- جزر سالوجا وغزال تمثل أصغر محمية طبيعية في مصر
- تقع المحمية على مساحة 55 فدانًا وتنقسم إلى جزيرتي سالوجا وغزال وعدد من الجزر الصغيرة بينهما
- رصد دوري لجميع أنماط التنوع البيولوجي بالمحمية وإكثار أنواع النباتات النادرة بالمحمية أبرز الأنشطة
تعد جزر سالوجا وغزال التى تقع على بعد حوالي 3 كيلومترات شمال خزان أسوان داخل نهر النيل، محمية ذات بيئة فريدة ومتميزة بكسائها الأخضر الطبيعى، كما أنها تعتبر أصغر المحميات الطبيعية بمصر.
وقال مصطفى محمد، المرشد السياحى، إن المحمية تعتبر مأوى لطيور كثيرة نادرة مقيمة وزائرة ومهاجرة، وتتميز هذه المحمية بوجود حوالي 94 نوعا من النباتات، وتم حصر أكثر من 60 نوعا من الطيور النادرة والمهددة بالانقراض، وبعضها سجلتها آثار القدماء المصريين مثل أبو منجل الأسود.
وأضاف محمد أن من الطيور المهددة بالانقراض التى تم حصرها بالمحمية: "العقاب - السنارية - دجاجة الماء - الأرجواني" والتي لها فائدة كبيرة في تطهير البيئة من الآفات الزراعية ومن البقايا المتحللة، ومن بين الطيور المقيمة والزائرة: "الواق، والهدهد، والأوز المصري، والوروار، وعصفور الجنة، والبلبل، وغيرها".
وأوضح أن مساحة جزر سالوجا وغزال تصل لنحو 55 فدانًا، وتنقسم إلى جزيرتي سالوجا وغزال وعدد من الجزر الصغيرة بينهما، حيث تقع جزر المحمية بمدينة أسوان شمال خزان أسوان بحوالي 3 كيلومترات ما بين خطى 5´24° شمالًا و50 ´23° شرقًا، ونظرًا لصغر مساحة المحمية تقوم إدارة المحمية بفرض الحماية والصون لمساحة المحمية بالكامل، هذا بالإضافة إلى جميع الجزر المحيطة بها، خاصة التي تحوى مكونات طبيعية، وترجع أهمية حماية وصون جزر المحمية إلى أنها تحوى مكونات تمثل البقية الباقية من نباتات وادى النيل التي ذكرت فى الأساطير القديمة ومرسومة على جدران المعابد المصرية القديمة.
وأكد أنه تم إعلان جزر سالوجا وغزال والجزر الصغيرة بينهما محمية طبيعية بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 928 لسنة 1986، ويسرى في شأنها قانون المحميات الطبيعية رقم 102 لسنة 1983، وأيضا قانون البيئة رقم 4 لسنة 1994، حيث تقع جزر المحمية على أهم مسارات هجرة الطيور من الشمال إلى الجنوب شتاء، ومن الجنوب إلى الشمال صيفًا، وحتى الآن تم رصد 126 نوعًا من الطيور بمناطق جزر المحمية، بالإضافة إلى التراكيب الجيولوجية التي تميز الجزء الجنوبي من المحمية وتمثل جانبا من الشلال الأول، وتزخر جزر المحمية بأنواع عديدة من الزواحف والحشرات ذات الأهمية الكبرى فى حفظ التوازن البيئي الطبيعي لجزر المحمية.
فيما أوضح خالد محمد، مرشد سياحى، أن جزر المحمية تتميز بطبيعة خاصة قد لا تتوفر فى أماكن أخرى، فنجد الطبيعة والطبوغرافية تتباين من منطقة لأخرى، وهذا أعطى تنوعًا بيولوجيًا فريدًا رغم صغر مساحة المحمية، فالمناطق الجنوبية من جزر المحمية يغلب عليها الطابع الصخري الجرانيتي الذي تتخلله بعض النباتات ويعد بيئة مناسبة لمعيشة أنواع معينة من الثعابين، والمناطق الوسطى من هذه الجزر يطلق عليها مناطق المروج وهي مناطق ترسيبات طبقات الطمي عبر عشرات السنين، يتخللها فى بعض مساحات من المناطق الصخرية الصغيرة، وهذه المنطقة تتميز بكثافة شجرية عالية من أشجار السن، فيما تتميز المناطق الشمالية من جزر محمية سالوجا وغزال بأنها سهلة ومنبسطة تغطيها الرمال، وهذه المناطق يغطيها الماء أثناء فترات ارتفاع مناسيب النيل.
وعن أهم الأنشطة التي تتم بالمحمية، يقول المهندس محمود حسيب، مدير عام محمية سالوجا وغزال سابقًا، إنها تتمثل في الرصد الدوري المستمر لجميع أنماط التنوع البيولوجي بالمحمية، والمراقبة والمرور الدوري ورصد أى ظواهر غير طبيعية، وإكثار أنواع النباتات النادرة والمهددة بالانقراض بالمحمية، وإجراء الدراسات والأبحاث المتعلقة بالتنوع البيولوجي بالمحمية، بجانب تكثيف أعمال الرصد اليومي للطيور، خاصة في مواسم الهجرة "الخريف - الشتاء - الربيع"، وذلك لرصد أى حالات نفوق أو حالات مرضية بين الطيور، ويأتي ذلك في إطار الجهود المبذولة للتصدي لمرض إنفلونزا الطيور.
كما تتضمن الأنشطة إجراء دراسات عن الطيور المهاجرة من خلال أعمال محطة ترقيم الطيور التي تم إنشاؤها بالمحمية بالتعاون مع الخبرة البولندية في هذا المجال، والاستمرار في تنفيذ برامج التوعية البيئية لطلبة المدارس على اختلاف مراحلها بتنظيم زيارات للطلبة إلى المحمية خلال العام الدراسي، واستقبال مجموعات من السياح الأجانب في زيارات غير منتظمة إلى المحمية.