الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

موجة جديدة من التطرف ومعاداة الإسلام تجتاح أوروبا.. ماذا حدث في الدنمارك

ادانات لحرق المصحف
ادانات لحرق المصحف في الدنمارك

تتواصل الأفعال الاستفزازية المتطرفة وغير المسؤولة من قبل بعض المتشددين الغربيين خاصة في الدنمارك تجاه المسلمين وثوابت الدين الإسلامي والإصرار على حرق القرآن الكريم في هذه الأيام المباركة أيام شهر رمضان.

حرق القرآن الكريم في الدنمارك 

مجموعة متطرفة تحرق القرآن

وأقدم مجموعة متطرفة في الدنمارك بحرق العلم التركي ونسخة من القرآن الكريم أمام سفارة أنقرة في العاصمة كوبنهاجن.

وبثت المجموعة المتطرفة الاعتداء على القرآن على الهواء مباشرة عبر حساب المجموعة على منصة فيسبوك للتواصل الاجتماعي، كما رفع منفذو الاعتداء لافتات معادية للإسلام مرددين شعارات مسيئة للدين.

وأدانت وزارة الخارجية التركية أمس السبت، حادث الاعتداء على القرآن الكريم والعلم التركي في الدنمارك، حيث قالت في بيان: "ندين بأشد العبارات الهجوم الدنيء على كتابنا المقدس القرآن الكريم وعلمنا المجيد في الدنمارك".

وأكد البيان أن "السماح لمثل هذه الممارسات تحت اسم حرية التعبير مرفوض رفضا قاطعا"، موضحا أن "تركيا أبدت انتقادها واحتجاجها الشديدين للسلطات الدنماركية عقب الحادثة".

وتوالت ردود الأفعال المنددة بهذا الفعل المتطرف والاستفزازي، حيث أعربت وزارة الخارجية السعودية عن "إدانة واستنكار المملكة العربية السعودية بأشد العبارات ما قامت به مجموعة متطرفة في الدنمارك من حرق للمصحف الشريف أمام السفارة التركية في كوبنهاجن".

وأكدت المملكة "ضرورة ترسيخ قيم الحوار والتسامح والاحترام ورفض كل ما من شأنه نشر الكراهية والتطرف والإقصاء.

من جانبها، ادانت وزارة الخارجية الأردنية إقدام حشد من العنصريين على إحراق نسخة من المصحف الشريف في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن يوم الجمعة.

الدنمارك 

إدانات عربية لحرق المصحف

وأكدت الخارجية الأردنية، أن ذلك يعد عملا تحريضيا وعنصريا مرفوضا يستفز مشاعر المسلمين، خاصة في شهر رمضان المبارك.

وقالت الوزارة في بيان، إن "إحراق المصحف الشريف هو فعل من أفعال الكراهية الخطيرة، ومظهر من مظاهر الإسلاموفوبيا المحرضة على العنف والإساءة للأديان"، وأنه لا يمكن اعتبارها شكلا من أشكال حرية التعبير مطلقا.

وشددت الوزارة على ضرورة وقف مثل هذه التصرفات والأفعال غير المسؤولة التي تؤجج العنف والكراهية، وتهدد التعايش السلمي.

ودعت الخارجية الأردنية المجتمع الدولي إلى التصدي لهذه الأفعال وعدم السماح بها.

وأدانت قطر بأشد العبارات، حرق نسخة من المصحف الشريف في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، وشددت على أن هذه الواقعة الشنيعة تعد عملا تحريضيا، واستفزازا خطيرا لمشاعر أكثر من ملياري مسلم في العالم، لا سيما في شهر رمضان المبارك.

وحذرت وزارة الخارجية القطرية، في بيان لها أمس، من أن السماح بتكرار التعدي على المصحف الشريف بذريعة حرية التعبير يؤجج الكراهية والعنف، ويهدد قيم التعايش السلمي، ويكشف عن ازدواجية معايير مقيتة.

وجددت الوزارة، رفض دولة قطر التام لكافة أشكال خطاب الكراهية المبني على المعتقد أو العرق أو الدين، والزج بالمقدسات في الخلافات السياسية.

الأردن والسعودية  

عمل استفزازي يخلق الكراهية 

كما حذرت من أن حملات الكراهية ضد الإسلام وخطاب الإسلاموفوبيا شهد تصعيدا خطيرا باستمرار الدعوات الممنهجة لتكرار استهداف المسلمين في العالم، وجددت في هذا السياق دعوتها للمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لنبذ الكراهية والتمييز والتحريض والعنف، وأكّدت أهمية إعلاء مبادئ الحوار والتفاهم المشترك.

وجددت الوزارة، دعم دولة قطر الكامل لقيم التسامح والعيش المشترك، وحرصها على إرساء مبادئ الأمن والسلم الدوليين عن طريق الحوار والتفاهم.

كما أدانت المملكة المغربية بشدة حرق نسخة من المصحف الشريف بالعاصمة الدنماركية كوبنهاجن، داعيةً السلطات الدنماركية إلى إنفاذ القانون بكل حزم للتصدي لمثل هذه التصرفات التحريضية غير المسؤولة وعدم السماح بتكرارها تحت أي ذريعة.

