كثير من الذين يتوفى لهم أحد من أسرته أو عزيز عليه يطبع له مصحف ويكتب عليه اسمه حتى عندما يقرأ الناس القرآن منه يدعون له، فيتسأل الكثيرون ما حكم ذلك؟، ليرد الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية، موضحا ان طباعة المصحف الشريف لوقفها من الأعمال التي لها أجور كبيرة وممتدة إلى أوقات طويلة ، وهذه الأجور تجري على صاحبها سواء كان حيًّا أو ميتًا ، كما ورد في حديث أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: "سَبْعٌ يَجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ ، وهُو فِي قَبْرِهِ... " وذكر مَنها : " أَوْ وَرَّثَ مُصْحَفًا".
حكم طباعة مصاحف على روح المتوفى وكتابه اسمه عليه للدعاء له
وأضاف: قرَّر الفقهاء أنَّ الميت ينتفعُ بأعمال الخير والبر الصادرة عن غيره إذا وهب فاعلُها الثوابَ له ، والتي منها : قراءة القرآن ، والدعاء والاستغفار ، والصدقة ، والصدقة الجارية ، والوقف ، والحج والعمرة ، والأصل في ذلك قوله تعالى : {وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيمٌ} [الحشر: 10]، وما رواه سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّه ، إِنَّ أُمَّ سَعْدٍ مَاتَتْ ، فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : " الْمَاءُ " ، قَالَ : فَحَفَرَ بِئْرًا ، وَقَالَ : هَذِهِ لِأُمِّ سَعْدٍ .
واختتم الدكتور مجدي عاشور : أنَّه يجوز طباعة المصحف الشريف كصدقة جارية على روح والدك ، ولا مانعَ شرعًا من كتابة اسمه عليه وطلب الدعاء له ، وإنْ كان الأَوْلَى الاكتفاء بطلب الدعاء دون كتابة الاسم بُعدًا عن السمعة والرياء ، فإن كُتِبً الاسم تكون تلك الكتابة بعيدةً عن الصفحات التي بها آيات الله تعالى ؛ لئلا يختلط كلام المخلوق بكلام الخالق سبحانه .