عقدت اليوم السبت 11 من نوفمبر الجاري، قمة عربية إسلامية مشتركة استثنائية غير عادية وذلك بالعاصمة السعودية الرياض، لتعزيز التشاور والتنسيق بشأن التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية، وبحث سبل التحرك العربي والإسلامي إزائه.
وتأتي مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة العربية الإسلامية الطارئة استمراراً لدور مصر منذ بداية الأزمة في بذل أقصى الجهد لدفع جهود وقف إطلاق النار، وتوفير النفاذ الآمن للمساعدات الإنسانية إلى أهالي قطاع غزة.
وعلي هامشها، قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بعدة لقاءات مع رؤساء البلاد العربية المشتركة بالقمة، وكان منهم الملك عبدالله الثاني بن الحسين، ملك الأردن، والرئيس السوري بشار الأسد، والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي عهد المملكة العربية السعودية رئيس مجلس الوزراء.
بالإضافة إلي الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.. ويرصد لكم موقع "صدي البلد" الاخباري في التقرير التالي أبرز تصريحات الرئيس السيسي خلال لقاءاته لليوم.
السيسي وأردوغان يبحثان تعزيز العلاقات الثنائية ووقف العدوان على غزة
التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم في الرياض، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الاجتماع تناول سبل مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية بين الدولتين في مختلف المجالات، فضلاً عن استمرار الخطوات المتبادلة والبناء على التقدم الملموس في سبيل تفعيل مختلف آليات التعاون الثنائي.
وأضاف المتحدث الرسمي، أن اللقاء تناول متابعة التنسيق والتشاور بشأن تطورات الأوضاع في قطاع غزة، حيث تم استعراض الجهود الحثيثة على كافة الأصعدة لاحتواء الأزمة وتداعياتها الإنسانية، وتوافق الرئيسان في هذا الصدد بشأن ضرورة الوقف الفوري للقصف المستمر والعمليات العسكرية في قطاع غزة لتجنب تعريض المدنيين للمزيد من المخاطر وإزهاق الأرواح.
ويأتي ذلك للحيلولة دون المزيد من التردي للأوضاع الإنسانية لأهالي القطاع، مع استمرار الدور المصري الجوهري في إنفاذ المساعدات الإغاثية لأهالي غزة، وتضافر الجهود الدولية للدفع نحو تطبيق حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
السيسي يبحث مع رئيس إريتريا ملفات القرن الأفريقي وأمن البحر الأحمر
كما التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، وذكر المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس أكد حرص مصر على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصةً فيما يتعلق بالتنسيق بشأن قضايا الأمن الإقليمي، فضلاً عن ترسيخ التعاون والمشروعات المشتركة مع إريتريا في شتي المجالات.
من جانبه، أعرب الرئيس أفورقي عن التطلع المتبادل لإريتريا لتطوير العلاقات الثنائية مع مصر على مختلف الأصعدة، خاصةً في الوقت الراهن الذي يشهد فيه المحيط الإقليمي العديد من التحديات المتلاحقة.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تطرق إلى التباحث حول آخر التطورات الإقليمية ذات الاهتمام المتبادل، خاصةً فيما يتعلق بملفات القرن الأفريقي والسودان والصومال وأمن البحر الأحمر، حيث تم التوافق على تعزيز التنسيق والتشاور الحثيث المشترك لمتابعة تلك التطورات، وذلك تدعيماً للأمن والاستقرار في المنطقة.
تطوير العلاقات بين مصر والسعودية
والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، في الرياض مع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي عهد المملكة العربية السعودية رئيس مجلس الوزراء، وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية أن اللقاء شهد تأكيد العلاقات التاريخية الأخوية بين مصر والسعودية.
وأكد المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أن الزعيمان أكدا علي الحرص المتبادل على مواصلة تطوير العلاقات التاريخية الأخوية بين مصر والسعودية بقوة، على كافة الأصعدة في ضوء ما يربط الشعبان والقيادتان من أواصر وثيقة ومتينة.
