قالت الدكتورة نادية عمارة الداعية الإسلامية، إن على الإمام ألا يطيل في صلاة الجماعة رفقًا بالضعفاء وذوي الحاجات منهم بشرط عدم الإخلال بأركان الصلاة وما ينبغي فيها.
واستشهدت «عمارة» خلال تقديمها برنامج «قلوب عامرة»، بما روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِلنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ فَإِنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ وَالسَّقِيمَ وَالْكَبِيرَ، وَإِذَا صَلَّى لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّلْ مَا شَاءَ» رواه البخاري.
واستدلت أيضًا بما روي عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لأَتَأَخَّرُ عَنْ صَلاةِ الْغَدَاةِ مِنْ أَجْلِ فُلانٍ مِمَّا يُطِيلُ بِنَا. قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ غَضَبًا فِي مَوْعِظَةٍ مِنْه يَوْمِئِذٍ، فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ فَمَنْ صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيُوجِزْ، فَإِنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ وَالْكَبِيرَ وَذَا الْحَاجَةِ».
وأشارت إلى أن النبي-صلى الله عليه وسلم- أرشد الأئمة إلى أن يرفقوا بالناس، فعلى الإمام أن ينظر في الأمر وألا يشق على الناس، والقدوة هو النبي-صلى الله عليه وسلم-في أفعاله كلها، لقول الله-سبحانه-: «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا» (سورة الأحزاب: 21)، فكان-عليه الصلاة والسلام- يصلي صلاة وسطًا ليس فيها إطالة تشق على الناس.