قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

عبدالسلام عارف الرجل الذي قاد مسيرة التحديث في العراق


- قلد هتلر وموسوليني في الخطابات المرتجلة
- طالب بتطبيق الاشتراكية الإسلامية
- منح اللجوء السياسي للإمام الخوميني
ثمانية وأربعون عاما مضت على وفاة الرئيس العراقي الأسبق عبدالسلام عارف، الذي يعد مع صدام حسين أبرز من أثر في الحياة السياسية في العراق الحديث.
ولد الرئيس العراقي الأسبق عبدالسلام في العاصمة العراقية بغداد في الحادي والعشرين من مارس من عام 1921، وقد نشأ في عائلة مرموقة تنتمي إلى أصول عشائرية ترجع إلى قبيلة شمر، التي تنتشر في جنوب العراق وعدد من دول الخليج المجاورة، وقد أنهى عارف دراسته الابتدائية والثانوية في بغداد قبل أن يلتحق بالكلية الحربية التي تخرج منها عام 1941، وشارك عارف في ثورة رشيد عالي الكيلاني عام 1941، ولكن بعد الإطاحة بحكومة الثورة تم نقله إلى جنوب العراق، وبالتحديد مدينة البصرة.
وقد شارك عارف في حرب فلسطين عام 1948، وعلى الأراضي الفلسطينية ارتبط بعلاقة صداقة راسخة مع الفنان العراقي الشهير ناظم العراقي، الذي زار الجبهة العراقية في فلسطين لمساندة القوات العراقية المشاركة في حرب 1948، وقد تلقى عارف دورات تدريبية في ألمانيا الغربية وبريطانيا، قبل أن يعود إلى العراق حيث شارك في التحضير للثورة العراقية عام 1958، وقد أسهم عارف بدور مؤثر في نجاح الثورة، بل إنه قام بضم الرئيس العراقي الأسبق إلى خلايا الثورة أثناء فترة التجهيز للثورة.
وقد أثارت الخطب المرتجلة التي كان يلقيها عارف قدرا من الجدل، إذ كانت تتسم بالعفوية والحماس، وهي نفس الانتقادات التي وجهت إلى خطب كل من هتلر وموسوليني، وبسبب تقارب عبد الكريم قاسم مع التيارات الماركسي في العراق، تم إقصاء عارف الذي تميز بتدينه.
وحكمت إحدى المحاكم عل عارف بالسجن، ولكن تم الإفراج وابتعد عن الأضواء مؤقتا حتى تولى الرئاسة عام 1963، وفي تلك الفترة تميز عارف بعمق أفكاره حيث طالب بتطبيق ما يعرف بالاشتراكية الإسلامية، وشدد عارف على تعذر تحقيق الوحدة العربية، ما لم تتحقق الوحدة الوطنية لكل قطر عربي على حدة، وخلال فترة حكم عبد السلام عارف حصلت الطوائف العراقية مثل الشيعة والأكراد على حقوق سياسية غير مسبوقة، وشدد عارف على منح رئيس الوزراء دورا أكثر تأثيرا في المنظومة السياسية العراقية.
ولم يقم عارف بإعدام أي من معارضيه، بمن فيهم الذين تورطوا في التآمر عليه، ومنهم أحمد حسن البكر أو ريس لعراق بعد انقلاب حزب البعث عام 1968، كما تغاضى عارف عن تأسيس أحزاب سياسية للشيعة ومنها حزب الدعوة الذي مارس نشاطا ملحوظا في العمل السري طوال السنوات اللاحقة على تأسيسه وحتى سقوط نظام البعث بعد الغزو الأمريكي.
بل كان رئيس وزراء العراق في مرحلة الاحتلال إبراهيم الجعفري من قيادات حزب البعث، وقد المرجع الديني الشيعي العراقي محمد كاشف الغطاء عبد السلام عارف إلى الرئيس جمال عبد الناصر، حيث نشأت بين ناصر وعارف صداقة متينة، كما منح عارف اللجوء السياسي للإمام الخوميني، بعد طرده من إيران، كما أصدر عارف قرار تأميم شركات النفط، وفي إطار خطط تحديث العراق أدخل عارف أول حاسب آلي إلى العراق عام 1964.
وكان عارف صاحب إنشاء جهاز الاستخبارات العراقي، بمشاركة وأسس منظمة أوبك للدول المصدر للبترول، حيث استضاف الاجتماع التأسيسي للمنظمة في بغداد عام 1966، وقد توفي عارف إثر سقوط الطائرة المروحية التي كان يستقلها، ولم تعرف أسباب الوفاة حتى الآن.