أسوان تستعد للاحتفال بالذكري الـ 50 لرحيل العقاد بمشاركة الثقافة.. وأسرته :الكويت طلبت شراء مكتبة الأديب وعبد الناصر رفض

- أسوان تستعد للاحتفال بالذكري الـ 50 لرحيل العقاد بمشاركة الثقافة
- أسرة العقاد : الكويت طلبت شراء مكتبة الأديب وعبد الناصر رفض
- محافظ أسوان يطالب بتكثيف أعمال التشجير والنظافة والإنارة لتمثال ومقبرة العقاد
- عميد أسرة العقاد: نطالب وزارة الثقافة بتنفيذ وعودها وتحويل منزل الاديب الى متحف
احتفاءً بذكرى مرور خمسين عاماً على وفاة الكاتب الكبير عباس محمود العقاد ، تنظم وزارة الثقافة من خلال الهيئة العامة لقصور الثقافة احتفالية تحت عنوان "عباس العقاد خمسون عاماً من الحضور المتجدد " وذلك خلال الفترة من 23 إلى 25 مارس الجارى.
وتشمل الاحتفالية عرض حكايات مجهولة عن العقاد ، وعرض مسرحية " قمبيز" ، وإقامة مائدة مستديرة وجلسات بحثية وأمسيات ثقافية وشعرية تتناول أعماله ومسيرته الفكرية والإبداعية وتأثيره الممتد حتى يومنا هذا تقام هذه الاحتفالية فى مدينة أسوان كما ستقوم هيئة الكتاب بإعادة نشر كتب وأعمال العقاد بأسعار زهيده تكون فى متناول الجميع.
ويقوم المجلس الأعلى للثقافة بعمل احتفالية يوم الأحد الموافق 30-3-2014 تحت عنوان "العقاد اليوم".
جدير بالذكر أنه سبق وأن قامت وزارة الثقافة بتنظيم مؤتمر عن العقاد بالهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية يوم الأربعاء 12 مارس.
من ناحية أخرى ، تستعد محافظة أسوان خلال مارس الحالي بالذكرى الـ50 لرحيل عباس محمود العقاد الذي توفي في 12 من مارس عام 1964 بالقاهرة ، ودفن في مقبرة أنشئت خصيصاً له بمدينة أسوان يوم 13 مارس من نفس العام، وهى موجودة حتى الآن أمام مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون بمدينة أسوان، وأمامها تمثال للكاتب الراحل.
اختارت أسوان الاحتفال بذكرى رحيله بشكل سنوي ، وذلك لأن ميلاده كان في 28 يونيو 1898 في أشد أشهر الصيف حرارة بأسوان، ويصعب على العديد من المحبين له القدوم للاحتفال بذكراه حيث أن الاحتفالات في بدايتها كان يأتي إليها جميع الأدباء والشعراء من الدول العربية المختلفة، لذلك تحددت احتفالات العقاد بذكرى رحيله.
"صدي البلد " قام بزيارة لمنزله وللمكتبة التي تحمل اسمه وتضم متحف مقتنيات خاصة به للتعرف على أسرار حياة الأديب الراحل.
وترجع أصول العقاد إلى العراق حيث إنه ذو أصول كردية جاءت أسرته إلى مصر واستقرت في محافظة دمياط، وكان جده يعمل في غزل خيوط الصيد لذلك اكتسب لقب العقاد وأصبح لقب لعائلته، ثم استقرت العائلة في محافظة أسوان.
والتحق العقاد بمدرسة المواساة الابتدائية، وذات يوم وأثناء زيارة الإمام محمد عبده للمدرسة طلب الاطلاع وقراءة بعض المقالات التي يجتهد التلاميذ في كتابتها، فقرأ المقال الخاص بالتلميذ "عباس محمود العقاد"، وفى ذلك الحين قال جملته الشهيرة التي أثرت في حياة العقاد "حري بهذا الطالب أن يكون كاتباً فذاً "، وصدقت نبوءة الإمام محمد عبده ، وصار العقاد كاتباً عظيماً.
وقام العقاد بإنهاء تعليمه عند المرحلة الابتدائية ، وعمل كاتباً في هيئة البريد بأسوان ، ولكنه كان مطلعاً ، ويحب القراءة لذلك حاول أن يثقف ذاته بالقراءة في جميع المجالات حتى أصبح صحفياً بصحيفة الدستور في هذا الوقت ، ثم انضم إلى حزب الوفد ، وكان صديقاً مقرباً لسعد زغلول .
وحرص العقاد على تعلم العديد من اللغات حيث كان يجيد 9 لغات منها الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والعبرية والألمانية ، وغيرها من اللغات الأخرى، وكان دائماً يتحدى أن يجيد أحد من أهل الدول التي يتحدث بلغاتها أفضل منه.
