"فاينانشيال تايمز" تحذر روسيا من خطورة أي تصعيد عسكري في أوكرانيا

حذرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية القيادة الروسية من ضربة ارتدادية يمكن أن تتلقاها موسكو حال قيامها بأي تصعيد عسكري في أوكرانيا.
وتوقعت الصحيفة - في مستهل تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء - أن يسعى الرئيس الأمريكي باراك أوباما وزعماء دول الاتحاد الأوروبي في اجتماعهم هذا الأسبوع إلى أن يبدوا متحدين إزاء إيجاد حل للأزمة الأوكرانية .. مشيرة إلى أن الحقيقة التي يعلمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هى أن الغرب ينتابه انقسام وتردد إزاء هذه الأزمة.
وأوضحت أن التحرك السريع الضاري الذي قام به بوتين في شبه جزيرة القرم الأوكرانية، تسبب في وجود حالة من التخبط بين القادة الغربيين، حيث سيطرت روسيا على "القرم" في أقل من أسبوع دون أن تطلق رصاصة واحدة .. وفي الوقت التي تحشد فيه روسيا قواتها حاليا على الحدود الغربية لأوكرانيا، ولم يعرض الغرب على الجيش الأوكراني حتى الآن سوى مجموعة من الأسلحة الخفيفة.
وتابعت الصحيفة بقولها إن "فكرة أن بوتين حقق نصرا مؤزرا، تعد فكرة خاطئة؛ ففي الحقيقة، أن الرئيس الروسي راهن بصورة خطيرة، ومن المحتمل أن يفقد رهانه على استخدام القوة" .. محذرة بقولها "ضم القرم من الخطورة بمكان، ولكن غزو الحدود الغربية الأوكرانية قد يعرض روسيا لكارثة حقيقية".
وأضافت "فاينانشيال تايمز" أن قرار بوتين بضم القرم لروسيا، كان ردا على الثورة الأوكرانية، التي لم يستطع الكرملين إيقافها أو السيطرة عليها. فبدلا من أن يراجع بوتين الأيام الخوالي، حينما اضطر الاتحاد السوفيتي إلى فقدان أوكرانيا، قرر الرئيس الروسي التحرك نحو القرم التي نجح في السيطرة عليها عقب إجراء استطلاع حول انضمامها إلى روسيا.
وأردفت "وبالسيطرة على القرم، ضمنت روسيا فقدان أوكرانيا في النهاية. فإذا سمحت أوكرانيا بإجراء انتخابات رئاسية في مايو المقبل، فإن الأغلبية الأوكرانية المناهضة لروسيا هى التي ستشارك في الانتخابات، في حين لن يشارك سكان القرم الناطقين بالروسية فيها".
ورصدت الصحيفة توقيع الحكومة الأوكرانية المؤقتة على اتفاق مع الاتحاد الأوروبي، وهو الاتفاق الذي طالما حاولت روسيا منعه منذ الوهلة الأولى .. محذرة من رد فعل غربي قاس جدا ضد روسيا من الناحية العسكرية والاقتصادية، إذا قامت موسكو بأي تحرك عسكري نحو الحدود الغربية لأوكرانيا.
ووجهت النصح لفلاديمير بوتين بأن يأخذ العبرة من الاستنزاف السريع الذي لحق بالاتحاد السوفيتي خلال الحرب في أفغانستان، ومن عدم استطاعة أمريكا، التي تعد أكبر دول العالم من الناحية العسكرية والاقتصادية، الانتصار في حربها في العراق أو أفغانستان.
وقالت الصحيفة البريطانية "إن التعامل بوحشية لا يصلح مع أوكرانيا، حيث يختلف الأمر عما حدث في حرب روسيا ضد الشيشان؛ حيث كان لا يتعدى تعداد السكان في الشيشان آنذاك المليون شخص، فضلا عن وقوعها داخل الحدود الروسية، ولكن أوكرانيا التي تحدها دول الاتحاد الأوروبي ويبلغ عدد سكانها نحو 45 مليون نسمة، لها شأن آخر".
واختتمت "فاينانشيال تايمز" بقولها "إذا تدخلت القوات الروسية في أوكرانيا، يمكنك توقع نشوة انتصار مبدئي في موسكو، وشعور بالضيق في الغرب. ولكن "استعراض القوة" في أوكرانيا سيتسبب في إضعاف خطير للدولة الروسية في نهاية المطاف".