EN
يعقد غدًا الأربعاء الفيدرالي الأمريكي اجتماعه لبحث اتخاذ إجراءات عاجلة، إذ تتوجه الأنظار نحو قرارات الفائدة التي ستصدر عن هذا الاجتماع، وسط توقعات في الأسواق بأن الفيدرالي سيتنازل عن فكرته المتشددة في محاربة التضخم، بجانب أن القرار الذي يصدر منه سيؤثر في اتجاهات الفائدة العالمية.
توقعات الفيدرالي الأمريكي
ويبدأ مسؤولو الفيدرالي الأمريكي اليوم الثلاثاء، الاجتماع الثاني في 2023 لتحديد سعر الفائدة، في وقت يشهد القطاع المصرفي الأمريكي اضطرابات قوية.
ويستمر الاجتماع لمدة يومين، ويتوقع أن يمضي الفيدرالي الأمريكي في اتجاهه نحو رفع الفائدة، لكن من غير المرجح أن يعمق من سياسته التشددية في هذا الرفع مع الضغوط التي تواجهها البنوك.
حيث يخوض مجلس الاحتياطي الفيدرالي معركة شرسة على مدى عام ضد التضخم، وجاءت أول عقبة رئيسية بانهيار بنكين كبيرين، ما ألقى بالظلال على النظام المالي الأمريكي، وطالبت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بإعادة دراسة رفع سعر الفائدة.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن الأزمة، أدت بالفعل إلى استجابة سريعة من الاحتياطي الفيدرالي والجهات التنظيمية الأخرى في شكل تسهيل إقراض خاص جديد وإجراءات لجعل المودعين في البنوك المنهارة قادرين على سحب أموالهم كاملة، تساؤلات حول ما إذا كان بإمكان الاحتياطي الفيدرالي أن يستمر في رفع أسعار الفائدة في مواجهة نظام مالي هش".
ونقلت عن فرانسيس دونالد، كبير الاقتصاديين والاستراتيجيين في "مانولايف إنفستمنت مانجمنت" قوله: "لقد فقد الاحتياطي الفيدرالي الآن رفاهية التركيز على محاربة التضخم"، و"كانت هناك دائمًا نقطة انعطاف عندما فاقت تكاليف رفع الأسعار الفوائد، كما يتعين على الاحتياطي الفيدرالي أن يفكر في أننا أقرب إلى تلك اللحظة كثيرًا من ذي قبل".
ويشير الخبراء ــ وفق الصحيفة التي كانت تتوقع حتى أيام قليلة مضت أن يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية أخرى هذا الشهر-إلى أنه على المهتمين تعديل توقعاتهم بشكل كبير.
الفشل المفاجئ لبنك سيليكون فالي
كما نقلت عن الاقتصاديين في بنك "جولدمان ساكس" تأكيدهم أنهم لم يعودوا يتوقعون أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في مارس "في ضوء الضغوط الأخيرة على النظام المصرفي".
وأوضحت أنه بشكل عام، تنقسم الأسواق بين احتمال زيادة ربع في المائة أو عدم رفعها على الإطلاق في الاجتماع القادم للاحتياطي الفيدرالي في 22 مارس، ومن المحتمل أن يعتمد قرار الفائدة أيضًا على تقرير مقبل هذا الأسبوع حول مؤشر أسعار المستهلك.
ولفتت "واشنطن بوست" إلى أنه خلال الأسبوع الماضي، كان الاحتياطي الفيدرالي يلمح إلى ضرورة رفع أسعار الفائدة، لكن هذا وضع جديد تمامًا، وأكدت أن التحول المحتمل يأتي بعد أقل من أسبوع من إبلاغ رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الكونجرس أنه "سيكون مستعدًا لزيادة وتيرة رفع أسعار الفائدة".
وقالت "لكن الفشل المفاجئ لبنك سيليكون فالي، متبوعًا بإجراءات من قبل المنظمين لوقف التداعيات، يثير أسئلة أكبر حول ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سيواصل رفع أسعار الفائدة حتى أثناء انشغالهم بتقليل الآثار الجانبية التي حلت بالنظام المصرفي".
رفع أسعار الذهب والدولار عالميا
وفي هذا الصدد، قال الدكتور عادل عامر، الخبير الاقتصادي، إن الاجتماع الذي سينعقد غدًا الأربعاء تم تحديده سلفا من قبل الفيدرالي الأمريكي لمواجهه نسب التضخم العالية والعالمية ونسب التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح عامر ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن لذلك لجنة السياسات في هذا البنك الفيدرالي اقترحت ان يتم زيادة سعر الفائدة بنسبة بسيطة، وسيتم رفع أسعار الذهب والدولار بصدد هذه النسبة عالميا ما دامت نسب التضخم لم يتم السيطرة عليها ولم يتم تقديم الحلول الاقتصادية لمواجهه هذه النسب التضخمية بعيدا عن السياسات المالية.
ومن جانبه، قال الدكتور على الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن التوقعات المحتملة لاجتماع الفيدرالي الأمريكي هو ارتفاع أسعار الفائدة 25 نقطة أساس، ولكن مع الأفلاسات المتتالية خلال الفترة الأخيرة من الوارد أن يعيد النظر فهذا الأمر ويثبت أسعار الفائدة.
توقعات مفاجاة للفيدرالي
وأكد أن استمرار النهج على استمرار أسعار الفائدة أتي بالسلب على الجهاز المصرفي في الولايات المتحدة الأمريكية ومن ثم على العديد من المؤسسات المالية الأخرى وعلى البورصة الامريكية وعلى بورصات دول أخرى اثرت السلب نتيجة استمرار ارتفاع أسعار الفائدة.
وأضاف أن المتوقع مفاجأة من حيث تثبيت سعر الفائدة ومن بين رفع أسعار الفائدة الي 25 نقطة أساس، فالذهب عالميا نتيجة ذلك بدأ يعود للارتفاع مرة أخرى نتيجة أيضا الازمات الأخيرة في الجهاز المصرفي في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتابع: هذا جعل الطلب زيادة على الذهب وجعل المستثمرين يتركوا الاستثمار الغير مباشر ويجلعوا للذهب كاستثمار وملاذ أمن نتيجة للارتفاعات الأخيرة والتذبذب والتقلبات السعرية.
واختتم: وأيضا الدولار عملة مستقرة مع الزيادات المستمرة من جانب الفيدرالي لأسعار الفائدة هذا ينعكس على قوته وارتفاع مؤشرة على مستوى العالم.
والجدير بالذكر، في خضم التوترات، حاول مسؤولو القطاع المصرفي في الفيدرالي الأمريكي ووزارة الخزانة الأمريكية تهدئة الأسواق وامتصاص الفزغ، سواء من خلال تسهيلات لدعم البنوك المتضررة أو التأكيد على قوة مراكز رأس المال والسيولة في النظام المصرفي الأمريكي، ومرونة النظام المالي الأمريكي.
لكن يظل اختبار مدى قدرة إجراءات التهدئة على استيعاب المخاوف، وقدرة الفيدرالي على التركيز على هدفه الأساسي وهو مكافحة التضخم مع أسعار الفائدة المرتفعة باستمرار التي تربك الآن النظام المصرفي.
