الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اللهم إنك عفو تحب العفو.. تعرف على فضل ليلة القدر

اللهم إنك عفو تحب
اللهم إنك عفو تحب العفو.. تعرف على فضل ليلة القدر

ليلة القدر لها فضل عظيم ووردت فيها أحاديث نبوية ، منها عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ». صحيح البخاري (2014).

من علامات ليلة القدر طلوع الشمس دون شعاعٍ في صباح اليوم التالي لها؛ فقد ورد عن أبيّ بن كعب -رضي الله عنه-: (وآيةُ ذلك أنْ تَطلُعَ الشَّمسُ في صَبيحَتِها مِثلَ الطَّسْتِ، لا شُعاعَ لها، حتى تَرتفِعَ  اعتدال الجوّ فيها؛ فلا يُوصف بالحرارة، أو البرودة؛ إذ رُوِي عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: (ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سمِحَةٌ، طَلِقَةٌ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ، تُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراءَ) النقاء والصفاء؛ فقد رُوي في أثرٍ غريبٍ عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-: (أمارَةَ ليلةِ القدْرِ أنها صافيةٌ بَلِجَةٌ كأن فيها قمرًا ساطعًا ساكنةٌ ساجيةٌ لا بردَ فيها ولا حرَّ ولا يحِلُّ لكوكبٍ يُرمى به فيها حتى تُصبِحَ، وإن أمارتَها أنَّ الشمسَ صبيحتَها تخرُجُ مستويةً ليس لها شُعاعٌ مثلَ القمرِ ليلةَ البدرِ ولا يحِلُّ للشيطانِ أن يخرُجَ معَها يومَئذٍ) نزول الملائكة أفواجًا؛ فقد قال -تعالى-: تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ)،ورُوِي عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: وإن الملائكةَ تلك الليلةَ أَكْثَرُ في الأرضِ من عَدَدِ الحَصَى).

علامات ليلة القدر الصحيحة

 قراءة القرآن في ليلة القدر يستحَب للمسلم تلاوة آيات القرآن الكريم وترتيلها في شهر رمضان، ولا يُشترَط خَتمه كاملًا في تلك الليلة، إلّا أنّه ينال أجرًا عظيمًا، وفضلًا كبيرًا إن خَتمه؛ فالقيام لا يقتصر على الصلاة، بل يكون بأداء مختلف أنواع العبادات، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).


علامات ليلة القَدر الصحيحة ذكر العُلماء العديد من العلامات التي تكون في ليلة القدر، ومن هذه العلامات ما يأتي: تكون السماء فيها صافية ساكنة، ويكون الجوّ فيها معتدلًا؛ غير بارد ولا حارّ، وتخرج الشمس في صباحها من غير شُعاع تُشبه القمر في ليلة البدر؛ لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أنَّهَا تَطْلُعُ يَومَئذٍ، لا شُعَاعَ لَهَا  والشُّعاع هو: الضوء الذي يُرى عند بداية خروجها، ويكون كالحبال، أو القضبان التي تُقبل إلى الشخص الذي ينظر إليها  تمتاز بالسكينة والطمأنينة، وراحة القلب، ونشاطه لأداء الطاعة، وتلذُّذه بالعبادة أكثر من الليالي الأخرى؛ وذلك بسبب تنزُّل الملائكة بالسكينة على العباد، قال -تعالى-: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ*سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) وهي ليلة لا يُرمى فيها بنجم؛ لحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (ليلةُ القدرِ ليلةٌ بَلْجَةٌ ، لَا حارَّةٌ ولَا بَارِدَةٌ ، ولَا سَحابَ فِيها ، ولَا مَطَرٌ ، ولَا ريحٌ ، ولَا يُرْمَى فيها بِنَجْمٍ).

وتكون في ليلة من ليالي الوتر في رمضان، في العشر الأواخر منه؛ لحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (وَقَدْ رَأَيْتُ هذِه اللَّيْلَةَ فَأُنْسِيتُهَا، فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، في كُلِّ وِتْرٍ)  ويشعر بها المؤمنون بشعور داخليّ، وذلك بما يُنعم الله عليهم من نشاط في هذه الليلة، علما أن أفضل ما يدعو به المسلم في هذه الليلة إن شعر بها هو قول: "اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي"؛ لِما رُوي عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنّها سألت النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فقالت: (يا رسولَ اللهِ، أرأَيْتَ إنْ علِمْتُ أيَّ ليلةٍ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي).


 أمارة ليلة القدر

وتعتبر ليلة القدر، إحدى أهم الليالي في العام لدى المسلمين في كل أماكن تواجدهم، ففيها نزل القرآن الكريم على سيدنا محمد، كما جاء في سورة القدر، وفيها تنزل الملائكة بالرحمة حتى مطلع الفجر، وكذلك هي ليلة خير من ألف شهر.

 فضل ليلة القدر

فضل ليلة القدر ليلة القدر ليلة مباركة وعظيمة، ومليئة بالثواب والأجر الكبير في ميزان الحسنات، كما أنزل الله سبحانه تعالى القرآن فيها، قال تعالى إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، ويكتب الله فيها للناس أرزاقهم وآجالهم خلال العام، ويكثر فيها النجاة من العذاب وتحبس الشياطين وتنزل فيها الملائكة والرحمة الى الأرض قال تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ}.


