قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أوروبا تلجا للصين لوقف الحرب بأوكرانيا.. هل ينجح ماكرون في مهمته؟

الرئيس الفرنسي ونظيرة الصيني
الرئيس الفرنسي ونظيرة الصيني

وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الأربعاء، إلى بكين في مستهل زيارة دولة إلى الصين تستمر 3 أيام على ما أعلن قصر الإليزيه.

ماكرون

الحوار مع بكين ضروري للأزمة

والتقي الرئيس الفرنسي الجالية الفرنسية قبل أن يجري محادثات مع نظيره الصيني شي جينبينج. الخميس، وينتقل الجمعة إلى كانتون في جنوب الصين.

وتحدث ماكرون أمام الجالية الفرنسية عن وجود الكثير من التوتر بين الشرق والغرب، وقال: "لا أريد تصديق سيناريو عدم توقف عجلة التوتر بين الشرق والغرب وهناك حاجة ماسة لحوارات معمقة بين الغرب والشرق".

ووصف الرئيس الفرنسي الحوار مع الصين بأنه "ضروري"، قائلاً إنه "لا يمكن ترك الساحة لروسيا"، وأضاف: "نسعى لتعزيز الحوار الصيني الأوروبي مع الحفاظ على مبادئنا".

وشدد على أن "الصين يمكن أن تلعب دوراً لوقف الحرب في أوكرانيا بسبب علاقاتها القوية مع روسيا".

وغادر ماكرون فرنسا، أمس الثلاثاء، ووصل بعد ظهر الأربعاء بالتوقيت المحلي إلى العاصمة الصينية، ومن المتوقع أن يجري، الخميس، لقاءات مع المسؤولين الصينيين تُشارك بجزء منها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين من أجل توجيه رسالة موحدة، ويُشارك بعدها في مأدبة عشاء رسمية، ثم سيتوجه، الجمعة، إلى كانتون حيث سيلتقي طلاباً صينيين.

ويرافق الرئيس الفرنسي نحو 60 من رؤساء الشركات الفرنسية، منها "إيرباص"، و"كهرباء فرنسا"، و"فيوليا"، مع تركيز على الانتقال في مجال الطاقة، وهي من التحديات الكونية التي تعتبر باريس أنه ينبغي التقدم في إطارها مع بكين، ويتوقع أن يتخلل اللقاءات توقيع اتفاقات.

وأوضحت أوساط ماكرون أنه ينوي الاستمرار بالدفع باتجاه "ولوج أفضل إلى السوق الصينية" و"أجواء منافسة عادلة" على غرار ما فعل في زيارتيه عامي 2018 و2019.

الرئيس الفرنسي والصيني

فرنسا تراهن على وساطة الصين في السلام

وفي هذا الصدد، قال خالد شقيرـ الصحفي المختص بشأن الفرنسي، إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الصين تستمر لمدة 3 أيام، موضحا أن الرئيس الفرنسي ماكرون يصطحب معه رئيسة المفوضية الأوروبية، وتشهد الزيارة العديد من الملفات الأوروبية المهمة مع الجانب الصيني.

وأوضح شقير ـ أن زيارة إيمانويل ماكرون وصفت بالمهمة في جميع وسائل الإعلام الفرنسية، لافتا إلى أن فرنسا تراهن على قيام الصين بدور الوساطة في السلام بين روسيا وأوكرانيا، وأن الزيارة تشمل أيضًا العديد من الملفات بين البلدين، خاصة الملف الاقتصادي وملف الطاقة اللذان سيتصدران تلك المباحثات.

وأشار إلى أن إيمانويل ماكرون يرى أن الصين حليف استراتيجي مهم للقارة الأوروبية على كل المستويات، وأن فرنسا تعوّل على بكين كثيرًا في حلحلة الأزمة الروسية الأوكرانية لما لها من علاقات جيدة مع الجانبين.

ويزور ماكرون الصين لقناعته بأن بكين طرف "لا يُمكن تجاوزه" أمام التحديات الكثيرة التي يشهدها العالم بدءاً منذ الغزو الروسي لأوكرانيا التي يمكن أن يغير موقف الصين منه، اتجاهه بشكل جذري.

ورأى قصر الإليزيه قبل الزيارة أن الصين بسبب قربها من روسيا "هي البلد الوحيد في العالم القادر على أن يُؤثر بشكل مباشر وجذري على النزاع باتجاه أو بآخر".

