قال الكاتب الصحفي عادل حمودة إن انتصار أكتوبر هو الانتصار الوحيد في حياتنا الحديثة، ولكننا ما زلنا نبكي على 5 يونيو أكثر ما سعدنا بحرب أكتوبر، موضحا أننا حتى الآن لم نصل إلى وسيلة مناسبة للاحتفال بهذا النصر.
وأضاف حمودة في برنامج "آخر النهار" على قناة "النهار" إنه عمل كصحفي عسكري وشاهد خط برليف لأول مرة ، موضحا أنه كان مكان مريح جدا للجنود الإسرائيليين وكان متناقضا من الداخل فتجد جنوداً متدينين، حيث وجدنا لفافة توراه مكتوبه على ورق لمسافة 1 كيلو، كما تجد صوراً خليعة.
وأشار إلي أن الضربة العسكرية الاولى تمت المبالغة فيها لأسباب عسكرية، وأن مبارك لعب دورا مهما في تأسيس جهاز الطيران ولكنه لم يكن الوحيد الذي يستحق الإشادة في الحرب ولكن كان هذا دور الإعلام - الرخيص- لإظهار أي دور للرئيس.
وحول حادث المنصة واغتيال الرئيس أنور السادات قال إن المشهد الغريب أنه لا يمكن لأحد أن يصف ما حدث خلال الحادث لأنه لم يستمر لأكثر من 40 ثانية فكانت هناك حالة من الفوضى والارتباك.
وأوضح ان لديه ملاحظات حول ذلك الحادث حيث أنه لم يتواجد سلاح المنصة الذي يحمي الرئيس والذي يتواجد في أعلى النصة ولكننا وجدنا بدلا منهم مصور صحفي للأخبار، والحرس الذي يجب أن يجلس بالكراسي أمام المنصة لم يتواجد، وأن عددا كبيرا من الحرس وضع خلف المنصة وكانوا يشربون الشاي والسجائر.
وأكمل حمودة أنه مما لفت انتباهه هو قول مذيع المنصة "إنهم فتية آمنوا بربهم" خلال عرض المدفعية على الأرض والطائرات في الهواء، وفوجئنا بخالد الإسلامبولي يلقي قنبلة على المنصة مما دفع السادات للوقوف وردد قائلا "مش معقول" مما سهل عملية إطلاق النار عليه حيث تلقى 39 رصاصة كانت إحداها القاضية عندما أصيب في رقبته عن طريق حسين عباس.
وقال"إنه لا يمكن الجزم بوجود مؤامرة ولكن هناك بعض علامات الاستفهام حيث إن خالد الإسلامبولي كان تحت المراقبة ويحظر أن يشارك في الحرب، فكيف وضع في العرض العسكري؟!.
وأكمل حمودة أنه يوم 8 أكتوبر عقب اغتيال السادات بيومين كان أول من تحدث عن احتمال تورط مبارك هو الكاتب الصحفي محمد عثمان إسماعيل وأنه تساءل : "إزاي لرجل بتاع طيران يسيب الطيارات في الجو ويبص على عربات المدفعية ؟!" كما أنه لحظة وقوف السيارات بعرض المدفعية خلع الكاب ووضعه أمامة، مشيرا أن ذلك من الممكن أن يكون علامة لبدء الهجوم.
وتساءل حمودة متعجبا : الرئيس السادات كان يعرف أن هناك العديد من الجهات التي تسعى لاغتياله وكان يجب أن تكون جميع الأجهزة في حالة انتباه فكيف يكون ذلك في وزارة الداخلية ولا يكون في وزارة الدفاع ؟!".
وأضاف حمودة أن الإهمال داخل القوات المسلحة من أهم الملفات التي يجب أن تفتح في اغتيال السادات لأنه لم يتم التحقيق بها بشكل كامل لأنه تم التحقيق مع 7 ضباط، متسائلا هل يعقل أن يحقق في وفاة رئيس ويتم معاقبة المقصرين بتأخير الترقية لـ 5 ورفد 2 ؟!"، كما تم ترقية مدير المدفعية في ذلك الوقت لمنصب محافظ.
وأضاف أنه التقى جيهان السادات حرم الرئيس أنور السادات أكثر من مرة وأنها كانت تظن أن السادات قتل على يد حراسته الخاصة، حيث لا يمكن اصابة السادات من هذه المسافة البعيدة بين المنصة والمدفعية وذهبت إلى المشرحة وتم التأكد أن الرصاص من بندقية حسين عباس.
وأشار حمودة إلى أن مصلحة بعض القوى السياسية في العالم التخلص من السادات وأن دوره انتهى بالصلح مع إسرائيل، حيث أن بعض الدول العربية رفضت الدخول في اتفاقية كامب ديفيد بسبب وجود أنور السادات، بدليل أنه بعد اغتيال السادات وجدنا بعض الدول وقعت اتفاقية الصلح مع إسرائيل.
وقال أنه حضر محاكمة الإسلامبولي وكانت وسط إجراءات أمنية مشددة للغاية، وأن الإسلامبولي جلس يردد : "أنا اللي قتلت السادات، قتلت الفرعون، وعندي 360 هدفا عشان أعمل كده"، موضحا أن أي مجرم إذا أنكر تهمته يصبح في هذا تبديد لهدفه.
وحول علاقة السادات بالكاتب على السلمان أوضح أنه كان على التصاق بالسادات، وأنه ابلغ السادات ألا يأتي إلى فيينا لأنه تم رصد خلية فلسطينية لاغتياله، وقام السلمان بإرسال خطاب عن طريق السفارة للسادات قائلا : "أنا أتحمل مسئولية أنك لا تأتي إلى فيينا".
واكمل أن السادات طلب من السلمان عمل تقرير حول ذلك الأمر وعرضه على حسني مبارك الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس مبارك، ولكن العلاقة بينهما لم تكن جيدة، مشيرا أن مبارك انتقم من كل من أساءوا إليه وهو نائب الرئيس.
وفي سياق آخر وبشأن طريقة حكم البلاد خلال فترة الرئيس حسني مبارك قال إن عمرو سليمان كان يطلق على أسرة الرئيس حسني مبارك مصطلح "مؤسسة الأسرة" وهذا تعبير دقيق للغاية لأنها تحولت من أسرة إلى مؤسسة.
وقال إن مبارك كان معزولا عن الخارج حيث أنه كان يمنع من مشاهدة التلفاز واستخدام الهاتف، وأنه في ليله وفاة حفيدة نزعت كابلات تليفونه وتليفزيونه لكي لا ينام وهو في حالة قلق، وأن هذه الفكرة الإنسانية جاءت بفكرة سياسية بحيث يعزل الرئيس عن شعبه، متسائلا : "يعني أيه الرئيس يغلق عليه باب ؟!".
وأضاف خلال الثورة كانت تمنع سوزان مبارك بعض الأخبار بصحبة زكريا عزمي قائلة : "قلولو حاجة مفرحة محدش ينكد عليه" ، وتسائل حمودة :"هو أنا قاعد مع خالتي إذا لم يكن يحتمل الأخبار السيئة فليعتزل".