EN
عرف بدو سانت كاترين بكرم الضيافة على مر العصور منذ نشأة دير سانت كاترين، وتطوعت القبائل لخدمته وحراسته واستقبال وإكرام الضيوف القادمين لزيارته وصعود جبل موسى وزيارة المقدسات الدينية للأديان الثلاثة.
يقول محمد فتيح، أحد شباب بدو سانت كاترين المهتمين بالتراث، إن الضيافة عند البدو أمر عظيم لا يفوقه أمر آخر، وإكرام الضيف هو الصفة الملازمة لأهل البادية، وهي أحد أركان عاداتهم وتقاليدهم التي توارثها البدو جيلا بعد جيل، مشيرا إلى أن للضيف مكانة عظيمة في نفوس البدو ولا يتوانون في تقديم واجبات الضيافة، والضيف عند بدو سانت كاترين هو الشخص الذي يوفد من موضع غير موضعه أو جاء من مكان بعيد أو عابر سبيل.
وقال رمضان الجبالي، حامل مفتاح دير سانت كاترين، إن الضيف حق حتى لو كان عدواً ما دام أنه نزل أو دخل بيت مضيفه لأن من دخل البيت فقد أمن على نفسه، خاصة إذا تناول طعاماً أو شراباً فيصبح في مأمن ولو كان في وكر عدوه.
وأضاف الجبالي أن الضيف متى قدم على صاحب البيت يستقبل بالحفاوة والترحيب، وفي ذلك قالت البدو في الضيف: "إذا أقبل أمير وإذا جلس أسير وإذا قام شاعر"، ومعنى ذلك أنه يجب على المضيف أن يستقبل ضيفه بالحفاوة اللازمة والترحيب الحار بقدومه وإظهار الوجه البشوش والفرح لمقدمه وهو يتساوى في ذلك بمنزلة الأمراء.
وأوضح سليمان الجبالي، أحد المهتمين بالتراث والبيئة بسانت كاترين، أن القهوة تكون أول ما يقدم للضيف والتي يقوم بإعدادها صاحب البيت ويقدم له الطعام ساعة حضوره حتى لو كان في وقت متأخر، وهي عادة جرت في البادية، وهو من الطعام الموجود في تلك الساعة، وفي الوجبة التالية يتم عمل وليمة يدعى لها الجيران.
وقال إن البدوي مهما بالغ في إكرام ضيفه في الطعام والشراب فإنه يعتذر عن التقصير حتى لو لم يكن هناك تقصير، فكثيرا ما يتردد على ألسنتهم عند تقديم الطعام في الوليمة وغيرها مقولة "اعذرنا عن القصور"، والاعتذار من مكملات آداب الضيافة حتى لا يقع الحرج في النفوس من الطرفين.
وأضاف الجبالي أن القواعد السلوكية المتبعة في تقديم الطعام من وليمة أو غيرها أنً يقدم الضيف إلى المائدة ومعه كبار السن ولا يبدأون بالأكل إلا بعد السماح لهم بذلك من المضيف "المعزب" بقوله: "سمّوا" (أي قولوا بسم الله) مع كلمات الترحيب بالضيف والحضور.
من جانبه، أكد الشيخ أحمد أبو راشد، أحد مشايخ قبيلة الجبالية، أن الأعراف البدوية تقول إنه لا يجوز للضيف تناول وجبتين من الطعام في الفترة المعروفة للطعام، فمثلاً لو تناول الضيف وجبة غداء عند مضيفه عليه أن لا يتناول غيرها عند مضيف آخر قبل غروب الشمس، لأن في ذلك إساءة للمضيف الأول، حيث يتهم بأنه لم يشبع ضيفه أو أنه لم يقدم له شيئاً من الطعام ومن الأدب أن لا ينعس ولا يتثاءب أمامهم وعليه أن لا يرفع صوته بغضب في أثناء وجود الضيوف على أحد أفراد البيت.
اقرأ أيضا:
