الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذكريات من زمن فات.. إعلان نتيجة الثانوية العامة في الراديو على «وحياة قلبي وأفراحه»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

إعلان نتيجة الثانوية العامة.. يوم تنتظره معظم البيوت المصرية كل عام، يتميز بطابع خاص مليء بمشاعر مختلفة بين السعادة بالنجاح والحزن من الرسوب، والفخر بالتفوق، ويبدأ أولياء الأمور في استغلال نتائج أبنائهم في التفاخر بأبنائهم وسط الأهل والأصدقاء.

وفي هذا التقرير، ينشر موقع “صدى البلد” ذكريات يوم نتيجة الثانوية العامة زمان، حيث كان يتم إعلان نتيجة الثانوية العامة بشكل مختلف تماما عن الآن، فكان الراديو هو وسيلة إعلان نتيجة الثانوية العامة.

كانت نتيجة الثانوية العامة تذاع في الراديو برقم الجلوس والمجموع، على أن يتم إعلان الناجحين فقط، وبالتالي من لم يسمع رقمه ومجموعه يكون راسبا.

نتيجة الثانوية العامة

وبعد اعلانها في الراديو، يذهب الطلاب إلى مدارسهم، ليجدوا أحد المعلمين يعلنها في الميكروفون وسط زحام الطلاب والأهالي في مشهد مهيب تتحرك فيه المشاعر، فالبعض يرقص من الفرحة والبعض يصرخ ويبكي من الحزن.

وبعد أن يعرف الطلاب نتائجهم بالتفصيل من المدرسة، يتوجه الناجحون لمنازلهم لتبدأ الاحتفالات الأسرية وتنتشر الزغاريد في الشوارع.

كما تحتفل وسائل الإعلام المصرية بالناجحين في الثانوية العامة في ذلك اليوم بإذاعة أغاني ليلى نظمي “من الثانوية للكلية”، وأغنية عبد الحليم حافظ “وحياة قلبي وأفراحه”، وأغنية “ألو ألو إحنا هنا ونجحنا اهو في المدرسة”، في الراديو والتليفزيون.

ذكريات نتيجة الثانوية العامة
نتيجة الثانوية العامة

ومرت الثانوية العامة في مصر بالعديد من مراحل التطور في شكل ونظام الدراسة والامتحانات منذ بداية ظهورها في مصر في مختلف العهود.


ففي 1825: ظهر التعليم الثانوي "التجهيزي" لأول مرة، بهدف إعداد الطلاب لدخول التعليم في المدارس العليا كالطب، المهندسخانة "الهندسة"، الحقوق، وغيرها، وكان التعليم في هذه المراحل يتم بشكل منفصل في كل حكمدارية "مديرية التربية والتعليم حاليا"، حتى عام 1887م عندما عقد أول امتحان موحد لعدد من المدارس، ليطلق على هذا الامتحان بعد ذلك "الشهادة العمومية" لعمومية الامتحانات بها، وكان التعليم بها 4 سنوات.

نتيجة الثانوية العامة 


وفي 1891، زادت مدة الدراسة في التعليم التجهيزي "الثانوي" لـ 5 سنوات منذ بداية الاحتلال الإنجليزي، وفي عام 1897 خفضت تلك المدة إلى 3 سنوات بسبب حاجة الحكومة للمتعلمين لشغل الوظائف العامة، وفي عام 1905 استمرت 4 سنوات، ولكن قسمت على قسمين مدة كل قسم سنتين، ينتهي القسم الأول بامتحان يحصل الناجحون فيه على "شهادة الأهلية"، والقسم الثاني تتشعب فيه الدراسة إلى شعبتين (أدبية وعلوم). 


وفي 1907م، تم إلغاء شهادة الكفاءة، وسميت "القسم الأول من الشهادة الثانوية".
وفي سنة 1928 زادت مدة الدراسة إلى خمس سنوات تنقسم إلى مرحلتين: الأولى مدتها 3 سنوات يحصل الناجحون في نهايتها على "شهادة الكفاءة"، والثانية مدتها سنتان يتخصص فيها الطالب في إحدى الشعبتين "العلمية أو الأدبية" ويحصل الناجحون في نهايتها على "شهادة البكالوريا".


