الحكمة من ترك النبي للأذان

قالت دار الإفتاء، إن هناك حكمًا كثيرة في ترك النبي –صلى الله عليه وسلم– للأذان، منها أنه لو أذن لكان من تخلف عن الإجابة داخلاً تحت قوله تعالى: "فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ".
وأضافت الإفتاء في فتوى لها، أن الإمام الحطاب المالكي قال في "مواهب الجليل" (1 / 422): "وَإِنَّمَا تَرَكَهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-؛ لأَنَّهُ لَوْ قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ وَلَمْ يُعَجِّلُوا لَحِقَتْهُمْ الْعُقُوبَةُ؛ لقوله تعالى: {فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ}.
وأشارت إلى أن من حكم ترك النبي للأذان أنه كان داعيًا فلم يجز أن يشهد لنفسه، وأنه لو أذن وقال: أشهد أن محمدًا رسول الله لتوهم أن هناك نبيا غيره.
ولفتت إلى أن هناك علماء قالوا إن الأذان رآه غيره في المنام، فوكله إلى غيره، مشيرة إلى أن انشغاله –صلى الله عليه وسلم- وضيق وقته كان سببًا في تركه للأذان، مؤكدة أن الإمام البهوتي الحنبلي قال في "كشاف القناع" (1 / 231): [وَإِنَّمَا لَمْ يَتَوَلَّ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- وَخُلَفَاؤُهُ مِنْ بَعْدِهِ الأَذَانَ لِضِيقِ وَقْتِهِمْ عَنْهُ.