مع دقات تمام الثانية عشر ظهرا، ودع مطار القاهرة الدولي، آخر إقلاع لرحلة طيران دولية من الأراضي المصرية، قبل تطبيق قرار الحكومة بتعليق رحلات الطيران من وإلى المطارات المصرية، لوقف زحف تفشيالفيروس القاتل "كورونا المستجد" في معظم دول العالم.
الإقلاع الأخير من مطار القاهرة الدولي، قبل الساعة الحاسمة بإطلاق صافرة تعليق الرحلات الجوية، كان من نصيب شركة طيران النيل، التي سيرت رحلة خاصة مؤجرة لصالح مواطنين مكسيك، لإجلائهم ونقلهم إلى بلدهم قبل غلق المطار أمام الطيران الدولي.
وقفت الرحلة رقم No3111 التابعة لشركة طيران النيل، على الممر في تمام الساعة الحادية عشر وخمسة وخمسون دقيقة، وسط تأهب من ركابها البالغ عددهم نحو 125 مواطنا مكسيكي الجنسية، ينتظرون آخر شارة إقلاع من الأراضي المصرية في تمام الثانية عشر بعد أن نادى بهم قائد الطائرة لربط أحزمة الأمان، ليتجهوا بعدها إلى مطار العاصمة البريطانية لندن ومنها إلى دولة المكسيك.
لم تكن رحلة طائرة ركاب المكسيك الخاصة، الوحيدة التي ودعها مطار القاهرة اليوم الخميس، ولكن سبقتها في التوقيت رحلة منتظمة عادية تابعة لخطوط الطيران الإماراتية،غادرت إلى دبي في توقيتها المحدد للإقلاع من المطار علىمتنها عدد محدود من الركاب، دون العودة مرة أخرى، طوال فترة تعليق الرحلات.
مصادر مطلعة بمطار القاهرة، كشفت أن رحلة المواطنين المكسيك، تم ترتيبها في الساعات الأخيرة قبل قرار الإغلاق مع شركة طيران النيل الخاصة، بعد طلب المواطنين المكسيك العودة إلى بلادهم قبل ساعات وقف الطيران.
وأكدت المصادر، أن رحلة طيران النيل، سوف تنقل المواطنين وتعود خلال الساعات القليلة القادمة دون ركاب، تطبيقا لقرار الحكومة بتعليق الرحلات إلى المطارات المصرية، الذي بدأ اليوم ويستمر وحتى نهاية مارس الجاري، ضمن خطة الدولة المصرية لكبح جماح الفيروس المتفشي في معظم دول العالم، ولكن ذاك القرار الحكومي استثنى خمس حالات حددتها سلطة الطيران المدني المصري، لتؤكد بهم أن الأجواء المصرية مفتوحة ولن تغلق خلال فترة التعليق، ولكن مقصد القرار هو عدم استقدام ركاب أجانب إلى داخل البلاد.
تلك الحالات التي أعلنتها سلطة الطيران المدني المصري، تمثلت في السماح لشركات الطيران التي تقوم بنقل الأفواج السياحية بأخذ الركاب السابق قدومهم بعد استكمال البرامج السياحية المخططة والسابق الموافقة عليها من سلطة الطيران المدنى على أن تصل الرحلات فارغة وتغادر بركابها، وأيضا يصرح برحلات الهبوط الفني للتزودبالوقود فقط دون مبيت الطائرة أو نزول الطاقم والركاب، والسماح أيضا لرحلات الإسعاف الدولية من وإلى جمهورية مصر العربية، فضلا عن تأكيد السلطة على استمرار الرحلات الداخلية بين المطارات المصرية، ورحلات الشحن الجوي الدولية من وإلى الأراضي المصرية.
وخلال فترة تعليق الرحلات، لن تبقى المطارات المصرية خاوية، ولكن سوف يتم استغلال تلك الفترة في تعقيم وتطهير المطارات، حسبما صرح الطيار محمد عبدالنبي منار وزير الطيران المدني، الذي أكد أن المطارات المصرية سوف تستمر في عمليات التعقيم والتطهير باستمرار داخل صالات الركاب والسفر والاستراحات وكافة مناطق العمل داخل مباني ركاب كافة المطارات المصرية، خاصة في ظل استمرار عمليات تشغيل الطيران الداخلي والشحن الجوي، بالإضافة إلى رحلات الطيران العارض "الشارتر" القادمة لنقل الأفواج السياحية المتواجدة حاليا في مصر بعد انتهاء البرامج السياحية الخاصة بهم.
جدير بالذكر، أن رئاسة مجلس الوزراء، أعلن وقف رحلات الطيران إلى المطارات المصرية، اعتبارا من اليوم الخميس الموافق 19 مارس وحتى أواخر مارس الجاري، ضمن خطة الحكومة المصرية لكبح جماح فيروس كورونا المستجد المتفشي بين معظم دول العالم، خاصة بعد فشل محاولات الوقف الجزئي لرحلات الطيران مع بعض الدول التي جرت خلال الفترة الماضية من قبل معظم البلدان الذي سجلت إصابات وبينهم مصر، في محاولة لمنع تسلل مزيد من الحالات داخل البلاد.