الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وادي النيل والشام وشبه الجزيرة العربية.. باحثة تكشف أسرار العصر الحجري القديم

صدى البلد

إذا كنت من محبي القراءة عن التاريخ والآثار،فإنك ستجد ضالتك في معرض الكتاب، حيث طرحت الدكتورة دعاء سيد إبراهيم مفتشة آثار بوزارة السياحة والآثار كتابا مهما عن فترة العصر الحجرى القديم، والذي يتناول وبعمق كل الجوانب البشرية والحيوانية والنباتية والمناخية وتقنيات الأدوات الحجرية الخاصة بهذا العصر.

الكتاب صادر عن دار السعيد للنشر والتوزيع فى صالة 1 جناح A14 بمعرض الكتاب، وقد جاء بعنوان "العصر الحجرى القديم الأسفل فى وادى النيل وبلاد الشام وشبه الجزيرة العربية"،ويتضمن دراسة شاملة لفترة العصر الحجري القديم فى المناطق الثلاث، ويتناول أقدم فترات ذلك العصر، وهى فترة العصر الحجرى القديم الأسفل فى ثلاث مناطق رئيسية وجوهرية من مناطق الشرق الأدنى القديم لتؤكد على دور مصر الحيوى خلال تلك الفترة.

وتأخذنا مؤلفة الكتاب في رحلة داخله،حيث قالت لنا أن العصر الحجري القديم الأسفل هو أقدم مراحل عصور ما قبل التاريخ، ويُعد أحد أهم الفترات إثارةً لاهتمام الباحثين في تاريخ الجنس البشري نظرًا لطول فترته الزمنية التى ترجع قدمًا لأكثر من ثلاث ملايين من السنين وحتى 200 ألف سنة مضت تقريبًا.

بالرغم من أن تتبع ودراسة تطور أقدم الأنواع شبه البشرية يرجع لفترات أقدم وحتى 30 مليون سنة مضت تقريبًا، كما أن هذه الفترة شهدت تطورات تقنية وإجتماعية مبكرة تمثل جزءًا هامًا فى تاريخ البشرية من الناحية الأنثروبولوجية والتقنية والاجتماعية.

ويتناول هذا الكتاب دراسة فترة هذا العصر فى ثلاث مناطق هامة وحيوية من مناطق الشرق الأدنى القديم, ألا وهى وادى النيل وبلاد الشام وشبه الجزيرة العربية، وقد تمت دراسة المناطق الثلاث من خلال نقاط رئيسة موحدة كى تمهد فى النهاية لعمل الدراسة المقارنة، والتى تهدف إلى التعرف على الصناعات والتقنيات الحجرية المميزة لكل منطقة, وعلى التشابهات التقنية أو الشكلية  فيما بينها إن وجدت, بغرض وضع تصور حول طبيعة العلاقات التي كانت قائمة بين المناطق الثلاث فى تلك الفترة والطرق الأكثر احتمالية للاستشارات شبه البشرية المبكرة التى حدثت بها للخروج من إفريقيا.

وقد سعت الباحثة إلى عمل دراسة مفصلة للعصر الحجري القديم الأسفل فى منطقة وادى النيل،نظرًا لأهمية موقعها فى نظريات الخروج الأول من إفريقيا، وقلة الدراسات التي تناولت هذه الفترة بالمنطقة بالتفصيل.

أما بالنسبة لمنطقتى بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية فقد تناولتهما بشكل مفصل نظرًا لمساحتهما الشاسعة، ووقوعهما فى تجاور مباشر مع الأراضي المصرية وثرائهما بالمواقع التي ترجع للعصر الحجري القديم الأسفل  والدراسات العديدة التي تمت عنهما قديما وحديثا.

وقد تناولت الباحثة في الدراسة بيئة ومناخ هذا العصر والانواع شبه البشرية والصناعات الحجرية وتقنياتها التى تواجدت،و نظرية "الخروج الاول من إفريقيا" من حيث نشأتها، وعناصرها المختلفة التى تتكون من عدة نقاط، وهى: التساؤلات حول من النوع شبه البشرى الأكثر ترجيحًا للقيام بهذه الخروجات المبكرة وتوقيتاتها، وما هى أشكال هذه الانتشارات والأسباب التى دفعت إليها، ومن أى إتجاه تم هذا الخروج وأكثر الطرق إحتمالًا،وأخيرًا ما هى طرق تكيف هذه المجموعات المبكرة مع البيئات الجديدة والتى ضمنت لها الاستمرارية والبقاء بعد خروجها من إفريقيا.