من
فضل الله على عبادِه أن يسَّرَ لهم سبل المغفرة، ونوَّع لهم طرق الخيرِ
رِفقًا بهم، وقد أرشدنا
القرآن والسنة النبوية إلى بعض الأعمال الصالحة التي يحبها الله سبحانه
وتعالى، ويغفر بها الذنوب ويرفع الدرجات والأهم من اتباعها ألا يعود
المسلم للمعصية مرة أخرى.
ومن طرق الخير ومكفرات الذنوب التي ينبغي للعبدِ ألا يغفل عنها هى:
1- كثرةُ الخطى إلى المساجد بيوت الله، فهي خير البقاع وأزكاها، وأطيب الأماكن وأفضلها،
ومَهْوَى أفئدة الصالحين، وقد رتَّب الشرع الشريف على كثرة الخطى أجرًا
عظيمًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قالوا بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجدأ وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط".
2- إزاحة الأذى عن طريق الناس،
سواء كان غصن شائك أو شجرة أو حجرًا وما نحوها، من
مكفرات الذنوب وسبب من أسباب دخول الجنة، حيث كان معاذٌ يمشي ورجلٌ معه
فرفَع حجرًا من الطريقِ فقال ما هذا قال سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ
عليهِ وسلَّمَ يقول: «من رفع حجرًا من الطريقِ كُتبتْ له حسنةٌ ومن كانت له
حسنةٌ دخل الجنَّةَ»، وورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
«بيْنَما رجُلٌ يمْشِي بِطريقٍ وَجَدَ غُصْن شَوْكٍ علَى الطَّرِيقِ،
فأخَّرُه فشَكَر اللَّهُ لَهُ، فغَفر لَهُ».
3- تجديد التوبة والحرص على الاستغفار فقد قال الله عز وجل: «وَالَّذِينَ إِذَا
فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ
فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ
وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ»، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإنى أتوب في اليوم مائة مرة"، وأفضل أوقات التوبة تكون فى صحة الإنسان قبل نزول المرض به حتى يتمكن من العمل الصالح.
4- الحرص على أداء الصلاة في وقتها، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ غَدَا إلَى المَسْجِدِ وَرَاحَ أَعَدَّ الله لَهُ نُزُلَهُ مِنَ الجَنَّةِ كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ». متفق عليه.
6- الصّدقةُ أحيانًا تُخَلّصُ صَاحبَها من دخُولِ النّار إنْ كانَ مِن أهلِ
الكبائر، أليسَ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «اتّقُوا النّارَ ولَو
بشِقّ تَمرَة» رواه البخاري وغيره، وعَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الصَّلاةُ نُورٌ، وَالصِّيَامُ
جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ
النَّارَ، وَالْحَسَدُ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ
الْحَطَبَ»
8- التسامح والعفو، فقال تعالى: «وَإِن تَعْفُوا
وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ»، والعفو والصفح سبب للتقوى قال تعالى: «وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ
لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُم»،
والعفو والصفح من صفات المتقين، قال تعالى: «وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ
مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ
لِلْمُتَّقِينَ . الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ
وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ
الْمُحْسِنِينَ».
10- تفريج كربة عن مؤمن، وعون الضعيف لها أجر كبير عند الله، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ
كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ
الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي
الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي
الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ
الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ
عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا
اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ
اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ
السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ،
وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ
يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ» (رواه مسلم).