الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

موليير العرب.. اليوم ذكرى ميلاد الكاتب الراحل بديع خيري| شاهد

بديع خيرى
بديع خيرى

استعرض برنامج "هذا الصباح" عبر فضائية "اكسترا نيوز"، تقريرا باسم "ذكرى ميلاد موليير العرب الكاتب الراحل بديع خيري".

 

حيث أن حل اليوم ذكرى ميلاد موليير العرب بديع خيرى شيخ المبدعين متعدد المواهب الذى ولد عام 1893، وأطلق عليه الكثيرون لقب "موليير العرب"، حيث لم يترك مجالا للإبداع والفن إلا وترك فيه بصمته الواضحة.

 

وموليير العرب بديع خيرى، الذى ارتبط اسمه بفن ومسرح نجيب الريحانى وبأجمل أغانى سيد درويش أحد صناع ثورة 1919، وهو كاتب أهم أغانيها ومنها  "قوم يامصرى، ويابلح زغلول".

 

وهو مبدع متعدد المواهب الذى لم يأت الزمان بمثله، فهو رائد المسرح، وشاعر ومؤلف وكاتب سيناريو، وشريك وصانع مسرح الريحانى ورفيق عمره، وصديق وصانع روائع فنان الشعب سيد درويش، الذى جسد كل معانى التعايش، معبرا عن هذا الانصهار بين أبناء الشعب المصرى والشعوب التى انصهرت معه، فكتب الزجل والأغانى بلسان المصرى والسودانى والايجريجى "دنجى ..دنجى"، "مخسوبكوا انداس" .

 

وغنى بلسان الموظف والشيال والصعيدى والفلاح والجرسون الصحفى "شد الحزام على وسطك، ياحلاوة أم اسماعيل، هز الهلال ياسيد، الحلوة دى قامت تعجن، البحر بيضحك ليه، أه ده اللى صار".

 

وتنوعت إبداعاته فكتب أجمل أغاني محمد فوزى " شحات الغرام، وليا عشم وياك ياجميل"، ولأسمهان "عليك صلاة الله وسلامه" ، كما كتب سيناريو أول فيلم عربى يتحدث عن الحارة المصرية وهو فيلم "العزيمة"، وفضلا عن كل هذه المواهب أصدر عددا من الصحف والمجلات، التى كانت تحرض وتناضل ضد الاستعمار.

 

كما كتب  سيناريو أول فيلم كارتون مصرى فى الثلاثينات ونفذ الفيلم  الأخوة فرنكل، وناقش هموما وقضايا مصرية فى سلسلة حلقات حملت اسم "مشمش أفندى" وكانت تعرض فى السينما وتحدثت عنه الصحافة العالمية وقتها تحت عنوان"ميكى ماوس أصبح له أخ مصري"، ويوضع هذا الكرتون فى سجلات التطور التاريخي لفن الكرتون فى العالم.

 

ورغم مرور سنوات طويلة على وفاة رائد الإبداع بديع خيرى لايزال إبداعه منبعا وملهما لعشرات الفنانين الذين أعادوا تقديم روائعه الصالحة لكل زمان ومكان.

 

وموليير العرب بديع خيرى هو والد الفنان الراحل عادل خيرى الذى أعاد إحياء مسرح الريحانى وقام ببطولة مسرحياته وأشهرها "إلا خمسة" لكن لم يمهله القدر وتوفى شابا قبل والده.

 

وفى حوار مع مخرجة أفلام الكرتون الفنانة عطية عادل خيرى، تحدثت عن مشوار إبداع جدها بديع خيرى قائلة : "ولد جدى ونشأ فى مناطق شعبية ومنها روض الفرج والمغربلين، وتمتد جذوره إلى عائلة الأمير محمد كتخدا الخربوطلى، وكان واسع الثقافة والاطلاع ، كما حفظ القرآن، وكان قويا فى اللغة العربية ويهوى كتابة الزجل منذ طفولته، وتخرج من مدرسة المعلمين العليا فى فترة لم يكن فيها التعليم منتشرا فى مصر، وتعلم اللغات وعمل مدرسا للغة الإنجليزية.

 

وأشارت عطية عادل خيرى، إلى أن جدها كان يحلم فى بداياته أن يكون ممثلا، ومارس هوايته مع فرق الهواة، حتى تعرف على الريحانى الذى كان على خلاف مع أمين صدقى المؤلف الذى يكتب له المسرحيات، ليبدأ بديع خيرى مشواره فى التأليف والكتابة وتنازل عن حلمه فى التمثيل بسبب تفوقه فى الكتابة خاصة مع عدم وجود نصوص جيدة.

 

ورغم ذلك مثل فى بعض الأعمال مع فرقة الريحانى إنقاذاً للموقف إذا حدث أى طارئ، وقدم الثنائى الريحانى وبديع خيرى أروع الأعمال المسرحية.

 

كما كتب بديع خيرى أهم السيناريوهات للسينما، فكتب للسينما الصامتة فيلم (المانجبان)، كما كتب أول فيلم عربى ناطق يتحدث عن الحارة المصرية وهو فيلم  (العزيمة) ، حيث كانت الأفلام تتحدث عن الطبقات الارستقراطية فقط.

 

وعن علاقة جدها بفنان الشعب سيد درويش ، قالت عطية عادل خيرى ، إن بداية التعارف كانت قبل أن يتقابلا حيث لحن سيد درويش أحد أزجال خيرى المنشورة بأحد المجلات ، قبل أن يراه وهي أغنية "دنجى دنجى"، وبعدها ترسخت العلاقة ، واقترح عليه خيرى أن يعمل فى مسرح الريحانى، وبالفعل انضم سيد درويش لفرقة الريحانى عام 1918 وخلال فترة ثورة 1919، وكتب بديع خيرى أشهر أغانى ثورة 1919 ومنها أغنية قوم يامصرى، كما تحايل على القرارات العسكرية التى تمنع الكتابة عن سعد زغلول والثورة، فكتب أغنية يابلح زغلول تحية لسعد زغلول، ووقتها تم القبض عليه ولم يستطيعوا إثبات التهمة.

 

وأصدر بديع خيرى عددا من المجلات ومنها مجلة ألف صنف عام 1925 وكتب فيها الكثير من المقالات والأزجال السياسية ومعه الكثير من الكتاب والأدباء ومنهم بيرم التونسى الذى كان يكتب من المنفى، وتم إغلاق المجلة بسبب مواقفها السياسية المعارضة، وبعدها أسس مجلة "الغول"، وكتب فى الترويسة (هذه المجلة لترهيب الاستعمار) فتم إغلاقها، ثم افتتح مجلة "النهاردة"، وكتب فى الترويسة (المجلة للدفاع عن الدستور) فأغلقت أيضًا، ثم أسس مجلة "مصر الحرة".