الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مدير عام متحف النسيج يستعرض حكاية مفتاح الحياة الفرعوني المنسوج على رداء قبطي

صدى البلد

إذا ذهبت عزيزي القارئ لمتحف النسيج في شارع المعز وتجولت فيه، قد تتعجب عندما تجد رمزا فرعونيا علي بعض قطع النسيج القبطي فيه!!وهذا العجب قد يزول عندما تعرف لماذا اتخذ المسيحيون هذا الرمز ضمن زخارف النسيج الخاص بهم، وخاصة في فترة الاضطهاد الذي تعرضوا له قبل عدة قرون.

القصة كشفها لنا د.أشرف أبو اليزيد مدير عام المتحف، وذلك من خلال تفاصيل قطعتين من ضمن 5 قطع من نسيج جبانة البجوات بالخارجة، وتعرض للمرة الأولي في المتحف،وذلك في المعرض المقام حاليا بالمتحف بعنوان"الله محبة"ومستمر حتى مارس المقبل.

أحد هذه القطع عبارة عن غطاء رأس لصبي من نسيج الكتان، وزين بعلامة عنخ الهيروغليفية"رمز الحياة في مصر القديم" بخيوط من الصوف الأحمر والأزرق،وربما إستخدمت هذه العلامة هنا لقرب الشبه بينها وبين الصليب،وذلك في البدايات خوفا من الإضطهاد، والقطعة تنتمي للفن القبطي"القرن 4 م".

وقال أبو اليزيد أن القطعة الثانية عبارة عن وشاح من نسيج الكتان السادة ينتهي بشراشيبوشريط من السداة الحرة"كعنصر زخرفي"،وزين الوشاح بعلامة عنخ وإن كانت مطموسة بعض الشيئ،وبداخلها صليب من النسيج الوردي،موضحا أن كلاهما يعبر عن التلاحم بين الموروث القديم والعقيدة الجديدة"فن قبطي – القرن الرابع الميلادي".

وبالعودة للتاريخ، فإن مفتاح الحياة"العنخ"هو رمز الحـياة الأبديـة عند قدماء المصريين، وكان يستعمله المصريين الفراعنة كرمز للحياة بعد الموت، وكان يحمله الآلهة وملوك الفراعنة، ويخطئ البعض حينما يخلط بين مفتاح الحياة والصليب المسيحي، بسبب التشابه النسبي بينهما،إلا أن مفتاح الحياة ظهر قبل استعمال المسيحيين للصليب بآلاف السنين.

ومفتاح الحياة كثيرًا ما يظهر في لوحات المقابر المصرية، وغالبًا يظهر في الصور التي تمثل البعث من الموت للمتوفي صاحب المقبرة،وجرى في كثير من الأحيان حمل المصريين لمفتاح الحياة كتميمة وحده أو مع اثنين من الطلاسم التي ترمز للقوة والصحة،وقد صنع قدماء المصريين مرايا معدنية على شكل مفتاح الحياة لأسباب زخرفية ترمز إلى وجهة نظر دينية.

وقد تأثرت العديد من الثقافات الأجنبية بمفتاح الحياة المصري،حيث ظهر في كثير من الأحيان على العملات المعدنية القديمة في قبرص وآسيا الصغرى،كما أنه حاليا يستخدم مفتاح الحياة لتمثيل كوكب الزهرة الذي يمثل بدوره الإلهة فينوس أو أفروديت عند الغربيين.