وفي عام 1935 استمرت مدة الدراسة في المرحلة الثانوية  5 سنوات، ولكن تحول تقسيمها إلى مرحلتين: الأولى مدتها 4 سنوات تنتهي بامتحان الثقافة العامة "القسم العام"، والثانية مدتها سنة دراسية واحدة "سنة التوجيه"، يحصل الطلاب في نهايتها على شهادة الدراسة الثانوية العامة "القسم الخاص"، وتتشعب فيها الدراسة إلى ثلاث شعب هي: العلوم، الآداب، الرياضيات، وتخضع لإشراف جامعي على امتحاناتها.
ثم بعد ذلك أصبحت مدة الدراسة بالمدارس الثانوية للبنات 6 سنوات اعتبارًا من سنة 1937، وكانت مقسمة إلى مرحلتين: الأولى مدتها 5 سنوات للثقافة العامة، والثانية مدتها سنة واحدة "مرحلة التوجيه". 
وفي عام 1951، توحدت المناهج ومدة الدراسة بين مدارس البنين ومدارس البنات الثانوية لتكون 5 سنوات ، وأعيد تقسيمها لتكون على ثلاث مراحل، الأولى مدتها سنتان يحصل الناجحون في نهايتها على شهادة الدراسة المتوسطة، والثانية مدتها سنتان ويحصل الناجحون في نهايتها على شهادة الثقافة العامة، والثالثة مدتها سنة وتنقسم فيها الدراسة إلى "علمي وأدبي"، ويحصل الناجحون في نهايتها على شهادة التوجيهية.
وفي 1981 أدخلت وزارة التربية والتعليم نظامًا جديدًا على الثانوية العامة، وتم تصنيف القسم الأدبي إلى شعبتين أيضًا، وكان التخصص يبدأ منذ الصف الأول الثانوي، ولم يستمر هذا النظام طويلًا.
ثم في 1988 أُلغي نظام الثانوية الذي تم إقراره عام 1981، وعادت الثانوية إلى نظام السنة الواحدة، فكان الصف الأول والثاني الثانوي دراسة عامة، والتخصص يقع في الصف الثالث فقط الذي كان بمثابة سنة الشهادة.
وفي 1991 تعدل نظام الدراسة في الثانوية العامة، وتم إدخال المواد الاختيارية لدراسة ميول وقدرات الطلاب، وكذلك كان هذا أول عام يتم فيه دراسة المستوى الرفيع للطلاب، بما يساعد على زيادة مجموع الطلاب.
وفي عام 1994، دخلت الثانوية العامة نظام المرحلتين، حيث تحولت الدراسة الثانوية إلى النظام الممتد بين العامين الثاني والثالث الثانوي، وكانت الدراسة تتم بموجب مواد إجبارية ومواد اختيارية يختارها الطالب عند التخصص في الصف الثانى الثانوي، وكانت درجة الطالب تحسب بمتوسط ما حصل عليه من درجات في العامين الثاني والثالث للثانوية العامة.
وقد دخل في نفس العام نظام تحسين المجموع، ووفقًا لهذا النظام كان يحق للطالب دخول الامتحان لخمس مرات بغرض تحسين مجموعه.
وفي عام 1996 أُلغي العمل بنظام التحسين، وظلت الثانوية العامة تدرس بنظام العامين وبنظام الشعبتين، وظل الأمر كذلك حتى ثورة يناير.
وفي 2013 بدأ العمل بنظام جديد للثانوية العامة، وتم إلغاء نظام العامين، لتكون الثانوية العامة  عام واحد فقط  مع وجود 3 شعب أدبى وعلمي علوم، وعلمي رياضة.
وفى 2018 بدأت الوزارة تتحدث عن تطوير شكل أسئلة امتحانات الثانوية العامة، لتعتمد على قياس الفهم وليس الحفظ، وبدأ الحديث عن فكرة الاعتماد على التابلت في التعليم، ومع مرور السنوات اللاحقة بدأ طلاب الصفين الأول والثاني الثانوي يمتحنون على التابلت لأول مرة.

ومع حلول عام 2021، أصبحت امتحانات الثانوية العامة لأول مرة بنظام أسئلة الاختيار من متعدد، وصارت الإجابة في البابل شيت، وتمت تجربة الامتحانات الإلكترونية على التابلت.