 كما يكثر فيها أعمال الخير والبر والطاعة، وفيها أيضًا الغفران من الذنوب والخطايا، والأجر الكبير عند الله، وتكون هذه الليلة خالية من الشر والأذى، ويسود فيها الأمن والسلامة، ويكون العمل الصالح ذا قدر كبير وعظيم عند الله و خيرًا من العمل في ألف شهر أخر. علامات ليلة القدر إن لهذه الليلة العظيمة علامات كثيرة فمنها قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة كما أن هذه العلامة لا يشعر بها إلا من كان في البر بعيدًا عن الأنوار، وكما يشعر المسلم في تلك الليلة بالطمأنينة في القلب، وانشراح الصدر، فقد يجد المؤمن بانشراح في صدره وطمأنينة أكثر مما يجدها في الليالي الأخرى. والرياح تكون هادئة وساكنة ولا يأتي عواصف في تلك الليلة المباركة، والشمس تشرق من صبيحتها بدون شعاع، حيث دلل على ذلك أبو كعب في حديثه أنه قال: أخبرنا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: "أنّها تطلع يومئذٍ لا شعاع لها"، كما يقل فيها نبح الكلاب، ويجد الإنسان لذة ونشاطًا أكثر من غيرها من الليالي للقيام والصلاة.

 سبب تسمية ليلة القدر

سبب تسمية ليلة القدر سبب تسمية القدر بهذا الاسم اختلف العُلماء في سبب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم، وبيان آرائهم فيما يأتي: القَدْر من العظمة؛ فهي ليلة عظيمة. القَدْر من الضيق؛ فهي ليلة تُصبح فيها الأرض ضيّقة؛ لكثرة ما فيها من الملائكة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ الملائِكةَ تلْكَ الليلةَ في الأرْضِ أكثَرُ من عدَدِ الحَصَى".


 القَدْر ليلة تُقدَّر فيها الأشياء إذ يطلع الله فيها الملائكة على تقديره لأمور السنة، قال -تعالى: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ).

 القَدْر ليلةٌ نزل فيها الكتاب صاحب القَدْر، مع ملك ذي قَدْر، قال -تعالى-: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ القَدْر ليلة عظيمة من حيث الشرف والقدر؛ لأنّ الله -تعالى- أنزل فيها القُرآن، لقوله -تعالى إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، القَدْر والشرف الذي يكون للعامل فيها؛ فالطائع والعابد في هذه الليلة يصبح ذا قَدْر وشرف.القَدْر في العبادة؛ أي أنّ العبادة فيها لها قَدْر عظيم.

 منزلة ليلة القدر

 منزلة ليلة القدر يُعَدّ شهر رمضان فرُصة يُمكن للمُسلم أن يستغلّها في التقرُّب إلى الله -تعالى-؛ بالعبادة والطاعة، وقد اختصّ الله -تعالى- أُمّة النبيّ مُحمد -صلّى الله عليه وسلّم- وفضّلها على سائر الأُمم، وأنزل إليهم القُرآن الكريم في ليلة القدر، وجعل العمل فيها أفضل من العمل في ألف شهر ممّا سواها، كما أنّ جبريل -عليه السلام- يتزّل فيها ومعه عدد كبير من الملائكة بإذن الله -تعالى-؛ ليقضوا ما أمر الله به، وفي هذه الليلة بدأ الله -تعالى- تقدير دينه، وحدَّد الله فيها دعوة النبيّ؛ فهي ليلة ذات قدر وشرف وكرامة؛ إذ أعلى الله فيها من منزلة النبي محمد -صلى الله عليه وسلّم-، وأرسله برسالة الإسلام وأنزل عليه القرآن، وقد جاء الكلام من الله -تعالى- بعُلوّ هذه الليلة بلفظ صريح؛ يقول الله -عزّ وجلّ-: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ)؛ فلا أحد يعرف قيمتها ولا فضلها إلّا ما أخبر الله به البشر من بركتها.


اقرأ أيضًا:

أدعية ليلة القدر

إن الدعاء من الأعمال العظيمة التي يؤديها المسلم في العشر الأواخر من رمضان، وقد حث النبي -صلى الله عليه وسلم- على الإكثار من الدعاء بقول: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني"، فقد رُوي عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قال: (يا رسولَ اللَّهِ، أرأيتَ إن وافقتُ ليلةَ القدرِ ما أدعو؟ قالَ: تقولينَ: اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي)، ويستحب للمسلم أن يكثر من الدعاء في هذه الليالي العظيمة بما أحب من الدعاء، وخاصة الأدعية المأثورة والجامعة، وفيما يأتي ذكر مجموعة من الأدعية المأثورة عن النبي المصفى صلى الله عليه وسلم: (اللَّهمَّ إنِّي عَبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمتِك، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حكمُكَ، عدْلٌ فيَّ قضاؤكَ، أسألُكَ بكلِّ اسمٍ هوَ لكَ سمَّيتَ بهِ نفسَك، أو أنزلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ بهِ في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صَدري، وجَلاءَ حَزَني، وذَهابَ هَمِّي).


