الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انشراح موسى.. حكاية جاسوسة لم يملأ عينيها سوى دولارات الصهاينة

انشراح موسى
انشراح موسى

أرخت رواية الكاتب عبد الرحمن فهمي "إبراهيم وانشراح" لأحد أهم الملفات في تاريخ الجاسوسية على هامش الحرب بين مصر وإسرائيل في فترة حكم الرئيس محمد أنور السادات.

تحولت الرواية فيما بعد إلى مسلسل درامي مصري، قامت ببطولته الفنانة إسعاد يونس التي لعبت دور الشخصية المحورية في المسلسل الجاسوسة" نرجس محمود عبد المنعم" كناية عن بطلة الأحداث الواقعية انشراح موسى.

إبنة صعيد مصر المولودة في المنيا، عام 1937، لم تقنع بحال أسرتها المتوسط ولم تحفظ للوطن حقه في مشاعر الإنتماء، فصارت أحد الأمثلة الوقحة في الخيانة والجاسوسية هي وأسرتها.

في حفل زفاف أحد أقاربها تعرفت على شاب من مدينة العريش من مواليد عام 1929م يدعى إبراهيم سعيد شاهين، وبعد أيام قليلة تقدم للزواج منها، وانتقلت للعيش في العريش.

الثراء السريع أوقع زوجها إبراهيم في قضية رشوة مستغلا عمله في حسابات مديرية العمل بالعريش، لتحكم عليه المحكمة بالسجن 3 شهور يخرج بعده لتتغير حياة الأسر بالكامل.

وقع الزوج في فخ الاستقطاب الصهيوني من جانب الموساد، فبادر بمساعدة الإسرائيليين مقابل مغريات مادية متعددة في الوقت الذي لم يكن يملك عنده ثمن سجائره.

تحكي الروايات عن إبراهيم أنه سافر شاهين إلى بئر سبع وهناك تغير المشهد، إذ تحول إلى جاسوس لإسرائيل وعينًا لها على وطنه.

وعندما رجع إلى بيته محملًا بالهدايا لزوجته وأولاده، دهشت انشراح وسألته عن مصدر النقود فهمس لها بأنه أرشد اليهود عن مخبأ فدائي مصري فكافئوه بألف دولار، بهتت الزوجة البائسة لأول وهلة ثم سرعان ما عانقت زوجها سعيدة بما جلبه لها، وقالت له في امتنان كانوا سيمسكونه لا محالة إن عاجلًا أم آجلًا، فسألها في خبث ألا يعد ذلك خيانة ؟فغرت فاها وارتفع حاجباها في استنكار ودهشة وأجابت مستحيل كان غيرك سيبلغ عنه ويأخذ الألف دولار أنت ما فعلت إلا الصح، ومن هنا بدأت قصة انشراح مع الجاسوسية.

تعطلت في أحد المرات المفاتيح الخاصة بجهاز الإرسال مع زوجها، فعرضت انشراح السفر إلى إسرائيل لإحضار مفاتيح أخرى، وسافرت بالفعل يوم 26 يوليو 1974 وأعجبت بجرأتها القيادات الإسرائيلية، ومنحوها مكافأة 2500 دولار مع زيادة الراتب للمرة الثالثة إلى 1500 دولار شهريًا.

وأثناء وجود انشراح في إسرائيل، كانت هناك مفاجأة خطيرة تنتظرها في القاهرة فعندما كان زوجها إبراهيم يحاول إرسال أولى برقياته إلى إسرائيل بواسطة الجهاز – استطاعت المخابرات المصرية التقاط ذبذبات الجهاز بواسطة اختراع سوفييتي متطور جدًا اسمه (صائد الموجات) وقامت القوات بتمشيط المنطقة بالكامل بحثًا عن هذا الجاسوس. ومع محاولة تجربة الجهاز للمرة الثانية أمكن الوصول لإبراهيم بسهولة.

وفي فجر 5 أغسطس 1974 كانت قوة من جهاز المخابرات المصرية تقتحم منزل إبراهيم شاهين، وبتفتيش البيت عثروا على جهاز اللاسلكي ونوتة الشفرة. والتزم إبراهيم الصمت وخضع للتحقيق في مبنى المخابرات العامة، بينما بقيت قوة من رجال المخابرات في المنزل مع أولاده الثلاثة تنتظر وصول انشراح.

وعلى طائرة إيطاليا رحلة 791 في 24 أغسطس 1974، وصلت انشراح إلى مطار القاهرة الدولي قادمة من روما بعد شهر كامل بعيدًا عن مصر، واستقلت تاكسيًا إلى المنزل ليتم القبض عليها، وقادوها مع ولديها إلى مبنى المخابرات وهناك جرى التحقيق مع الأسرة كلها.

وكان رواد موقع التواصل الاجتماعي، تداولوا صورا لصحيفة إسرائيلية تظهر الجاسوسة انشراح موسى وهي تعمل بأحد الفنادق في تل أبيب بعد خروجها من السجون المصرية عقب إعدام زوجها وسفرها الى تل أبيب.

وأكد مستخدمو مواقع التواصل أن الدور الذي قدمته الفنانة إسعاد يونس في المسلسل الشهير بئر سبع الذي روى بعض التفاصيل الحقيقة عن تلك الجاسوسة، هو جزء من حياة انشراح موسى.