EN 
قال الشيخ محمد وسام، مدير الفتوى المكتوبة وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الأكل باليمين ليس واجبًا، وإنما هو من الآداب والمُستحبات التي ينبغي فعلها ولا يأثم تاركها.
وأضاف «وسام» في إجابته عن سؤال: «ما حكم الأكل باليد اليسرى وهل هو حرام؟»، أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم لما أَكَلَ رجل عنده بِشِمَالِهِ فَقَال : كُلْ بِيَمِينِكَ قَالَ لا أَسْتَطِيعُ . قَالَ : لا اسْتَطَعْتَ مَا مَنَعَهُ إِلاالْكِبْرُ، قَالَ فَمَا رَفَعَهَا إِلَى فِيه»، أي أصابه العجز، وقال العلماء أنه أصابه العجز ليس لأنه أكل بشماله.
وتابع: وإنما لأنه لما أمره النبي -صلى الله عليه وسلم- فادعى عدم الاستطاعة، كان كاذبًا، فعندما علم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذلك منه، دعا عليه لأنه عصاه، فكان مُستحقًا لدعوته، مشيرًا إلى أن كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- ينطبق على المستطيع وليس على غير القادر لعذر ما.
واستشهد بقوله تعالى: «لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا» الآية 286 من سورة البقرة، منوهًا بأن وهذا الأكل باليمين ليس واجبًا، وإنما هو من الآداب والمُستحبات التي ينبغي فعلها ولا يأثم تاركها، منوهًا بأن الإنسان الذي لا يستطيع الأكل بيده اليمنى؛ يجوز له الأكل باليسرى ولا إثم عليه؛ لأن الله تعالى قال: «لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا»البقرة.
ونبه إلى أن العلماء قالوا أن الأكل باليمين من السُنن، واستدلوا بما ورد في مُسند الإمام أحمد أنه -صلى الله عليه وسلم- أكل نوعين من الطعام أو الفاكهة أحدهما بيمينه، والأخرى بيساره، ففهم العلماء من ذلك أن الأكل باليد اليمنى مُستحب وليس واجبًا.
ودلل بما روى البخاري ومسلم عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما قال: كنت غلامًا في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا غلام، سمِّ اللهَ، وكُلْ بيمينك، وكُلْ مما يليك»، فما زالت تلك طُعمتي بعد.
