشر خطير للغاية خاصة بعد اعلان المجلس العسكري بالنيجر التأهب من الجيش والتحذير بحدوث هجوم هو فعلا بمثابة اعلان حرب.

وأضافت "جادو" خلال تصريحات لـ"صدى البلد" أنه إلي الآن وبالرغم من أن فرنسا في قمة غضبها مما يجري سواء بالغاء كافة الاتفاقيات معها ، وايضاً طرد السفير الفرنسي إلا انها الي الان لم تتخذ أي مؤشراً او ردة فعل واضحة تنبيء بتدخلها عسكرياً ، لتجد فرنسا نفسها حائرة امام خيارين أما أن تستعمل ضبط النفس السياسي، أو انها تقوم بمناورة عسكرية بالرغم من أنها لاترغب ابداً في الدخول في حروب خلال هذه الفترة، ولا تريد خسائر أخرى.

وأشارت إلى أن السياسة الفرنسية واضحة جدا لانها تدرس كل الجوانب السياسية والاقتصادية لها اولا ثم يكون الخيار العسكري اذا لم يوجد حل بديل لتلك الازمة خاصة مع إصرار السلطات الانقلابية النيجرية  علي مواصلة الامور حتي النهاية.

وأكملت: فرنسا لاتريد الاعتراف بما قام من الانقلابين بالنيجر ورفض السفير الفرنسي مقابلتهم شكل غضب لديهم واعتبروه اهانة لهم وعدم الاعتراف بهم، لذلك امهلوا السفير 48 ساعة للمغادرة، إلا أن من وجهة نظري المتواضعة “ فرنسا لن تصمت امام كل هذه التصرفات في الايام المقبلة وسيكون الرد عسكري من الجانب الفرنسي عنيف بالرغم انها لاترغب ابدا في حلول عسكرية لما يترتب عليه من تكلفة البلاد ميزانية وخسائر لا تريدها فرنسا حاليا”.

وتابعت: الا انه هناك نقطة غاية في الاهمية لايكون الرد فقط من فرنسا بل سيكون هناك تحالف مع دول أخري في اوروبا منها المانيا علي سبيل المثال لانهاء تلك الازمة التي اندلعت في النيجر ، اذا أتوقع أن الحل سيكون عسكرياً يشترك فيه فرنسا وحلفاؤها من دول الاتحاد الاوروبي.

محمد عز الدين

تباين حول التدخل العسكري

من جانبه قال محمد عز الدين، الباحث المتخصص فى الشأن الافريقي بجامعة القاهرة ورئيس مؤسسة النيل للدراسات الافريقية والاستراتيجية، إن الموقف مكرر مع النيجر وبوركينا فاسو ومالي ومسألة طرد السفراء الفرنسيين تكمن في "محاربة المحتل القديم" فضلً عن اللجوء للمعسكر الشرقي ألا وهو "روسيا و الصين"، وليس من المتوقع أن يحدث أي نوع من انواع التدخل العسكري في الفترة المقبلة لعدة أسباب.

وأضاف عز الدين في تصريحات لـ"صدى البلد"،  أن من أول الاسباب التي تشير إلى أنه من الصعب أن يحدث تدخل عسكري هو أن المنطقة لا تتحمل ذلك، كما أن هناك مناطق اخرى بالمنطقة تم التدخل عسكرياً بها وباءت هذه التدخلات بالفشل، وبالتالي من الممكن أن يكون هناك عقوبات رادعة للنيجر ومحاولة للعودة إلى الشرعية وذلك ليس بعودة محمد بازوم فقط إلى سدة الحكم في الوقت الحالي، ولكن ايضاً تسريع تهدئة الامور في النيجر .

وأردف الباحث المتخصص في الشأن الافريقي: أنه من المتوقع أن يتم الضغط على العسكريين الذين قاموا بالتحرك السياسي ضد محمد بازوم والموافقة على وضع جدول زمني للعودة للشرعية والديموقراطية في النيجر ،  ومن المستبعد  تماماً حدوث أي تدخل عسكري خاصة وأن الاشارة للتدخل العسكري ومحاولة فرض الرأي الفرنسي والامريكي هي محاولة تجعل الشعب يلتف اكثر حول الانقلاب العسكري الذي تم في النيجر.

بدوره قال محمد حسانين الصحفي بوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن المجلس العسكري نفى أنه قام بإصدار قرار بطرد سفراء امريكا ونيجيريا وألمانيا وقال إنه سيطرد سفير فرنسا فقط، و بالنسبة لتوقعاتي فإن الأمور غير واضحة ، مشيراً إلى أنه يوجد انقسامات  حول التدخل العسكري.

وأضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد" أن هناك دول مجاورة للنيجر مثل مالي والجزائر وايضاً مصر ترفض التدخل العسكري لإعادة الرئيس محمد بازوم ، كما أن هناك دول تؤيد دول من مجموعة الايكواس للتدخل،  وفي جميع الأحوال سيظل شعب النيجر يعاني من هذه الاحداث والانقسامات الداخلية والخارجية.

وتابع: النيجر مستعمرة فرنسية سابقة وفرنسا لا تريد مغادرتها حتي إذا وصل الأمر إلى استخدام القوة العسكرية لأن النيجر غنية بالمعادن الثمينة مثل اليورانيوم الذي يستعمل في الأسلحة النووية، أما بخصوص تأثر الدول عربية والافريقية بما يحدث في النيجر فلن تتأثر أي دولة بالتطورات في النيجر لأنها دولة  ذات تأثير محدود.