EN
يعد حرق "اللمبي" أحد أبرز الطقوس التي يحرص عليها الشعب البورسعيدي احتفالًا بـ"شم النسيم"، "دُمى اللمبي" تمثل شخصيات مكروهة شعبيًّا يتم حرقها كل عام كطقس احتفالى تنفرد به بورسعيد.
ترجع تسمية الدمية بـ"اللمبي" كتحريف لاسم اللورد "إدموند هنري ألنبي" المندوب السامي لبريطانيا بمصر في عام 1917 الذي عرف ببطشه بالمصريين، وكان من المفترض أن يستقبل ألنبي في ليلة شم النسيم ببورسعيد، لكن البورسعيدية رفضوا استقباله وقاموا بعمل مظاهرة مضادة كبيرة، مرددين أغنية شعبية تقول "يا ألمبى يا بن حلمبوحة .. مين قالك تتجوز توحة"، وأحرقوا فيها دمية تمثل اللورد.
ومنذ ذلك الوقت وأصبحت فكرة حرق اللمبي أو الاستهزاء به موروثًا شعبيًّا ببورسعيد، ينتقد بها البورسعيدية كل عام في ليلة شم النسيم ظاهرة سياسية أو اجتماعية مختلفة وذلك في احتفالات جمة تجتاج المحافظة ويحضرها الآلاف على نغمات السمسمية.
اللمبي ليست هى الشخصية التى تم تجسيدهافى بعض الأعمال الفنية ’’اللمبى‘‘، إنما هى ذكرى لكل مواطن بورسعيدي تذكره بصرخته فى وجه كل ظالم لشعب مصر، سخرية صاحب الحق من فاسد استبد على ضعيف، حرق كل رموز الطغيان.
تصنع دمى اللمبي من الفوم والحديد والكارتون، وترتدي الملابس وباروكة الشعر.
وعلى مدار مائة عام تقريبًا تغيرت وجوه اللمبي لتطول شخصيات سياسية أحرقت مثل رئيسا وزراء إسرائيل "آرييل شارون، وبينيامين نتنياهو" وشخصيات محلية إضافة إلى موضوعات رمزية مثل الفساد والدروس الخصوصية، وشخصيات رياضة وحكام كرة القدم.
وتوقفت عادة الحرق فى بورسعيد منذ أعوام بعد قرار المحافظ الأسبق اللواء مصطفى صادق ، بسبب توصيل الغاز الطبيعى للمنازل، مما يعنى أن اندلاع حريق اللمبى فى الشوارع قد ينبئ بكارثة حقيقية، إذا امتدت النيران لأحد أنابيب الغاز.
وهناك فنانان تشكيليان يبدعان كل عام في عمل مهرجانين للألمبيات وينتظر أهالي المحافظة أعمالها بشغف، وهما الفنان "محسن خضير" وهو من نسل عائلة خضير، وهي إحدى أكبر عائلات المحافظة الفنية والثقافية، وله باع من عشرات السنوات في صناعة دمية الألمبي، والفنان الثاني هو الفنان الشاب "محمد السعيد" ويأتي له المواطنون خصيصا من كل بورسعيد.
تحية تقدير وإعزاز على مجهودهما المتواصل فى الحفاظ على موروثاتنا الثقافية.
جدير بالذكر أن محافظة بورسعيد تعتاد في كل عام أن تنظم تلك الاحتفالية في ليلة شم النسيم مساء يوم الأحد، وتستمر حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الذي يليه الإثنين.
