الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد تراجع أبي أحمد.. هل تتوقف انتهاكات أثيوبيا على الحدود السودانية؟

آبي أحمد رئيس الوزراء
آبي أحمد رئيس الوزراء الاثيوبي

فى كل مرة تعمل على تصاعد الاحداث، ثم تدعو للمفاوضات، هذا الأسلوب الذى تنتهج أثيوبيا اتجاه الأزمة الحدودة مع السودان، وكأن الأمور تسير فى دائرة مغلقة دون وجود وقف واضح من أديس أبابا، ولكن بعد التوتر الحاصل خلال الفترة الماضية والذ وصل إلى ذروته عاودت أثيوبيا الكرة مرة أخري على لسان دينا مفتى المتحدث باسم خارجيتها ليدعو الجيش السوداني إلى العودة إلى مواقعه السابقة في المناطق الحدودية بين البلدين. 

تراجع ودعوة للتفاوض

"لا نريد أي نزاعات مع السودان،  سنعمل مع السودان لتحقيق مصلحة شعبينا"، وبنبرة تنم عن تراجع أثيوبيا قال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية: "لدينا علاقات تاريخية مع السودان ودول الجوار".

الغريب أن تلك النبرة جاءت بعد تصعيد ضد دولة السودان الأفريقية، خاصة بعد قصف مدفعي بين الطرفين بمنطقة جبل أبوطيور، وأكدت وقتها الخارجية الأثيوبية أنها لن تجري مفاوضات مع الخرطوم قبل انسحاب الجيش السوداني من الأراضي المتنازع عليها.

حلقات تصعيد مستمرة

حديث أثيوبيا ياتى بعد حلقات من التصعيد الحدودي بين البلدين حيث نفذت قوة مدعومة من الجيش الأثيوبي خلال الأيام القليلة الماضية قصف مدفعى على القوات السودانية فى منقطة جبل أبو طيور شرق البلاد، فلم يكن من السودان إلا الرد على هذا القصف والتصعيد الغير مبرر من أثيوبيا.

أراضي سودانية خالصة

وسط هذا التوتر الحدودي تري السودان أنه لن يمكن التراجع أو الانسحاب من الأراضي التى استعادها الجيش السودان فى ظل المطالبات الأثيوبية، هذا الأمر أكده ويزال يصر عليه القادة السوانيون حيث أعلن مجلس السيادة الانتقالي في السودان، رفضه لما دعت إليه أثيوبيا، بانسحاب الجيش السوداني من الأراضي التي استعادها، لإفساح المجال أمام عمل اللجان الفنية بين البلدين.

وقال عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان، محمد الفكي سليمان أن "عمل اللجان لا يرتبط بانسحاب الجيش السوداني من الأراضي التي استعادها، لأنها أراض سودانية خالصة".

السودان الذى يسعي دائما نحو علاقات طيبة مع جيرانه، ليس ذلك وفقط بل يمد اليد العون لهم، ولكن يبدو أن أثيوبيا تريد دائما أن تكون حدودها مع جيرانها ملتهبة فبدلا من الدعوة إلى الهدوء وترسيم الحدود، تقوم بانتهاكات من شأنها تصعيد الموقف مرة أخري، بل والعمل على تهيئة الظروف من أجل قيام حرب وليس سلام.

اندلاع حرب تهدد الإقليم

حيث حذر الفكي أن "اندلاع أي حرب في المنطقة يهدد الإقليم، باعتبار أن السودان وأثيوبيا يتجاوران على حدود واسعة وفي منطقة حيوية من القارة الأفريقية الأمر الذي يمكن أن ينعكس على أمن البحر الأحمر".

تصعيد اللهجة اتجاه الجيران، لا للمفاوضات لا للهدوء، يبدو انها سياسة اعتمدتها أثيوبيا دائما فى إدارة ملفاتها مع الجيران، فدينا مفتى  المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية الذي خرج أمس داعيا إلى الحوار والتراجع، قال منذة عدة أيام أن "بالنسبة لنا، للتفاوض شرط مسبق، وهو عودة السودان إلى الأرض السابقة التي كان يسيطر عليها، ومن ثم يمكننا العودة إلى المفاوضات"، وفقا لوكالة "رويترز".

أما السودان يسعى دائما إلى الاستقرار فى المنطقة بأكملها فضلا عن عدم التصعيد ضد أى دولة جارة، هذا الأمر يتضح جليا فى تصريحات 
جمعة كندة، مستشار رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، الذى أكد أن الجيش ملتزم بعدم التصعيد مع إثيوبيا.

وأضاف "كندة"، في تصريحاتله فى وقت سابق أن إثيوبيا تحاول تحويل مسألة الحدود إلى قضية نزاع، لافتا إلى أن الخرطوم ترفض أي حديث عن نزاع أو ترسيم حدودي.

وأشار إلى أن الجيش السوداني لم يدخل إلى الأراضي الإثيوبية، مؤكدا أنه ينتشر ضمن أراضيه وليس في أراض متنازع عليها.

وقصفت القوات الإثيوبية منطقة "أبو طيور" بقذائف "هاون" فيما رد الجيش السوداني بقصف مدفعي مضاد، وأعلن الجيش السوداني في ديسمبر الماضي، أن قواته استعادت السيطرة على جميع الأراضي الحدودية التي يسيطر عليها مزارعون إثيوبيين، وذلك بعد اتهامات لقوات إثيوبية بنصب كمين للعناصر السودانية في منطقة الفشقة الحدودية.

في وقت سابق، أكد عضو مجلس السيادة السوداني، محمد حسن التعايشي أن انتشار القوات المسلحة السودانية داخل الحدود هو انتشار طبيعي، وأن الخيار السلمي هو الأمثل للسودان للحفاظ على علاقاته مع إثيوبيا واستقرار المنطقة.

وتبلغ منطقة الفشقة نحو 250 كم مربع، حيث يطالب السودان بها بينما يستغل مزارعون إثيوبيون مدعومون من الجيش تلك الأراضي الخصبة.

وكان مسئول سوداني، قال في وقت سابق، إن الحكومة السودانية ستتجه للتحكيم الدولي حال فشل الوساطة مع إثيوبيا، على خلفية القصف الذي شهدته الحدود بين البلدين أمس، الأحد.