تجري مفاوضات التسوية بين حماس وإسرائيل، هذه الأيام بوتيرة سريعة، وسط أجواء يلفها التفاؤل عبر قنوات سرية، وفي الوقت الذي ترفض إسرائيل التطرق إلى هذه المفاوضات بشكل رسمي، يتم بلورة مبادرة جديدة تهدف إلى وقف إطلاق النار، وإقامة علاقات حقيقية بين الجانبين، أو على وجه الخصوص بين مستوطنات غلاف غزة وقطاع غزة ذاته، بحسب ما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
ونشرت الصحيفة تقريرا حول الخطة الخاصة بالتنمية الاقتصادية الاقليمية بين السلطات المحلية في غلاف غزة وبين نظيرتها في القطاع. وتتضمن الخطة إقامة مشروعات على طول الحدود مع قطاع غزة. وتقوم الفكرة على إنشاء مشروعات داخل الأراضي التي تسيطر عليها إٍسرائيل، لكن العاملين فيها سيكونوا فلسطينيين. وبناء على ذلك سوف تتحسن الأحوال المعيشية لسكان القطاع، فيما تحصل المجال البلدية المحلية على مصادر دخل جديدة.
وعلى جدول الأعمال المشروع، هناك 5 مشروعات كبيرة، منها 3 مناطق صناعية، مساحة 2 منهم حوالي 2000 دونم لكل منهما، فيما تبلغ مساحة الثالثة حوالي 1500 دونم، وسيتم إقامتهم على طول الحدود مع قطاع غزة من الناحية الإسرائيلية، فيما ستتيح المصانع التي سيتم إنشاءها داخل هذه المناطق الصناعية فرص عمل للآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة.
المشروع الرابع عبارة عن إقامة محطة توليد كهرباء تمد الكهرباء إلى المستوطنات المتاخمة للقطاع في الجانب الإسرائيلي، ولسكان قطاع غزة، بالإضافة إلى مشروع لإقامة لتوليد الطاقة من النفايات، ووفقا للخطة سيتم نقل النفايات من غزة عبر حزام ناقل طويل إلى منشأة نفايات على الجانب الإسرائيلي، حيث ستتعرض لعملية حرق، يتم خلالها توليد الكهرباء، التي يتم نقلها إلى قطاع غزة. ولفتت الصحيفة إلى أنه قطاع غزة لا يوجد به كهرباء جاليا في معظم ساعات اليوم، وأن المبادرتين يمكن أن تحسنا الوضع في القطاع بشكل دراماتيكي.
وبحسب يديعوت احرونوت، يمكن الانتهاء من المشروع في غضون 4 سنوات، حسب التقديرات الأولية، لكن هذا الأمر مرهون بعملية الهدوء الأمني في مستوطنات غلاف القطاع. لافتة إلى أن الجانب الفلسطيني لم يكن على صلة بالمشروع، لكن هناك تقديرات إٍسرائيلية بأن الفلسطينيين سيرحبون بالتعاون معها، خاصة وأن هناك الآلاف من الفلسطينيين يدخلون إسرائيل يوميا بتصريحات عمل خاصة، حيث يفترض الجانب الإٍسرائيلي أن المواطن لن يقول لا لمزيد من فرص العمل.
الجدير بالذكر أن هذه المشروعات تشكل نموذجا مصغرا لخطة بنيامين نتنياهو للسلام مع الجانب الفلسطيني والتي يطلق عليها "السلام الاقتصادي" والتي تشكل حجر الأساس لصفقة القرن التي يطرحها الجانب الأمريكي، وتتضمن إغراء الفلسطينيين بالحوافز الاقتصادية من أجل رفع مستوى المعيشة بهدف ثنيهم عن مهاجمة أهداف إسرائيلية على خلفيات قومية.