لماذا جاء قوله تعالى «حُرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير» بصيغة المبني للمجهول؟

قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف إنه مع  كتاب الله وفي سورة المائدة يقول ربنا- سبحانه وتعالى-: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ..} إلى آخر الآية.

وأوضح «جمعة» في بيانه: لماذا قال {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ} ولم يقل (حرَّم الله عليكم)؟ قالوا : يُبنى الفعل للمجهول، وأحيانا النحاة يقولون يُبنى الفعل للمفعول؛ مرة يقولوا المجهول، ومرة يقولوا المفعول؛ يجعل المفعول به فاعلًا "حرَّم الله الميتة"، فالميتة مفعول به جعلها هنا كأنها نائب فاعل حُرمت الميتة {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ} إذًا أصل العبارة" حرَّم الله الميتةَ ".

وأضاف عضو هيئة كبار العلماء أن الله -سبحانه وتعالى- حرَّم علينا الميتة؛ فلا يجوز لنا إلا أن نأكلها عند الاضطرار، والضرورة عرفها العلماء بأنها إذا لم يتناولها الإنسان هلك أو قارب على الهلاك هذا هو حد الضرورة.

وتابع المفتي السابق: فلا يجوز لنا أن نأكل المحرم إلا دفعًا للضرورة، والضرورة إذا لم نتناولها هلكنا، وحينئذٍ نكون قد ارتكبنا أخف الضررين لأن ضرر إزهاق النفس أكبر من ضرر أكل المُحرَّم، وعندما نأكل المُحرَّم عند الضرورة إنما نأكل بقدر الحاجة، ولا نتوسع.

وأشار إلى أن الميتة محرمةٌ في الشريعة الأولى مع موسى، وجاء القرآن فحرمها وأكد تحريمها، والميتة الحيوان الذي فارق الحياة، وكان مأكول اللحم بغير ذكاةٍ شرعية، والذكاة الشرعية هي الذبح أو العقر.

شاهد المزيد: معنى الكلالة في الميراث وحكمها..على جمعة يوضح " فيديو"