EN
انتشرت في الساعات القليلة الماضية منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر بها صورة رجل "هيكل نزلة خاطر" بتقنية ثلاثية الأبعاد إذ يمثل الهيكل ثاني أقدم هيكل عظمى بشري فى مصر، يبلغ عمره أكثر من 35 ألف عام.
تفاصيل القصة هيكل نزلة خاطر
انتشرت عدد من الصور بتقنية ثلاثية الأبعاد تظهر وجه تقريبى لهيكل نزلة خاطر، عن طريق إنشاء تقريبى للوجه باستخدام المسح التصويرى وهو تقنية مبنية على علم استخراج المعلومات ثلاثية الأبعاد من الصور ثنائية الأبعاد، ورسم خرائط للأشياء أو البيئات بدقة وتفاصيل عالية، وعشرات الصور الرقمية لبقايا الهيكل العظمي للرجل.
والهيكل هو لشاب مصري كان يبلغ عمره وقت وفاته من 17 إلى 19 عاما، ويعد الهيكل ثانى أقدم هيكل عظمى بشري فى مصر، إذ يبلغ عمره أكثر من 35 ألف عام، والذي قام بهذا الامر باحثان من البرازيل حيث قاموا بإعادة تصور لوجه هيكل "نزلة خاطر" والمعروض حاليًا بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط.
وتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي ما قام به الباحثون البرازيليون، وقال سانتوس أحد الباحثين إن معظم عظام الرجل كانت في حالة جيدة، ومع ذلك فقد بعض الضلوع واليدين وأجزاء من عظم الساق الأيمن والساق اليسرى، وكذلك القدمين، لكن نظرًا للحفاظ على جمجمة الرجل وعظام وجهه، تمكن العلماء من الوصول إلى البيانات الأساسية المطلوبة لبناء تقريب الوجه.
ماذا يقصد بهيكل نزلة خاطر؟
هو أقدم انسان عاش في مصر قبل عصر المصريين القدماء أي قبل 40 ألف سنة، وفي عام 1980 كان هناك بعثة من بلجيكا، تنقب في منطقة نزلة خاطر القريبة من طهطا في سوهاج، وبعد 35 سنة كاملة من الدراسة عثر عليه، والهيكل هو لشخص نائم مستلقي بالكامل على ظهره ورأسه متجه نحو الشمال، تم دفنه في قبر ودفن بجانبه فأس ذو وجهين وهو محفوظ جيدًا وتم وضعه على يمين الجمجمة، وكشـــف تحليــل "النظائر المشعة" على أسنانه أن عمره 38 ألف سنة.
وكان قوي العضلات وطوله 160 سم، وكان لديه حيوية ونشاط عاليين وكان يعمل في محجر من المحاجر في المنطقة، لاستخراج حجر الصوان أو "الزلط" المستخدم في صناعة الأدوات اللازمة لمعيشتهم، والتي كان أغلبها أسلحة لصيد الحيوانات، وذلك وفقاً للدراسات
ونظراً لأهميته فإنه يحظى بإهتمام علمى كبير محلياً وعالمياً حيث يعد ثانى أقدم هيكل عظمى معروف فى مصر بعد هيكل الترامسة (حوالى 55 ألف عام).
ويمتلك الهيكل ميزتين متشابهتين في الفك السفلي والتي لا توجد بين البشر المعاصرين والحديثين تشريحيًا. يشير هذا إلى أن أسلاف العينة ربما تزاوجوا مع البشر المهجورين قديمًا المجاورين لهم.
ويعود تاريخ الموقع إلى الكربون المشع إلى ما بين 30360-35100 سنة مضت، و تم التنقيب أيضًا عن فؤوس وشفرات ومقابر ومكشط طرفي وأسنان من العصر الحجري القديم الأعلى.
وقد تشير أوجه التشابه بين عينات نزلة خاطر والعينات الأوروبية من العصر الحجري القديم الأعلى إلى وجود علاقة وثيقة بين عينة وادي النيل والإنسان الأوروبي الحديث من العصر الحجري القديم الأعلى.
يذكر أنه في عام 2021 واثناء الحفل الاسطوري لموكب نقل المومياوات؛ انطلق هذا الهيكل ضمن موكب نقل المومياوات الملكية الضخم ، حيث نقل 22 مومياء ملكية في موكب مهيب من مكان عرضها بالمتحف المصري بالتحرير إلى مكان عرضها الدائم بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط.
مخالفة لمعايير البحث العلمي
أصدرت وزارة السياحة والآثار بيانا للرد على ما أثير مؤخرا على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة حول نتائج البحث الذي قام به باحثان من البرازيل لإعادة تصور لوجه هيكل "نزلة خاطر" والمعروض حاليًا بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط.
وأكدت هيئة المتحف، في بيان، أن الباحثين البرازيليين لم يتخذا الإجراءات العلمية والإدارية والقانونية الصحيحة والمتعارف عليها دوليا في مجال البحث العلمي، حيث لم يتقدما بأي طلب لهيئة المتحف لتصوير هيكل "نزلة خاطر" ورفع قياساته التشريحية ودراستها.
كما لم يشيرا إلى حصولهما على قياسات الهيكل التشريحية من أي جهة أخرى بما لا يعطي أية مصداقية في نتائج البحث والنسب التشريحية الواردة فيه وفي عملية إعادة تصور الوجه.
وتابع أن الباحثان استندا في بحثهما إلى الرؤية الفنية الخالصة لهيكل "نزلة خاطر" تعتمد على استخدام برامج الجرافيك وليس على القياسات التشريحية للهيكل والتي أدت للوصول إلى هذه النتائج وهو ما يخالف معايير البحث العلمي.
أقدم هيكل بشري في التاريخ
وبما أن هيكل نزل خاطر هو ثاني أقدم هيكل بشري عثر عليه فيجب الحديث عن أول هيكل بشري عثر عليه، حيث تم العثور في وقت سابق على رفات الطفل بمنطقة تل الترامسة بمحافظة قنا، وبعد الدراسات تم اكتشاف أن الطفل مات ودفن قبل 70الف عام في منطقة تل الترامسة بالقرب من معبد (دندرة)، وتعود الرفات للعصر الحجري القديم الاوسط ويعد قبره اقدم مدفن يعثر عليه في مصر واحد اقدم قبرين للانسان الحديث (الادمي)، المسمي علميا (هوموسابينز) في قارة افريقيا التي تعد مهد البشرية بشكل عام.
والطفل كان قد دفن في قبر بعمق متر واحد، وتم دفنه بحيث وضع على ظهره واسندت رأسه على وسادة من الرمل فرشت بالحصي، وكانت إحدى يديه ممدودة خلف ظهره والأخرى وضعت حول منطقة الحوض، واتجهت رأسه باتجاه الشرق حيث تشرق الشمس، وقالت بعثة جامعة لوفان إن عمر الطفل يتراوح ما بين 8 و 10 سنوات ولا يعرف ما سبب موته.
وطفل تل الترامسة هو اقدم بشر عثر عليه حتى الآن في مصر وكما يقول علماء البعثة في دراساتهم الموسعة عن تلك الفترة كان ذلك هو الزمن الذي هاجرت فيه من مصر مجموعات بشرية في احدي موجات الهجرة من قارة افريقيا عبر النيل الي سيناء ثم إلى فلسطين ومنها إلى كل قارة اسيا وأوربا فيما عرف بانتشار الإنسان الحديث في العالم.