وذكرت الخارجية المغربية في بيان لها، أنه رغم أن هذا الفعل الشنيع تم تنفيذه أمام مقر تمثيلية دبلوماسية لدولة مسلمة أخرى، فإن المملكة المغربية تعدُّه عملًا استفزازيًّا يعنيها أيضًا ويمس بمقدسات وبمشاعر أكثر من مليار مسلم، خاصة في شهر رمضان المبارك.

يذكر أن هذه ليست المرة الأولى، حيث سبق وسمحت الشرطة السويدية لزعيم حزب يميني بـ "حرق نسخة من القرآن" في العاصمة ستوكهولم، حيث قام المتطرف الدنماركي السويدي “راسموس بالودان” الذي يقود حزب مناهض للهجرة في الدنمارك، بحرق مصحف في ستوكهولم بالسويد أمام مقر السفارة التركية.

وحذرت مصر، في بيان لوزارة الخارجية، من مخاطر انتشار هذه الأعمال التي تسيء إلى الأديان وتؤجج خطاب الكراهية والعنف.

ودعت إلى إعلاء قيم التسامح والتعايش السلمي، ومنع الإساءة لجميع الآديان ومقدساتها من خلال مثل تلك الممارسات المتطرفة التي تتنافى مع قيم احترام الآخر وحرية المعتقد وحقوق الإنسان وحرياته الأساسية.

الخارجية المصرية 

الأزهر الشريف يخرج عن صمته 

وأثار الأمر ضجة كبيرة وقتها وكانت ردود الفعل غاضبة من المسلمين، حيث أدان الأزهر الشريف، واستنكر بشدة إقدام مجموعة من الإرهابيين التابعين لليمين المتطرف على حرق المصحف الشريف، مشيرا إلى تواطؤ السلطات السويدية مع هؤلاء المجرمين.

وأضاف: "يعيد الأزهر التأكيد على أن هذه الأفعال الإجرامية الصادرة من الهمج لن تنال من حرمة المصحف الشريف في قلب إنسان متحضر، وسوف يظل في عليائه كتابا هاديا للإنسانية جمعاء، وموجها لها لقيم الخير والحق والجمال، لا تنال من قدسيته أحقاد الضالين المجرمين، ولا تصرفات باعثي التعصب والحقد والنفوس المريضة، من أصحاب السجلات السوداء في تاريخ التعصب والكراهية وحروب الأديان".

وطالب الأزهر المجتمع الإنساني والمؤسسات الدولية وحكماء العالم، بالوقوف في وجه محاولات العبث بالمقدسات الدينية، وإدانة هذه الأفعال الإجرامية، ووضع حد لفوضى مصطلح "حرية التعبير" واستغلاله في سوق السياسات والانتخابات، وإساءة استخدامه فيما يتعلق باستفزاز المسلمين واحترام مقدساتهم.

كما شدد على ضرورة فتح تحقيق عاجل حول تكرار هذه الحوادث التي لا تقل في خطرها عن مردود الهجمات الإرهابية، مشددا على أن السماح لهؤلاء المجرمين بتكرار هذه الاستفزازات تحت شعار "حرية التعبير"، ولو بالصمت؛ هو تواطؤ منبوذ يعيق من جهود تعزيز السلام وحوار الأديان والتواصل بين الشرق والغرب، وبين العالم الإسلامي والعالم الغربي.

الأزهر الشريف 

مقاطعة منتجات هولندا والسويد

وطالب شيخ الأزهر الإمام، أحمد الطيب، رداً على إحراق نسخ من القرآن الكريم،  الشعوب العربية والإسلامية بمقاطعة جميع المنتجات الهولندية والسويدية بكافة أنواعها، واتخاذ موقف قوي وموحد نصرة لكتاب الله ولقرآننا الكريم؛ كتاب المسلمين المقدس، وردا مناسبا على حكومتي هاتين الدولتين في إساءتهما إلى مليار ونصف مليار مسلم، والتمادي في حماية الجرائم الدنيئة والبربرية تحت لافتة لا إنسانية ولا أخلاقية يسمونها "حرية التعبير"، وجديرة بهم أن يسموها ديكتاتورية الفوضى، وسوء الأدب، والتسلط على شعوب راقي مرتبطة بالله وهداية السماء.

وشدد الأزهر على ضرورة التزام الشعوب العربية والإسلامية بهذه المقاطعة، وتعريف أطفالهم وشبابهم ونسائهم بها، وأن يعلموا أن أي عزوف أو تقصير في هذا الأمر هو تخاذل صريح عن نصرة الدين الذي ارتضاه الله لهم، وأن هؤلاء المنحرفين لن يدركوا قيمة هذا الدين الذي لا يعرفون عنه شيئًا، ويستفزون المسلمين بالتطاول عليه إلا حين يكونون وجها لوجه أمام ضرورات المادة والمال والاقتصاد التي لا يفهمون لغة غير لغتها، ولا يقدسون أمرا غير قوانين الوفرة والإنتاج والاستهلاك.

شيخ الأزهر الإمام، أحمد الطيب