قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ردود فعل محلية وعالمية بعد صعود اليسار وهزيمة اليمين المدوية في فرنسا

أثارت النتائج الأولية للجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية الفرنسية وفوز تحالف اليسار بأكبر عدد من الأصوات دون حصوله على عتبة الـ 289 مقعداً اللازمة لضمان أغلبية مطلقة في البرلمان، موجة ردود فعل دولية ومحلية واسعة.

وتمثل هذه النتيجة هزيمة قاسية لحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، الذي كان من المتوقع أن يفوز في الانتخابات بعد تقدمه في نتائج الجولة الأولى، الأسبوع الماضي، لكنه عانى بعد أن عمل تحالف "الجبهة الشعبية الجديدة" اليساري وائتلاف "معاً" بقيادة الرئيس ماكرون المنتمي لتيار الوسط في الفترة بين الجولتين الأولى والثانية من الانتخابات لخلق جبهة للتصويت المضاد للتجمع الوطني.

وأظهرت بيانات وزارة الداخلية أن اليسار حصد 182 مقعداً، وتحالف ماكرون الوسطي 168، فيما فاز التجمع الوطني بـ143، وهو ما يعني أن أياً من الكتل الثلاث لن يتمكن من تشكيل حكومة أغلبية وأنها ستحتاج إلى الحصول على دعم الآخرين لتمرير أي تشريع.

وقال رئيس حزب التجمع الوطني الفرنسي اليميني المتطرف جوردان بارديلا: إن التحالف الذي وصفه بـ"العار" بين الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء جابرييل أتال مع أحزاب اليسار، حرم الشعب الفرنسي من سياسة الإصلاح التي طالبوا بها على نطاق واسع.

وأضاف بارديلا، في كلمة ألقاها أمام حشد من أنصاره في باريس، الأحد، بعد الأداء المخيب لحزبه في الجولة الثانية من الانتخابات، أن "ماكرون ألقى البلاد في أحضان اليسار الراديكالي"، وذلك رداً على فوز تحالف "الجبهة الشعبية الجديدة" اليساري، واصفًا التعاون بين القوى المناهضة لحزبه بأنه "تحالف مشين" سيصيب فرنسا بالشلل.

وفي وقت سابق الأحد، قالت الرئاسة الفرنسية: إن الرئيس إيمانويل ماكرون يعكف حالياً على تحليل نتائج الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية، وسينتظر وضوح الصورة كاملة قبل اتخاذ القرارات اللازمة.

وأضافت الرئاسة في بيان: "سيحترم الرئيس، باعتباره الضامن لمؤسساتنا، خيار الشعب الفرنسي". فيما ذكر رئيس الوزراء الفرنسي جابرييل أتال، أنه سيعرض استقالته على الرئيس إيمانويل ماكرون، مؤكداً أن "معسكري السياسي ليس له أغلبية الليلة".

وأضاف أتال: "لا يمكن تشكيل أغلبية مطلقة من قِبل الأحزاب المتطرفة بعد الانتخابات البرلمانية. حقبة جديدة لبلدنا تبدأ الليلة بالبرلمان أقوى من أي وقت مضى".

فيما قالت زعيمة حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف مارين لوبان: "لقد تأخر انتصارنا فقط. أرى بذور انتصار الغد في نتيجة اليوم".

وأضافت لوبان أن الرئيس إيمانويل ماكرون في وضع "لا يمكن الدفاع عنه".

وقال جان لوك ميلانشون زعيم حزب "فرنسا الأبية" المنتمي لليسار الراديكالي، إن ماكرون يجب أن يُقر بالهزيمة في الانتخابات البرلمانية، مضيفًا أنه يتعين على ماكرون أن يدعو "الجبهة الشعبية الجديدة" لتشكيل حكومة جديدة. وحزب "فرنسا الأبية" هو جزء من تحالف الجبهة الشعبية الجديدة.

من جانبه، قال زعيم يسار الوسط الفرنسي رافائيل جلوكسمان: الأحد، إن فرنسا يجب أن تجد السلام بعد فوز تحالف "الجبهة الشعبية الجديدة" اليساري بأكبر عدد من المقاعد في الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية.

وأضاف جلوكسمان، وهو أيضاً عضو البرلمان الأوروبي الذي قاد قائمة اليسار الفرنسي في انتخابات الشهر الماضي، أن الثقافة السياسية يجب أن تتغير، مضيفاً أن البرلمان الذي لا يتمتع فيه أي حزب بأغلبية واضحة يتطلب الانفتاح على الحوار.

وأفاد زعيم الحزب الاشتراكي الفرنسي أوليفييه فور، إن الانتخابات البرلمانية كانت انتصاراً للجبهة الشعبية الجديدة اليسارية، وبالتالي يجب أن توحد غالبية الشعب الفرنسي، في أعقاب فوز الحزب غير المتوقع في الانتخابات.

وقال فور لمؤيديه: "سيكون لدينا بوصلة واحدة فقط: برنامج الجبهة الشعبية الجديدة"، مضيفاً أن سياسة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يجب ألا تستمر، ويجب إلغاء إصلاح نظام التقاعد المتنازع عليه.

وعلى الصعيد الدولي، قال الكرملين اليوم الاثنين :إنه يرى أنه لا توجد لدى فرنسا إرادة سياسية قوية لاستعادة العلاقات مع موسكو، وأضاف أنه سيتابع عن كثب تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة.

وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك الأحد: إنّ هزيمة اليمين المتطرّف في فرنسا في الانتخابات "أفرحت" وارسو وستجلب "خيبة أمل" لروسيا و"ارتياحا" لأوكرانيا.

في ألمانيا، اعتبر مسؤول في الحزب الديموقراطي الاشتراكي الذي يتزعّمه المستشار أولاف شولتس الأحد، أنه تم "تجنّب الأسوأ" بخسارة اليمين المتطرّف في الانتخابات الفرنسيّة، فيما قال شولتس في بيان له، اليوم الاثنين: "نشعر بالارتياح لنتائج الانتخابات الفرنسية".

ورحّب رئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي بيدرو سانشيز الأحد باختيار فرنسا والمملكة المتحدة "رفض اليمين المتطرّف والالتزام الصارم باليسار الاشتراكي". وكتب سانشيز على منصّة إكس "هذا الأسبوع، اختارت اثنتان من أكبر الدول في أوروبا المسار نفسه الذي اتّبعته إسبانيا قبل عام".

وأشاد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الأحد بالانتصار "ضد التطرف" وبـ"نضج القوى السياسية" في فرنسا بعد أن كبح اليسار جماح اليمين المتطرف في الانتخابات التشريعية. وقال الزعيم اليساري على إكس "سعيد جدا بما أظهرته القوى السياسية في فرنسا من عظمة ونضج بعد أن اتحدت ضد التطرف".

وشدد لولا على أن النتيجة في فرنسا وفوز حزب العمال في المملكة المتحدة هذا الأسبوع "يعززان أهمية الحوار بين الشرائح التقدُّميّة للدفاع عن الديموقراطية والعدالة الاجتماعية".