مصر والسعودية يبحثان وقف التصعيد العسكري بقطاع غزة
وذكر المتحدث الرسمي أن المباحثات تناولت أيضاً جهود وقف التصعيد العسكري في قطاع غزة، حيث أعرب الزعيمان عن القلق البالغ تجاه التدهور المتلاحق والخطير للأحداث، مع التشديد على ضرورة أن تتركز جميع الجهود الدولية والإقليمية في الوقت الراهن على وقف التصعيد والعنف.
ويأتي ذلك بهدف حماية المدنيين والحيلولة دون إزهاق المزيد من الأرواح وخروج الوضع الأمني عن السيطرة، مع الرفض القاطع لفكرة تهجير الفلسطينيين، والتي من شأنها تصفية القضية الفلسطينية بالكامل.
تكثيف التشاور بين مصر والسعودية
كما توافق الزعيمان في هذا الصدد على ضرورة تكثيف التشاور والتنسيق الوثيق بين مصر والسعودية خلال الفترة المقبلة لتأكيد الرؤية العربية والإسلامية بشأن القضية الفلسطينية.
خاصةً في ظل النتائج الصادرة عن القمة العربية الإسلامية غير العادية، والتي تتمحور حول تحقيق التسوية الشاملة والعادلة للقضية على أساس حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق مرجعيات الشرعية الدولية.
لقاء السيسي ورئيس إيران
والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن اللقاء شهد تبادل وجهات النظر حول الأوضاع في قطاع غزة، ومسارات العمل؛ من أجل تخفيف وطأة المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها الفلسطينيين في القطاع.
واستعرض الرئيس، جهود مصر لدفع مسار التهدئة ووقف إطلاق النار، وكذا تقديمها وإيصالها المساعدات الإنسانية للمدنيين في القطاع، كما تطرق الرئيسان للحديث عن أهمية عدم اتساع دائرة الصراع في المنطقة، والحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي.
مصر وسوريا يرفضان تهجير الفلسطينيين
والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع الرئيس السوري بشار الأسد، وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن اللقاء شهد التباحث بشأن تطورات الأوضاع في غزة، حيث تم تأكيد الموقف الثابت للدولتين من حيث رفض تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين، مع ضرورة تحقيق وقف إطلاق النار ونفاذ المساعدات الإنسانية لإنهاء معاناة أهالي غزة، واستمرار الجهود لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقاً للمرجعيات الدولية ذات الصلة.
كما تم التطرق للعلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في سوريا، حيث أكد الرئيس حرص مصر على التسوية السياسية الشاملة بما يحقق المصالح العليا للشعب السوري الشقيق ويحفظ وحدة وسلامة سوريا ويستعيد الأمن والاستقرار بها.
السيسي وملك الأردن يشددان على رفض العقاب الجماعي بغزة
كما التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، مع الملك عبدالله الثاني بن الحسين، ملك الأردن، وفي تصريحات للمتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي، أوضح أن اللقاء شهد تبادل وجهات النظر بشأن مستجدات التصعيد العسكري في قطاع غزة، وما يصاحب ذلك من استمرار تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية وزهق لأرواح العديد من المدنيين الأبرياء من الشعب الفلسطيني الشقيق.
وتوافق الزعيمان بشأن أهمية مواصلة تنسيق الجهود الحثيثة للدولتين لدفع المجتمع الدولي لتحمل مسئولياته فيما يتعلق بانتهاج مسار التهدئة وضمان وصول الخدمات والمساعدات الإنسانية المقدمة لأبناء قطاع غزة، مع التشديد على رفض تعريض الأبرياء في قطاع غزة لسياسات العقاب الجماعي من حصار وتجويع أو تهجير بما يخالف الالتزامات الدولية في إطار القانون الدولي الإنساني.
كما أكد الزعيمان الموقف الثابت لمصر والأردن في هذا الشأن بأن تحقيق استقرار المنطقة لن يتأتي إلا عن طريق تعامل المجتمع الدولي مع القضية الفلسطينية بمنظور متكامل يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني، وذلك من خلال حل القضية وفق مرجعيات الشرعية الدولية، بما يفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.