الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اللي معاه قرش محيره.. مثل شعبي ظن المماليك أنه يدخل الجنة

اللى معاه قرش ومحيره..
اللى معاه قرش ومحيره.. مثل شعبي ظن المماليك أنه يدخل الجنة

"اللى معاه قرش محيره.. يجيب حمام ويطيره".. مثل شعبي تعود جذوره، ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﻤﻤﻠﻮكى، حيث كانت ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺎﺩﺓ حرﺹ الأغنياء ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺎهرﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻤﺎﺭﺳﺘﻬﺎ ، ﻭهى شراء ﺍﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮ المحبوسة ﻣﻦ سوق الدجاج، وإطلاق سراحها كنوع من أنواع البر إيمانا منهم بأن العصافير تسبح بحمد الله، ومن أعتق عصفورا دخل الجنة؛ فأطلق عليهم العامة هذا المثل، كنوع من التهكم والسخرية.

حكم تربية العصافير

قالت دار الإفتاء، إن الانتفاع بالحيوان جائز شرعا، كما يكون بالأكل والحلب والركوب وحراثة الأرض، يكون أيضا بـ"جمال صوته" كما في البلابل، و"صورته ولونه" كما في الطواويس.

وأوضحت دار الإفتاء، أن التنعم بمثل هذا يُعدُّ من الأمور التحسينية المباحة، فهو ضرب من الانتفاع بنعم الله سبحانه وتعالى وباب لتدبر جليل آياته في إبداع الخلق وإتقان الصنع، مستشهدة بقول الله تعالى: «ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ» [السجدة: 6، 7]، وقال سبحانه: «صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ» [النمل: 88].

وأضافت دار الإفتاء، أنه جاء في آيات القرآن الكريم ما يدل على جواز اقتناء الحيوانات وغيرها بقصد الانتفاع بحسنها والتحلي بها؛ طلبا لإدخال السرور على النفس، قال تعالى: «وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ» [النحل: 8]، وقال جل شأنه: «وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا» [النحل: 14].

الإنفاق على العصافير

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما أن الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه كان له أخ صغير يقال له: أبو عمير، وكان له نُغَرٌ يلعب به -أي طائر صغير يشبه العصفور، أحمر المنقار، وقيل: هو البلبل- فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا جاء فرأى أبا عمير لاطفه وقال له: «أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ».

وأوضحت دار الإفتاء، أن في الحديث دلالة ظاهرة على جواز لعب الصغير بالطير، وجواز ترك الأبوين ولدهما الصغير يلعب بما أبيح اللعب به، وجواز إنفاق المال فيما يتلهى به الصغير من المباحات، وجواز إمساك الطير في القفص ونحوه وقص جناح الطير؛ إذ لا يخلو حال طير أبي عمير من واحد منهما، وأيهما كان الواقع التحق به الآخر في الحكم.

6 أعمال في الدنيا تضمن لك دخول الجنة

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن هناك الكثير من الأحاديث في سُنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- التي تدعو إلى الصدق، وتأمر به.

وأوضح علي جمعة، عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه ورد عن عبادة بن الصامت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ، وعليكم بالصدق فإن الصدق بر ، والبر يهدي إلى الجنة ، وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا» . [رواه البخاري ومسلم].

واستشهد علي جمعة، بما ورد في صحيح ابن حبان قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «اضمنوا لي ستا أضمن لكم الجنة. اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم»، وفي مصنف ابن أبي شيبة ، عنه - صلى الله عليه وسلم- أنه قال : «يطوي المؤمن على الخلال كلها غير الخيانة والكذب».

وتابع علي جمعة،: وعن صفوان بن سليم قال : «قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم- : أيكون المؤمن جبانا ؟ قال : نعم . قيل : أفيكون بخيلا ؟ قال : نعم . قيل : أفيكون كذابا ؟ قال : لا ». [موطأ مالك]، وعن أبي ذر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «أول من يدخل الجنة التاجر الصدوق». [المصنف لابن أبي شيبة].

وأضاف علي جمعة، أنه قد امتدح رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الذين بلغوا في الصدق مبلغا من أصحابه فعن أبي ذر قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «ما تقل الغبراء ولا تظل الخضراء على ذي لهجة أصدق وأوفى من أبي ذر شبيه عيسى بن مريم». [صحيح ابن حبان].

ودلل علي جمعة، بما جاء في المستدرك على الصحيحين ،عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة وأن الكذب ريبة»، وقال - صلى الله عليه وسلم- : «كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك به مصدق وأنت له به كاذب»، [أبو داود والبيهقي]. وعنه - صلى الله عليه وسلم- أنه قال : «إن شرار الروايا روايا الكذب، ولا يصلح من الكذب جدًا ولا هزلًا، ولا يعد الرجل ابنه ثم لا ينجز له». [سنن الدارمي].

وأشار علي جمعة، إلى ما روي عن ابن عجلان «أن رجلا من موالي عبد الله بن عامر حدثه عن عبد الله بن عامر أنه قال : دعتني أمي يوما ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- قاعد في بيتنا ، فقالت : ها تعال أعطيك ، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : وما أردت أن تعطيه ؟ قالت : تمرا ، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : أما إنك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة» . [مصنف ابن أبي شيبة].

واستطرد علي جمعة: إذا تقرر ما سبق نعلم أن الصدق نجاة وقوة لأن الصادق لا يخشى من الإفصاح عما حدث بالفعل؛ لأنه متوكل على الله، والكذاب يخشى الناس، ويخشى نقص صورته أمام الناس، فهو بعيد عن الله، وقد قيل في منثور الحكم : الكذاب لص؛ لأن اللص يسرق مالك، والكذاب يسرق عقلك، وقال بعض الحكماء : الخرس خير من الكذب وصدق اللسان أول السعادة. وقيل : الصادق مصان خليل ، والكاذب مهان ذليل ، وقد قيل أيضا : لا سيف كالحق ، ولا عون كالصدق.