EN 
الرياضة لغة عالمية تعبر عن رقي الشعوب ليس فقط من خلال تحقيق الانتصارات التي هي هدف كل رياضي، وإنما بمدى الالتزام بالروح الرياضية، ونشر القيم وفهم الرياضة بالشكل الأمثل، ومحاربة التعصب الأعمى الذي يتنافى تماماً مع الرياضة، فالرياضة ليست كرة قدم فقط، والرياضة ليست ساحة معارك بل هي حياة ممتعة نعيشها.
إيقاف بث الكراهية
ويعاني الإعلام الرياضي في مصر من أزمة أخلاقية كبيرة، وغابت المهنية عن كثير من المحتوى الذي يقدم ببعض البرامج الرياضية، وبات المشهد عبثيا، وأصبحت هذه البرامج منبرا لبث الكراهية والتعصب والحقد وانتقاد الحكام والخوض في السمعة والسيرة الشخصية والذاتية وانتهاك الحرمات.
وبحث المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، برئاسة الكاتب الصحفي كرم جبر، رئيس المجلس تقارير لجنتي الرصد والشكاوى الخاصة بتجاوزات البرامج والقنوات الرياضية في الفترة الأخيرة.
وبحث المجلس في اجتماعه، الذي عقد ظهر الثلاثاء، داخل ماسبيرو، "بشكل مغلق واقتصر الحضور على أعضائه"، عددا من الشكاوى الواردة إليه بشأن التجاوزات التي حدثت خلال الأيام الماضية ببرامج وقنوات رياضية، حيث رصد بها تجاوزات وخروقات.
كما ناقش الأعلى الإعلام تقرير لجنة الرصد بشأن التجاوزات التي جاءت بالشكاوى وغيرها، وفي ضوء هذه التقارير وما انتهت إليه، أصدر المجلس مجموعة من القرارات المهمة لضبط المشهد الإعلامي.
وأعلن كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى للإعلام، عن قرارات هامة بشأن تجاوزات الإعلام الرياضي والبرامج والقنوات الرياضية، واتخاذ قرارات عاجلة حول ذلك، والتي كانت كالآتي:
- سحب تراخيص القنوات التي تتجاوز القانون.
- اتخاذ إجراءات حاسمة ضد الكتائب الإلكترونية وسيتم إرسال بلاغات اليوم إلى النائب العام لخطورة الأمر.
- دعوة نقابة الصحفيين ولجان الشباب والرياضة بمجلسي النواب والشيوخ لاجتماع من أجل إصدار ميثاق لمحاربة تلك التجاوزات.
- مطالبة القنوات بالتوقف الفوري عن ما يتم بثه من تجاوزات خادشة للحياء.
- الأعلى للإعلام لا يستهدف شخصا بعينه أو ناديا بعينه ولكن يدعو لعدم إثارة الكراهية.
من جانبه قال الدكتور طارق سعدة، نقيب الإعلاميين وعضو مجلس الشيوخ، إن نقابة الإعلاميين لها الحق وفقا للقانون أن تعاقب أي شخص يمارس النشاط الإعلامي في الشُعب إذا كان في الإعداد والتقديم والإخراج والتحضير بالمنع من الظهور والإحالة للتحقيق.
رصد كافة التجاوزات
وأوضح سعدة ـ في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن النقابة لها الحق أيضا في إيقاف العضو المخالف عن العمل، لأن النقابة هي التي تمنح العضويات لتراخيص العمل سواء كانت عضوية أو تصريح، فهي التي يخولها القانون الحق أن تمنع، وبالتالي المعيار الرئيسي للحكم على الأداء المهني يكون ميثاق الشرف الإعلامي.
وأشار إلى أن الميثاق تم نشره في الجريدة الرسمية في عام 2018، ويتم تطبيقه من حينها، بجانب أيضا المرصد الإعلامي الذي يقوم برصد الأداء الإعلامي لكل الإعلاميين عبر الوسائل الإعلامية إذا كانت مرئية او مسموعة.
