الصين تدعو إلى هدنة ووقف فوري للقتال في جنوب السودان

دعت الصين أكبر مستثمر في صناعة النفط بجنوب السودان يوم الإثنين إلى وقف فوري للقتال هناك بينما اختلف مفاوضو المتمردين وحكومة أحدث دولة في العالم على نطاق محادثات السلام التي تستهدف إنهاء ثلاثة أسابيع من القتال.
وفي زيارة إلى اثيوبيا أبدى وزير الخارجية الصيني وانغ يي قلقه البالغ من الاضطرابات التي تفجرت في جنوب السودان وأدت إلى مقتل أكثر من ألف شخص وأرغمت الحكومة على خفض انتاج النفط نحو 20 بالمئة.
وقال السودان الذي لديه مصالح اقتصادية في الإنتاج النفطي للجنوب ان حكومة جوبا ناقشت خلال زيارة للرئيس عمر البشير نشر قوة مشتركة لتأمين حقولها النفطية.
وقال وانغ في مؤتمر صحفي في اديس ابابا حيث تجري محادثات السلام "موقف الصين فيما يتعلق بالوضع الحالي في جنوب السودان واضح تماما.. أولا ندعو إلى وقف فوري للقتال والعنف."
وقال مندوب اثيوبي ان وانغ التقى بكل من وفدي المتمردين والحكومة.
ويعصف بجنوب السودان منذ ثلاثة أسابيع قتال تفجر في العاصمة وانتشر سريعا في مناطق أخرى من البلاد. ويدور القتال الذي يندلع في كثير من الأحيان على أسس عرقية بين قوات حكومة الرئيس سلفا كير والمتمردين الموالين لنائبه السابق ريك مشار.
وبدأت المحادثات رسميا يوم السبت الماضي في اثيوبيا لكن الوفدين لم يجريا مفاوضات مباشرة حتى الآن.
والقتال هو أسوأ اضطرابات يشهدها جنوب السودان منذ نال استقلاله عن السودان في عام 2011 بموجب اتفاق سلام أنهى احدى أطول الحروب الأهلية في افريقيا.
والصين هي اكبر مستثمر في حقول النفط في جنوب السودان من خلال شركتي النفط المملوكتين للدولة البترول الوطنية الصينية وسينوبك العملاقتين. واجبر القتال شركة البترول الوطنية الصينية على اجلاء عمالها.
وقال وزير الخارجية السوداني على كرتي ان كير والبشير بحثا نشر قوة مشتركة لتأمين حقول النفط في الجنوب. واضاف ان مناطق النشر ستناقش في موعد لاحق.
وسيمثل احتمال التعاون الأمني بين البلدين تحسنا ملحوظا في العلاقات بعدما اقترب طرفا الحرب الأهلية السابقة مرة اخرى من خوض صراع بسبب نزاعات على رسوم مرور النفط والحدود في أوائل عام 2012.
وانخفض الإنتاج النفطي لجنوب السودان بواقع 45 الف برميل يوميا الى 200 الف بعد اغلاق حقوق النفط في ولاية الوحدة في الشمال بسبب القتال. وتقول الحكومة ان ولاية اعالي النيل لا تزال تضخ نحو 200 الف برميل يوميا.
وتقدر شركة النفط العملاقة بي.بي ان جنوب السودان يملك ثالث اكبر احتياطيات للنفط في افريقيا جنوب الصحراء. ويجري ضخ كل نفط جنوب السودان الذي لا يطل على بحار عن طريق السودان مما يوفر للخرطوم عملة صعبة حيوية من رسوم العبور.
وقال المؤرخ دوجلاس جونسون إن خطر فقد العوائد سيكون مبعث قلق للخرطوم اذا امتد القتال الى مزيد من حقول النفط. واضاف ان الشركات النفطية ستمانع في العودة الى الحقول النفطية المتنازع عليها.
وتابع "ان اتفاقا بين جوبا والخرطوم يساعد السودان بموجبه في توفير الأمن في الحقول النفطية ربما يعيد بعض الشركات النفطية على الاقل."
وتشعر القوى الاجنبية بالقلق من عدم حدوث تقدم في محادثات السلام خشية وقوع حرب اهلية شاملة في جنوب السودان.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية "اساليب التأجيل التي نراها في الوقت الحالي في اديس ابابا تعطينا سببا لخوف ألا يكون لطرفي الصراع اهتمام حقيقي بحل سياسي سريع."
وقالت الأمم المتحدة إنه بدت علامات اوائل الأسبوع على ان قوات موالية للحكومة واخرى مناوئة لها تحتشد في أنحاء البلاد وأنباء عن مصادمات عسكرية.
وتعمل المنظمة الدولية من أجل مضاعفة عدد قوات حفظ السلام التابعة لها في جنوب السودان إلى 12500 فرد من اجل تحسين حماية المدنيين الذين يحتمون بقواعدها.