قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الحدأة التركية وفن صناعة الحرائق


يقول الباحثون إن طائر الحدأة الأسود يقوم بنقل الأغصان المتوهجة بالنار أثناء حرائق الغابات من مكان إلى مكان آخر ليستغل فرصة اشتعال هذه الحرائق الجديدة لصيد فرائسه، وهذا بالضبط ما تفعله تركيا الأردوغانية في العالم العربي.. فهي تشعل حرائق الارهاب والفتنة في كل مكان تستطيع الوصول اليه رغبة منها في إحياء إمبراطورية ماتت غير مأسوف عليها منذ أكثر من قرن من الزمان.

وفي الآونة الأخيرة وعلى وجه التحديد في شهر يناير الفائت ضبط خفر السواحل اليوناني سفينة تركية قرب جزيرة كريت كانت متجهة الي مصراتة بليبيا وعلى متنها 29 حاوية تحتوى على صواعق ونترات الأمونيوم وهي مواد تستخدم لصنع العبوات والأحزمة الناسفة التي تفتك بالأبرياء وتقتل المصلين في المساجد والكنائس على حد سواء.

ولعل ضبط تلك الشحنة كان دليلا دامغا على دعم تركيا للارهاب وعلى مساندتها للجماعات المسلحة التي سببت المعاناة الليبية العميقة وعلى رأسها ميليشيات فجر ليبيا وهو ما كان يستدعي قرارات حاسمة من الأسرة الدولية ومن مجلس الأمن الذى لا يظهر العين الحمراء إلا للعرب وحدهم
ولكن ما حدث هو ان الامر مر مرور الكرام وهو ما شجع الحدأة الاردوغانية السوداء علي التقاط المزيد من أعواد اللهب لاشعال المزيد من الحرائق وهكذا تم الاعلان منذ ايام عن ضبط سفينة تركية تسمي (اورال) مملوكة لشركة "أكدنيز رورو" التركية أثناء محاولتها دخول ميناء صفاقس بتونس وعلي متنها 20 شاحنة عسكرية وعربات نقل جنود مصفَّحة وجرافات عسكرية وشاحنات صهاريج ومولدات كهربائية وبدلات عسكرية وخيام وأسِـرَّة وملابس وأحذية عسكرية و12800 لتر من المحروقات ومواد إعاشة وأهداف للرماية وأسلاك شائكة و300 جهاز اتصال لاسلكي
ولعل هذا يجيب لنا عن السؤال الذى دائما ما يطرح نفسه علينا:

من أين تأتي عصابات الإرهاب الأسود بكل هذه التجهيزات اللوجستية والمعدات والأسلحة التي تقيم بها معسكرات في ليبيا وفي الظهير الصحراوى غرب مصر وفي سيناء.

إن ما تفعله تركيا بدعمها للارهاب هو جريمة في القانون الدولي وهذه الجريمة مثبتة بالأدلة الساطعة القاطعة التي تجعل منها دولة راعية للإرهاب بامتياز.

لهذا لابد من وقفة حاسمة لكافة الدول العربية المتضررة من الارهاب التركي في كافة المحافل الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة والمحاكم الدولية لإدانة تركيا وعقابها ولابد أن تضع الدول العربية علاقاتها الاقتصادية في كفة مناظرة لكفة التصرفات الاردوغانية غير المسئولة لعل ذلك يكون رادعا له عن جنونه وأطماعه.

لقد آن الأوان لكي نتحرك وإلا نقف مكتوفي الأيدى وأن نقوم باصطياد الحدأة التركية قبل أن تملأ العالم العربي نارا وخرابا.