وأكد: "هذا هو دور نقابة الإعلاميين وحقها في وقف أي تجاوزات تحدث على القنوات الفضائية، بجانب دور المجلس الأعلى للإعلام ونقابة الصحفيين وصلاحيات كل واحد في إصدار تحذير وعقاب".
وأكد أن "قرارات المجلس الأعلى للإعلام قوية وجاءت في توقيتها المناسب، وسيتم المزيد من التعاون في هذا الاتجاه لتقديم إعلام رياضي تحديدا يمنع التعصب، وأيضا يمتلك ثقافة تشجيع النادي والمنتخبات الوطنية دون الخوض وتعدي الحدود".
ومن جانبه، كشف محمود فوزي الأمين العام للمجلس الأعلى للإعلام، كواليس وتفاصيل اجتماع المجلس، الذي عقد الثلاثاء، لبحث التجاوزات في الإعلام الرياضي.
وقال فوزي خلال تصريحات له ـ إن المجلس الأعلى عقد اجتماعا لمناقشة الأوضاع على الساحة الإعلامية الرياضية، وسيكون هناك اجتماع اليوم وسيحضره أعضاء من نقابة الصحفيين ونقابة الإعلاميين ولجنة الشباب والرياضة في مجلس النواب، ورابطة الأندية".
وأضاف: "المجلس الأعلى عليه دور تطبيق القوانين على الإعلام، وقادرون على ذلك، وعلى الاتحادات المحلية أن تضبط تصرفات اللاعبين والجماهير".
وتابع: "الإعلام الرياضي أساسه النشاط الرياضي، ونحتاج لضبط الأمور من بدايتها، والقادم في الإعلام مختلف، المجلس يرصد كل الأحداث التي تحدث في الساحة الرياضية".
ميثاق الشرف الرياضي
وأكد أن المجلس لا يريد اتخاذ أي قرارات بدون دراسة كافية، لأن كل جهة لديها جماهيرها، ولكي يكون المجلس حريصًا على الوقوف على مسافة واحدة من كل الأطراف، التدخل مطلوب ولكن الحكمة والتأني والدراسة مطلوبة أيضًا".
واختتم: "معالجة الأمور من الناحية الإعلامية فقط ليس كافيًا، ولكن يجب أن تتم معالجة الأمور من كافة الجوانب".
وواصل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، برئاسة الكاتب الصحفي كرم جبر، اليوم الأربعاء، عقد اجتماعاته لبحث التجاوزات في الإعلام الرياضي والقنوات والبرامج الرياضية واتخاذ قرارات عاجلة لضبط الإعلام الرياضي وفقا للقانون.
ودعا رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، نقابتي الصحفيين والإعلاميين ولجان اتحاد الكرة، والشباب والرياضة بمجلس النواب والجهات المسئولة بالتنسيق مع المجلس لإصدار ميثاق شرف رياضي لمواجهة ومكافحة ما يحدث في الوسط الرياضي، الذي وصل إلى حد ممارسات فوق الوصف.
وأشار إلى أن المجلس دوره ضبط المشهد الإعلامي، ويجب تكاتف الجميع من كل الجهات المسئولة لمكافحة ما يحدث من ممارسات غير سليمة، وأعلن عن أن المجلس سيبدأ في إجراءات ضد الكتائب الإلكترونية الممولة التي تسيء للوسط الرياضي أكثر من البرامج الرياضية، وسنقوم بإبلاغ النائب العام حول هذه الكتائب واليوتيوب والفيس بوك التي ترتكب جرائم سب وقذف.
وأكد أننا وصلنا إلى حالة من الخطر لم يكن ينبغي الوصول إليها من الأساس، وإنما نرغب في الوصول إلى وسط رياضي نظيف وسليم يرفع شأن الرياضية المصرية، لأن الحرب الواقعة حاليًا تهدر قيمه الرياضة المصرية، مضيفًا أننا نطالب الإعلام الرياضي بالتكاتف حول دعوتنا النبيلة والشريفة التي تستهدف إصلاح الوسط الرياضي بالكامل.
والجدير بالذكر، أن المجلس الأعلى للإعلام قادر على ضبط الإعلام الرياضي ودعم قنواته التي تعتبر بمثابة صمام أمان للإعلام المصري.
