الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الاتفاق السعودي الإيراني| الولايات المتحدة الشريك الخفي لـ«الصفقة».. وكيف استفادت منها الرياض؟

السعودية وإيران
السعودية وإيران

‏شهدت العلاقات الأمريكية السعودية في الفترة الأخيرة تحسنا تدريجيا ولكن كبيرا في العلاقات، وذلك بالرغم من الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة الصين الأسبوع الماضي بين ‏‏المملكة العربية السعودية وإيران‏‏ بشأن إعادة العلاقات الدبلوماسية، وفقا لموقع “أكسيوس” الأمريكي.‏

‏وكانت العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية متوترة منذ تولي إدارة الرئيس الامريكي جو بايدن السلطة، حيث ‏تصاعدت هذه التوترات في ‏‏أكتوبر‏‏ من العام الماضي عندما قامت المملكة السعودية بقيادة خطوة لخفض إنتاج النفط العالمي. 

واعتبرت الولايات المتحدة هذه الخطوة انتهاكا للتفاهم الذي توصلت إليه مع المملكة العربية السعودية قبل زيارة الرئيس الأمريكي إلى المملكة قبل بضعة أشهر.‏

‏واعتبر كثيرون الاتفاق السعودي الإيراني، الذي يضع خارطة طريق لاستئناف العلاقات في غضون شهرين، انتصارا للصين وضربة ‏‏للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط‏‏، ولكن إدارة بايدن سعت إلى التقليل من شأن الاتفاق ونفوذ الصين في المنطقة.‏

ليست معاهدة سلام

وقال مسئول أمريكي لـ"أكسيوس"، إن المملكة العربية السعودية وافقت على إعادة فتح سفارتها مرة أخرى في طهران في غضون شهرين، حسب الاتفاق، ولكن هذا لا يعتبر معاهدة سلام، ولكن يعني العودة إلى الوضع الراهن قبل عام 2016.

‏وأضاف أن إدارة جو بايدن لا ترى مشكلة في محاولة الصين تهدئة التوترات بين المملكة العربية السعودية وإيران طالما أن الأمر لا يتعلق بالتعاون العسكري أو التكنولوجي. ‏

وأوضح المسئول الأمريكي، أن تريد السعودية، بدافع من الأمل في إنهاء الحرب في اليمن ووقف هجمات الحوثيين ضد المملكة، إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران منذ تولي إدارة بايدن منصبها.

‏وجاء اتفاق الأسبوع الماضي بعد عدة جولات من المحادثات بين السعودية وإيران في عمان والعراق، ولكن تلك المحادثات توقفت بسبب الاحتجاجات المناهضة للحكومة في إيران العام الماضي. ‏

وأشار المسئول الأمريكي إلى أنه في ديسمبر من العام الماضي، أبلغت المملكة العربية السعودية البيت الأبيض أن الحكومة الصينية خلال زيارة الرئيس شي جين بينج إلى المملكة، أعربت عن ثقتها في أنها يمكن أن تتوصل إلى اتفاق من شأنه أن يقيد تصرفات إيران في المنطقة.

‏وتابع: "طوال المفاوضات في بكين، أبقت السعودية إدارة بايدن، التي كانت متشككة في التوصل إلى اتفاق، على علم بما يجري  في المفاوضات".

‏وقال المسئول الأمريكي إن السعودية، التي كان لديها شكوك أيضا للوصول إلى اتفاق، اتصلت بالبيت الأبيض قبل يوم من إعلان الاتفاق وقالوا إنهم على وشك التوصل إلى اتفاق نهائي مع إيران. ‏

وأضاف المسئول الأمريكي، أن البيت الأبيض والمملكة العربية السعودية يشككان في أن إيران ستتابع الصفقة، وتابع: "لكننا نرحب بوقف التصعيد في المنطقة من خلال الدبلوماسية حيثما أمكن ذلك".‏

‏وأوضح أن المملكة السعودية لا تسارع لإعادة العلاقات مع إيران، وهناك اتفاق على عدم إعادة فتح سفارة السعودية الأسبوع المقبل في طهران، وهذا يتوقف على ما سيحدث خلال الشهرين المقبلين، إذا بدأت الصواريخ في الطيران من اليمن مرة أخرى، فلن تكون هناك سفارة ولن يتم الاتفاق.‏

‏وقد وصف مسئولون إيرانيون ‏‏الاتفاق‏‏ مع السعودية بأنه "زلزال" للنفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط.‏

تحسن العلاقات الأمريكية السعودية

‏‏يقول المسئولون الأمريكيون‏‏ ‏‏إنه بغض النظر عن الصفقة،‏‏ ‏‏كان هناك تحسن تدريجي في الأشهر الأخيرة في العلاقات بين إدارة الأمريكية والحكومة السعودية.‏

‏ويشيرون إلى زيارة وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، إلى كييف التي أعلن خلالها عن حزمة مساعدات لأوكرانيا، والتي دفعت إدارة جو بايدن من أجلها، بالإضافة إلى اتفاق بشأن تقنية 5G وصفقة طائرات بوينج بمليارات الدولارات التي تم الإعلان عنها يوم الثلاثاء كعلامات على تلك العملية.

وقال مسئول أمريكي آخر لـ"أكسيوس": ‏"نحن في وضع أفضل، لقد قامت السعودية ببعض الأشياء المهمة، وكان لدينا اتصال جيد بشأن بعض القضايا الصعبة من اليمن إلى تكنولوجيا 5G / 6G إلى التنسيق الأمني، وإنها تتحرك في اتجاه أفضل".‏

‏كما لا يعتقد البيت الأبيض أن الاتفاق السعودي الإيراني‏ سيعيق جهود إدارة بايدن من أجل التطبيع بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، ولن تدفع دول اتفاقيات إبراهيم مثل الإمارات والبحرين إلى تبريد علاقاتها مع إسرائيل.‏

‏وأضاف المسئول الأمريكي الكبير: "نرفض تماما فكرة أن إعادة فتح السعودية لسفارة في طهران ستحبط بطريقة ما عملية التطبيع الإسرائيلي السعودي".‏

ويأمل البيت الأبيض أن يساعد الاتفاق السعودي الإيراني وشهر رمضان المبارك في تحقيق انفراجة في الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في اليمن.‏

‏ووصل المبعوث الأمريكي الخاص لليمن، تيم ليندركينج، إلى السعودية يوم الثلاثاء لمناقشة سبل توسيع نطاق الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة والتي كانت سارية خلال العام الماضي، ‏‏وسيسافر لاحقا إلى سلطنة عمان التي تلعب دور وساطة رئيسيا في هذه القضية.‏