 (اللَّهمَّ عالِمَ الغَيبِ والشَّهادةِ، فاطرَ السَّمواتِ والأرضِ، رَبَّ كلِّ شيءٍ ومَليكَهُ، أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا أنتَ، أعوذُ بِكَ مِن شرِّ نفسي وشرِّ الشَّيطانِ وشِركِهِ)..

 (اللهمَّ إنِّي أسألُكَ مِنَ الخيرِ كلِّهِ عَاجِلِه وآجِلِه ما عَلِمْتُ مِنْهُ وما لمْ أَعْلمْ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كلِّهِ عَاجِلِه وآجِلِه ما عَلِمْتُ مِنْهُ وما لمْ أَعْلمْ، اللهمَّ إنِّي أسألُكَ من خَيْرِ ما سألَكَ مِنْهُ عَبْدُكَ ونَبِيُّكَ، وأعوذُ بِكَ من شرِّ ما عَاذَ بهِ عَبْدُكَ ونَبِيُّكَ، اللهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنةَ وما قَرَّبَ إليها من قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ، وأعوذُ بِكَ مِنَ النارِ وما قَرَّبَ إليها من قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ، وأسألُكَ أنْ تَجْعَلَ كلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لي خيرًا.. للهمَّ اقسمْ لنا من خشيتِك ما يحولُ بيننا وبين معاصيكَ، ومن طاعتِك ما تبلغُنا به جنتَك، ومن اليقينِ ما يهونُ علينا مصيباتِ الدنيا، ومتعنَا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوتِنا ما أحييتَنا، واجعلْه الوارثَ منا، واجعلْ ثأرنا على منْ ظلمَنا، وانصرْنا على منْ عادانا، ولا تجعلْ مصيبَتنا في دينِنا، ولا تجعلِ الدنيا أكبرَ همِّنا، ولا مبلغَ علمِنا، ولا تسلطْ علينا منْ لا يرحمُنا.


عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُرُوا لَيْلَةَ القَدْرِ فِي المَنَامِ فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ، فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيهَا فَلْيَتَحَرَّهَا فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ». صحيح البخاري (2015)، صحيح مسلم (1165).

المعنى الإجمالي للحديث:
شرع الله سبحانه للمسلمين الراغبين في تحصيل الثواب ونيل الدرجات أن يجتهدوا في إدراك ليلة القدر، وما ذلك إلا لفضلها وشرفها، فإنها ما سميت كذلك إلا لعلو قدرها، وهي منقبة لم تحظ بها ليلة من الليالي غيرها، قال عز وجل: {ليلة القدر خير من ألف شهر} أي من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر؛ لأن الشيء لا يكون خيرا من نفسه، ومن عدة أمثاله معه.

وأنزل الله تعالى في فضلها سورة كاملة تسمى باسمها: سورة القدر، في كل آية منها منقبة من مناقبها، من هنا اجتهد الصحابة في طلبها، وانتقلت رغبتهم في الطلب إلى أن تملكت هذه الرغبة من قلوبهم وعقولهم وكل مشاعرهم، فرأى رجال منهم ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر من رمضان، ولما أصبحوا أخبروا النبي صلى الله عليه وسلم بما رأوا، والنبي صلى الله عليه وسلم كان من عادته أنه إذا صلَّى الغداة يلتفت إلى أصحابه ويقول: من رأى منكم رؤيا البارحة؟، فيحدثه كل إنسان بما رأى، إن كان خيرًا قصه عليه وأوله له النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخروه قال لهم: «أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ، فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيهَا فَلْيَتَحَرَّهَا فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ». وهذا يعني أن قلوب هؤلاء الرجال لم تخطئ الصواب، وأن الوحي قد نزل موافقًا لهم، فهي منقبة لهؤلاء، وبسبب ذلك أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن طلب تحريها والاجتهاد في ذلك.

ويجب على كل مسلم أن يغتنم العشر الأواخر في طلب ليلة القدر، وأن يبذل من نفسه وماله لله تعالى  فيها قدر المستطاع؛ ليهنأ بشرف تحصيلها، فإن في إخفاء وقتها تحديدا حكمة عظيمة لينشط الناس في الطاعة، ويصدقوا في الطلب، فإن الناس لو علمت يقينا بوقتها لما نشطت إلا في وقتها، وبالتالي يحدث التكاسل والتراخي وربما ترك الصلاة بالكلية في غير هذا الوقت، فكان من المصلحة أن يخفى علينا محل هذه الليلة من بين الليالي؛ حتى يكون محل الاجتهاد واسعًا مدة عشر ليال على الصحيح.

ما يستفاد من الحديث:
1- الحث على طلب ليلة القدر.
2- أرجى أوقات ليلة القدر.
3- احتساب الأجر عند الله تعالى من علامات القبول.
4- بلاغة الأسلوب النبوي في الحديث الشريف.
5-عظيم فضل الله تعالى الواسع وإنعامه السابغ.