وقبيل توجهه إلى الصين أجرى الرئيس الفرنسي محادثة هاتفية مع نظيره الأميركي جو بايدن، أعربا خلالها عن أملهما في أن "تنخرط الصين معنا في جهود مشتركة لتسريع وضع حدّ للحرب في أوكرانيا وإرساء سلام مستدام"، وفق مسؤولين فرنسيين.

وأعلن البيت الأبيض أن بايدن وماكرون تناقشا بشأن الزيارة وتحدثا عن مواصلة دعم أوكرانيا ضد الغزو الروسي.

ويُشكل ماكرون في المعسكر الغربي، بحسب أوساطه، أحد قادة الدول القلائل في العالم الذين يُمكنهم "القيام بمناقشة تستمر 6 أو 7 ساعات" مع الرئيس الصيني شي جين بينج للترويج للسلام.

وفيما تفوح من المنافسة بين الصين والولايات المتحدة، رائحة حرب باردة، يُريد الفرنسيون سلوك "طريق آخر" أقل حدة من النهج الأميركي في العلاقة مع العملاق الآسيوي.

كانت فرنسا تأمل حتى فترة قصيرة في إقناع الزعيم الصيني بأداء "دور الوسيط" لدفع نظيره الروسي فلاديمير بوتين باتجاه حل تفاوضي، خصوصاً أن بكين لم تدن يوماً الغزو الروسي لأوكرانيا ولم تدعمه أيضاً.

إلا أن الجبهة المناهضة للغرب التي ظهر بها بينج وبوتين في موسكو قبل أسبوعين، خففت من هذه الطموحات.

خالد شقيرـ الصحفي المختص بشأن الفرنسي

مقترح الصين للسلام في أوكرانيا

وقال مستشار إن ماكرون سيسعى إلى إيجاد "فُسحة حوار" مع بكين لطرح "مبادرات" من شأنها "دعم المدنيين" في أوكرانيا، فضلاً عن "تحديد طريق" للخروج من الأزمة على المدى المتوسط.

ويبدو أن النقطة الأكثر إلحاحاً هي إقناع الصين بعدم الانتقال بالكامل إلى المعسكر الروسي من خلال إرسال أسلحة إلى موسكو.

وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إن ماكرون سيقول للمسؤولين الصينيين "إن من الأهمية بمكان الامتناع" عن دعم مجهود الحرب الروسي.

وشددت الرئاسة الفرنسية على أنه "في حال اتخذت الصين هذا القرار المشؤوم سيكون له تأثير استراتيجي كبير جداً على النزاع نريد تجنب الأسوأ".

ويؤكد قصر الإليزيه أن مسألة حقوق الانسان ستطرح، ولا سيما وضع "أقارب لرعايا فرنسيين في شينيجانج" التي يُندد مراقبون بحدوث قمع شديد فيها، "لكي يتمكنوا من مغادرة الصين".

في فبراير الماضي، نشرت الحكومة الصينية مقترحاً من 12 بنداً دعت فيه كلاً من موسكو وكييف إلى استئناف مفاوضات السلام، بالتزامن مع مرور عام على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، فيما اعتبر آنذاك القائم بأعمال السفارة الأوكرانية ببكين، الخطة، "علامة جيدة"، قائلاً، إن بلاده تود أن ترى الصين أكثر انخراطاً وأن تفعل المزيد لإنهاء الحرب.

وقالت الخارجية الصينية في الوثيقة إنه "ينبغي على جميع الأطراف دعم روسيا وأوكرانيا للتحرك في نفس الاتجاه واستئناف الحوار المباشر بينهما في أسرع وقت ممكن"، مشددة على أنه "ينبغي عدم استخدام الأسلحة النووية وينبغي عدم خوض حروب نووية".

وشددت الوزارة أيضاً على أنه "ينبغي على أطراف النزاع الالتزام الصارم بالقانون الإنساني الدولي وتجنّب مهاجمة المدنيين أو منشآت مدنية".

وذكرت المتحدثة باسم الوزارة، هو تشون ينج، على تويتر، النقاط الرئيسية التي نصت عليها الوثيقة وتضمنت "احترام سيادة جميع البلدان، والتخلي عن عقلية الحرب الباردة، ووقف الأعمال العدائية، واستئناف محادثات السلام، وحل الأزمة الإنسانية، وحماية المدنيين وأسرى الحرب، والحفاظ على أمان محطات الطاقة النووية، والحد من المخاطر الاستراتيجية، وتيسير تصدير الحبوب، ووقف العقوبات الأحادية الجانب، والحفاظ على استقرار سلاسل التوريد الصناعية، وتعزيز التعمير بعد انتهاء الصراع".