تعلم كيف تقضي 16 ساعة من الصيام بلا جوع أو عطش.. "ختم القرآن" و البعد عن "العرقسوس" أهم الوسائل

وكيل الفتوى السابق: "حوض الكوثر" و"الاستغفار" أبرز الوسائل للتغلب على الجوع والعطش
أستاذ علم نفس: "ختم القرآن" و"الروايات" ودراما رمضان كفيلة بالتغلب على الجوع والعطش
خبير تغذية: الأطعمة السوداء على الفطور والسحور ترحمنا من الجوع
العرقسوس والشاي والقهوة تحفز العطش في ساعات الصيام
16.. هو عدد ساعات الصيام في جمهورية مصر العربية لرمضان 1435 – 2014، تبدأ في الثالثة فجرا وتنتهي برفع أذان المغرب في حوالي السابعة مساء.. يعد رمضان 2014 الأطول منذ فترة طويلة والأشد حرارة، و لذلك كان لزاما علينا أن ننشر رؤية المختصين للتغلب على ساعات النهار الـ16، وتمريرها بلا جوع .. أو عطش.
في هذا الإطار نصح الشيخ عبد الحميد الأطرش، وكيل لجنة الفتوى السابق بالأزهر الشريف، الصائمين بأن يستثمروا الجزء الأكبر من الـ16 ساعة المخصصة للصيام قدر الإمكان بالذكر والاستغفار وكل ما يجعلهم يتذوقون حلاوة الإيمان، مؤكدا أن هذه الطريقة مثالية لعدم الشعور بمرارة الجوع وقسوة العطش خلال هذه الفترة.
ودعا الأطرش، الصائمين لألا ينساقوا وراء وساوس الشيطان بأن درجات الحرارة العالية ستجعل الصيام شاقا عليهم، لافتا إلى أن الاستسلام لهذه الفكرة كفيل بأن يشعرهم بأقصى درجات العطش والجوع.
وقال الأطرش، في تصريح خاص لـ"صدى البلد"، إن "الله تعالى إذا كانت الليلة الأولى من رمضان، نظر إلى عباده، ومن نظر إليه الله هذه النظرة التي ملؤها العطف والرحمة فلا يعذبه أبدا، ولذلك وجب على العبد أن يغتنم هذه الفرصة، ولا ينظر للصيام على أنه مشقة وتعذيب من الخالق لمخلوقين لأن الله غني عن تعذيب عباده، بل إنه شرع الصيام للرحمة والمغفرة والعتق من النيران، فإذا ما استغل المسلم ساعات الصوم في الذكر والطاعة والاستغفار مر يومه هينا وطيبا دون الشعور بأي مرارة أو معاناة".
وأضاف: "على الصائمين أن يعلموا أن المسلمين الأوائل اعتبروا رمضان شهرا للعمل والجهاد، بل إن كثيرا من المعارك والفتوحات تمت في نهار هذا الشهر الكريم".
وقال إنه "يكفي المسلم إذا ما شعر بالعطش أن يتذكر حوض النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وإنه في يوم القيامة سيشرب من بين يديه شربة هنيئة مريئة لا يظمأ بعدها أبدا"، لافتا إلى أن "هذا المشهد التخيلي وحده كفيل بإزالة أي شعور بالعطش في نهار رمضان".
ومن جانبها، قالت الدكتورة ثريا عبد الجواد، أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس، إن الجرعة الإيمانية التي تبلغ أقصى معدلاتها عند الإنسان المسلم في شهر رمضان، تعد أحد أهم الوسائل التي ستساعده هذا العام على تخطي 16 ساعة كاملة من الصوم دون جوع أو عطش.
وقالت عبد الجواد، في تصريح لـ"صدى البلد": "المصريون يربطون بين هذا الشهر والعبادة ويزيدون جرعة التعبد فيه بنفوس مصممة على أداء الفرائض على الوجه الصحيح، وهذا يسهم بشكل كبير في عدم تسلل شعور الجوع والعطش إليهم، وتتم ترجمة هذا الشعور لدى كثيرين في نهاية اليوم بجملة "والله لم أشعر بجوع أو عطش".
وأضافت أن "الصائم يستطيع أن يمضي جانبا كبيرا من الـ16 ساعة المخصصة للصوم هذا العام في القراءة العادية للصحف والروايات، بالإضافة إلى القراءة المحببة له في هذا الشهر للقرآن الكريم"، وأكدت أن "المباراة التي تكون بين المسلمين في "ختم المصحف" تساعد الإنسان على إضاعة الوقت وبالتالي التغلب على الجوع والعطش".
وتابعت: "كما أن الانشغال بممارسة الأعمال المنزلية يلهي السيدات عن الشعور بالجوع و العطش، بالإضافة إلى أن فئة الشباب لأول مرة منذ وقت طويل تتزامن إجازاتها مع شهر رمضان، ومشاهدة المسلسلات الرمضانية ربما تكون أحد أهم الوسائل لشغلهم عن التفكير في الجوع والعطش".
وشددت عبد الجواد على ضرورة أن "لا يستسلم الإنسان لفكرة الجوع والعطش، خاصة أن مجرد الشعور بأن الأكل والشراب ممنوعان يحفز الجسد فورا للاستجابة للتعبير عن الرغبة في هذه الممنوعات، لذلك يفترض أن يتجه الإنسان لكل الأعمال التي من شأنها إضاعة الـ16 ساعة حتى لا يشعر الجسم بالجوع أو العطش قدر الإمكان".
ومن جانبه، نصح الدكتور عمرو الشوربجي، خبير التغذية، بأن يكثر الصائمون من تناول الأغذية التي تحافظ على نسبة السكر في الدم، وغالبا ما يتحقق ذلك بتناول المأكولات السمراء في وجبتي الفطور والسحو نظرا لأن ذلك سيساعده على تخطي مرحلة الـ16 ساعة صوم بلا جوع أو عطش.
وأشار الشوربجي إلى ضرورة أن يحرص الصائم على تناول التمر في وجبة الإفطار، والفول في السحور، وقال: "كذلك يمكن تناول الكورن فليكس ذي الحبة الكاملة والخبز الأسمر في وجبة السحور، حيث كلها تنتمي لفئة الأطعمة السمراء التي تحافظ على مستوى السكر في الدم وتأخذ وقتا طويلا في الهضم، فتعطي الإنسان شعورا طويلا بالشبع".
وفي تصريحات لـ"صدى البلد"، نصح الشوربجي بالابتعاد عن الأطعمة البضاء في السحور، وعلى رأسها "عيش الفينو"، حيث إن هذه الأطعمة تهضم سريعا ويشعر الإنسان بالجوع بعد تناولها بثلاث ساعات على الأكثر.
كما أكد أن تناول الألبان ومنتجاتها على وجبة السحور طريقة أخرى تساعد على الشعور بالشبع لأطول فترة ممكنة، وكذلك السوائل المتعادلة، وفي مقدمتها "الكركديه" والبطيخ، ونصح بالابتعاد عن العرقسوس في وجبة السحور نظرا لأنه يخزن الماء في الجسم ويشعر الإنسان بالعطش طوال الوقت، كما نصح بالتوقف عن تناول "الكافيين" بعد الثانية عشرة مساء نظرا لأنها تتسبب في العطش بصورة كبيرة أيضا.