وعن منزل العقاد يقول عميد أسرة العقاد عبد العزيز ابن شقيق الأديب أن أسرة العقاد تطالب بتنفيذ وعود وزارة الثقافة بتحويل منزله بأسوان إلى متحف ومزار، أسوة بمتحف طه حسين ونجيب محفوظ وغيرهم من الأدباء، وسبق أن عرض علينا وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى شراء المنزل، وأرسل الفنان أحمد نوار الذى قام بتصوير المنزل من الداخل والخارج، وأخبرنا بأنه يصلح أن يكون متحفًا، وبعد ذلك طلب منى تحديد قيمة المنزل، وكان ردى وقتها قاطعا بأننا لا نساوم على اسم العقاد، ووزارة الثقافة هى التى تحدد قيمة العقاد، وكان شرطنا الوحيد كورثة تعويض المقيمين بالمنزل بسكن بديل لأن المنزل تسكن به أسرة الراحل، وتعويض غير المقيمين ممن لهم حق التعويض ، كما طالبنا بتخصيص جائزة أدبية عالمية مثل جائزة نوبل تحمل اسم الأديب الراحل .
وأشار عز العقاد إلى أنه بعد وفاة العقاد طلبت دولة الكويت شراء مكتبته ومؤلفاته ، لكن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر رفض خروج المكتبة، التى كانت تأخذ حيز شقتين له بمصر الجديدة، وكانت الكتب تغطى جميع جدران الشقتين حتى فى البلكونات والصالة، وكانت موضوعة فى دواليب خشبية مثبتة فى الجدران، وأرسل جمال عبد الناصر لجنة من وزارة الثقافة لمعاينة المكتبة وجردها، وإعداد تقرير عنها، واستمر عمل اللجنة آنذاك شهرين متواصلين، وقدرت قيمتها وقتها بمبلغ 5 آلاف جنيه فى سنة 1965 تقريباً ، ثم تم تسليمها للهيئة المصرية العامة للكتاب، ومعها تمثال برونزى نصفى للعقاد فى سن الشباب، صممته له كلية الفنون، وتم وضع المكتبة فى الهيئة بصالة كبيرة تضم مكتبات العقاد وطه حسين وقوت القلوب، وتم تسليم آخر قلم كان يكتب به العقاد يومياته والعدسة المكبرة وترابيزة صغيرة كان يكتب عليها اليوميات.
وفيما يخص مقتنياته فى أسوان تم نقل غرفة نومه من شقته بمصر الجديدة إلى مكتبته بأسوان، على كورنيش النيل، بالإضافة إلى جزء من صالون العقاد الذى كانت تقام فيه الندوات، وبعض الصور التى كانت بحوزة أسرة الأديب الراحل، والشهادة التقديرية التى منحها له الرئيس السابق حسنى مبارك.
وأضاف ابن شقيق العقاد أن بيت العقاد مقام علي مساحة 220 متر مربع ومكون من ثلاث أدوار أرضي ودوريين علوي ، وهو منزل كان ملك ليوسف العقاد الجد الأكبر وتم هدمه وإعادة بناؤه في أوائل الخمسينيات ، وكان عباس العقاد الأديب الراحل دائماً يتردد عليه أثناء زيارته لأسوان ، وكان يجلس أغلب الوقت في مكتبه الذي يتضح بعض مقتنياته في الصور التي تم أخذها من داخل منزله.
وأضاف عميد أسرة العقاد أن الراحل كان له مواقف سياسية متعددة تعرض بسببها للاغتيال فى منزله بمصر الجديد .
وتعرض للسجن بعد ذلك لمدة 9 أشهر عام 1930 بتهمة العيب في الذات الملكية ، فحينما أراد الملك فؤاد إسقاط عبارتين من الدستور ، تنص إحداهما على أن الأمة مصدر السلطات ، والأخرى أن الوزارة مسئولة أمام البرلمان ، ارتفع صوت العقاد من تحت قبة البرلمان قائلاً " إن الأمة على استعداد لأن تسحق أكبر رأس في البلاد يخون الدستور ولا يصونه ، وفي موقف آخر أشد وطأة من الأول وقف الأديب الكبير موقفًا معاديًا للنازية خلال الحرب العالمية الثانية.
ومن إنتاجه النثري كتب " الفصول ، ومطالعات في الكتب، والحياة ، ومراجعات في الأدب والفنون " ثم كتب سلسلة " سير الأعلام ،والشخصيات الإسلامية " ومنها سلسلة العبقريات " محمد والصديق وعمر، وسيرة سعد زغلول ، كما اتجه إلى الفلسفة الإسلامية فكان كتابه " الله " ثم " الفلسفة القرآنية " ثم " إبليس " ثم " الإسلام وأباطيل خصومه " إلى أن توفي في 12 مارس 1964.
ومن جانبه أعطي محافظ أسوان مصطفي يسري توجيهاته للمسئولين في مجلس مدينة أسوان والمرور والطرق بتكثيف أعمال التشجير والنظافة والإنارة لتمثال ومقبرة العقاد، وطريقي السادات والفنادق، مع دراسة إعادة تخطيط ميدان العقاد لتوسعة المحاور المرورية بجانب رفع كفاءة أعمال الإنارة ، علاوة علي أعمال الدهانات، وإزالة العبارات والملصقات المسيئة ، موجهاً إلي استثمار الصخور الطبيعية المتواجدة في مدخل طريق الفنادق بشكل جمالي لوضع لافتات إرشادية عليها باللغات المختلفة لتعريف السائحين بمواقع الفنادق والمتاحف والمزارات السياحية.